جاء في معلومات إحصائية أمريكية أن الموظفين الذين لا يعملون بمستوى عال من الأداء لأسباب صحية تعود للتغذية، يكلفون الاقتصاد الأمريكي 180مليار دولار سنويًا. وأن تكلفة الموظف الأمريكي الذي يتغيب عن عمله لنفس الظروف تقدر بـ ۱۳۲۷۷ دولارًا سنويا ما يؤثر على الإنتاجية للمؤسسة التي يعمل فيها ومن ثم الاقتصاد الوطني بشكل عام.
أهمية التوعية
ولنا أن نتوقع تكلفة الموظف على الشركة والاقتصاد عندما يكون من ذوي السمنة الذين يترددون على المستشفيات والعيادات الطبية للعلاج أو تخفيف الوزن وما قد ينتج عن هذه السمنة من ارتفاع في ضغط الدم والإصابة بمرض السكري أو غيره من الأمراض المتعلقة بزيادة الوزن.
أما التوعية الغذائية فتزيد الموظف معلومات هامة حول ما يمكن أن تسببه بعض الأغذية والمشروبات من أضرار صحية تؤثر عليه ويتحول إلى إنسان مريض لا يستطيع تقديم العون لنفسه عندما يفقد وظيفته لعدم قدرته على العمل.
وهناك أمراض يصاب بها الأفراد جراء سوء التغذية تجعلهم لا يغادرون منازلهم أو يبقون تحت الإشراف الطبي المستمر لسوء حالاتهم الصحية ومنها السمنة المفرطة التي تقعد الإنسان عن العمل. والسمنة مرض يجعل المصاب بها يعيش حياة العزلة انطوائية محزنة منعزلاً عن الناس، حيث تتدنى معنوياته ولا يشعر بالرضا والراحة لمقابلة الآخرين ما يجعله يترك عمله.
وتتمثل الوقاية في التغذية السليمة المتوازنة لبناء جسم سليم وعقل سليم.
تبعات الإهمال
إن إهمال الصحة الغذائية لأفراد المجتمع له تبعات كثيرة بعضها قد تكون مميتة، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر ما يلي:
- السمنة التي تتكون بسبب الطعام الذي يحوي نسبة عالية من الدهون التي لا يحرقها الجسم بسرعة وسهولة. ومن الطبيعي أن حركة الموظف السمين ستكون بطيئة ما يؤثر على إنتاجية عمله.
- السكري الذي قد يكون أحد أسبابه التغذية غير السليمة. فقد يكون مرتفعًا أو منخفضًا ما يؤثر على صحة الموظف وبالتالي يقلل من إنتاجيته لأن مريض السكري كثير الزيارات للطبيب ويصاب بتقلبات كثيرة لا تساعد على استمرارية عمله بشكل منتظم.
- وقد يكون مستوى السكر منخفضًا في الدم إلى درجة يدخل فيها الشخص في غيبوبة خطيرة قد يموت على أثرها أو قد يصاب بمشاكل صحية أخرى تقعده عن العمل. وسواء كان الداء السكري مرتفعا أو منخفضا فإنه يؤثر سلبًا في إنتاجية الموظف.
- ارتفاع ضغط الدم بسبب بعض الأطعمة التي تحوي نسبة من الأملاح أو الدهون أو غيرها من المؤثرات في ارتفاعه.
- انخفاض ضغط الدم الذي يؤثر في نشاط الموظف، حيث يشعر بالوهن والتعب ما ينعكس على أدائه في العمل الذي بدوره يؤثر في الإنتاجية.
- التوتر العصبي الذي يسبب القلق للموظف ويؤثر على تركيزه في عمله ما يتسبب في خفض إنتاجيته.
- الجلطة الدموية.
- السكتة القلبية.
- الإرهاق والأرق وغيرهما من الأمراض المتعلقة بالتغذية.
علاقة قوية
إن علاقة الصحة بالإنتاجية قوية، فالتغذية غير الصحية تتسبب في العديد من الأمراض التي تؤدي بالتالي إلى: الغياب عن العمل، وعدم الرضا الوظيفي، وعدم الالتزام الوظيفي، وضعف أو عدم الولاء، وضعف أو عدم الإخلاص، ومعدل ترك الموظفين لشركاتهم، وتكلفة الرعاية الصحية، وكلفة التعويض لمن توفوا وهم يعملون، وتكلفة إحلال المتوفين أو الذين تركوا العمل لظروف صحية.
وتشير دراسة أمريكية إلى أن الموظفين الذين يتمتعون بصحة ولياقة عالية هم أقل الموظفين تغيبًا عن العمل وأكثرهم نظرة إيجابية إلى العمل وأقلهم قلقًا وضغوطًا وأقلهم تركًا للشركات التي يعملون فيها.
وأشارت الدراسة إلى أن غياب الموظفين في الولايات المتحدة الأمريكية يكلف الشركات بين ۲۰ إلى 100 مليار دولار. بينما تصل تكلفة الضغوط النفسية على الاقتصاد الأمريكي بين ۲۰۰ إلى ۳۰۰ مليار دولار، بينما التغذية السليمة والبرامج الصحية ستقلص هذه التكاليف بنسبة كبيرة تصل80% ما يرفع مستوى الإنتاجية.
