أكدت الدكتورة ريم فهد البنيان الاستشارية والمتخصصة في المخ والأعصاب والمدير التنفيذي (سابقا ) لمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام ان عدد المصابين بمرض التصلب المتعدد يتفاوت عالميا بين دولة وأخرى ، واشارت في لقاء خاص الى ان الاصابة بهذا المرض ترجع لعوامل وراثية وبعضها بيئية وهو يؤدي لمجموعة أعراض تظهر وتختفي خلال أيام او اسابيع . الدكتور ريم البنيان استعرضت في اللقاء ماهية المرض ومسبباته وعلاجه والوقاية منه واحدث الدراسات العلمية حوله..الى اللقاء .
بداية ما هو مرض التصلب اللويحي؟ نسمع به في الاعلام ومن الناس ولا نعرف ماهو ؟
التصلب اللويحي المتعدد أو التصلب العصبي المتعدد هو مرض مزمن يؤثر على الجهاز العصبي المركزي المكون من الدماغ والحبل الشوكي وهو من الأمراض التي نصفها بأنها مناعية ذاتية.
ويؤدي إلى مجموعة من الأعراض التي تبرز على مدى عدة أيام أو أسابيع، ثم تتقلص أو تختفي تماما بعد عدد آخر من الأسابيع. ولهذا يعرف بالمرض الانتكاسي الارتجاعي .وهو يؤثر على الشباب والشابات؛ وأكثر المصابين به يبدأ معهم في سن ما بين 20 إلى 45 سنة.
ما نسبة انتشاره عالميا وخليجيا ومحليا ؟ وهل معدلات انتشاره مقبولة أم خطيرة؟
عدد المصابين بالمرض يتفاوت تفاوتا كبيرا في أنحاء العالم من أعداد قليلة، حوالي 5 في ال 100000 في بعض الدول مثل الدول الأفريقية إلى أكثر من 100 لكل 100000 من السكان في دول في أمريكا الشمالية وبعض الدول في شمال أوروبا.
بالنسبة لمعدلات المرض في المنطقة، نعتقد أنها حوالي 50 في ال100000 شخص ومعدل الإصابة بالمرض عالميا قد يكون زاد في السنوات الأخيرة مقارنة بما قبلها لأسباب غير معروفة.
ما هي أسباب المرض؟ هل يمكن الوقاية منه؟
المرض له مجموعة من العوامل المساعدة وهي عوامل وراثية وبعضها بيئية. والعوامل البيئية ترتبط بتعرض الإنسان لالتهابات فيروسية تؤثر على الجهاز المناعي.
وعلى حد علمنا، لا يوجد عادات او اشياء يمكن للإنسان أن يتجنبها أو يفعلها لتجنب الإصابة بالمرض.
هل يمكن أن يتم التشخيص المبكر ويكون مفيدا؟
التشخيص عادة يتم بعد إصابة الانسان بأعراض تنبئ باضطرابات في الجهاز العصبي المركزي ومنها تتم الفحوصات والتشخيص. لا يوجد سبب للتشخيص ما قبل ظهور الأعراض .ويعد التشخيص مبكرا عندما يتم التشخيص في بداية ظهور الأعراض.
كيف يتم علاجه دوائيا أو جراحيا؟
يتم علاج التصلب المتعدد من النوع الانتكاسي الارتجاعي بأدوية منظمة أو مثبطة للمناعة لمنع أو للوقاية من الإصابة بالهجمات أو النشاط المرضي والوقاية من تطور التغيرات في الرنين المغناطيسي.
كما أن العلاج يكون بالاهتمام بكل جوانب الإنسان المصاب بالمرض ومنها الأعراض المصاحبة مثل الألم، الإرهاق، الاضطرابات النفسية، اضطرابات النوم، اضطرابات المسالك البولية. كل واحدة من هذه يمكن علاجها بأدوية تخفف الأعراض المصاحبة لها.ولا يوجد علاج جراحي لهذا المرض.
هل تهتم شركات الأدوية بعلاج المرض ومن خلالها التركيز على الأسباب حوله؟ وما هو الجديد في أنظمة العلاج؟
نعم، تهتم شركات الأدوية بعلاج المرض وإجراء الأبحاث حوله. ومن الملاحظ في طب التصلب اللويحي ظهور عدد جيد من الأدوية التي تنظم أو تثبط المناعة للوقاية من الهجمات التي تصحب المرض.ويقدم الآن للمصاب بمرض التصلب المتعدد خيارات متعددة ومناسبة للتحكم بالمرض.
هل يحتاج المريض لعناية صحية ونفسية خاصة؟
يحتاج المصاب إلى عناية متكاملة .وأولا التثقيف الصحي وتمكين المصاب من معرفة المرض وخطة العلاج الخاصة به. جانب آخر الدعم من طبيب المخ والأعصاب في تقييم المصاب بالمرض وفعالية الأدوية المناعية مع المريض.
جانب آخر، جانب الممرض أو الممرضة أو المنسق الطبي وهو دعم المصاب على مدار السنة.
يأتي لاحقا الجانب النفسي ويلزم المصاب دعم نفسي على حسب الأعراض المصاحبة سواءا الاكتئاب، القلق أو اضطرابات بالنوم وأحيانا يتم علاجها بأساليب نفسية مع الأخصائي أو تحتاج بعض الأدوية.
النقطة الأخيرة هي التأهيل الطبي وكثيرا ما يحتاج المصاب بالمرض برنامج للتأهيل بكل جوانبه (العلاج الطبيعي، العلاج الوظيفي، علاج النطق والكلام، إلخ).
نصائح عامة لمرضى التصلب وعوائلهم؟ ونصائح للجمهور
النصيحة الأولى المهمة هي تمكين المصاب بمعرفة جوانب المرض وما يتوقعه من المرض ومن خطة العلاج الخاصة به بالإضافة إلى برنامج المتابعات. لان معرفة المصاب بهذه الجوانب يجعل خطة العلاج أنجح والالتزام بها أعلى.
النصيحة الأخرى هي الدعم الأسري وهو جدا مهم للمصابين لأنه مرض يؤثر على الجهاز العصبي وأحيانا لا تظهر على الانسان مؤشرات واضحة لبعض الأعراض. من الأمثلة: الألم، وهو لا يظهر على الانسان ولانعرف عنه إلا بما يصفه لنا من شعور بالألم. فالدعم الأسري في هذه الحالات جدا مهم في تحمل الانسان ودعمه في مسيرته مع المرض.
الا تعتقدون ان التوعية حول هذا المرض ضعيفة؟
التوعية حول المرض تتم في مجالين: المجال الأول عند التشخيص وفي نطاق عيادات طب المخ والأعصاب أو عيادات التصلب المتعدد وهنا يتم تثقيف أو توعية المصاب بشكل تفصيلي.
الجانب الآخر هو التوعية المجتمعية عن هذا المرض وهذا يتم كثيرا على مدار السنة وبالذات في اليوم العالمي للتصلب المتعدد عادة ما يكون في نهاية شهر مايو وهنا في المملكة تقوم الكثير من المدن بالفعاليات لتوعية المجتمع عن مرض التصلب اللويحي ودعم المصابين بهذا المرض.
كما أنه يوجد موقع للمجموعة السعودية الاستشارية للتصلب المتعدد يحتوي على معلومات تفصيلية عن المرض وعن أنواع العلاج باللغة العربية الموثقة بمراجع علمية أكيدة.
هل هناك جهود محلية أو ابحاث حول هذا المرض؟
في الوقت الحالي، يتم إجراء دراسة احصائية للمصابين بالمرض ، كما أنه تجري بعض البحوث في مراكز متخصصة لأنواع جديدة من الأدوية.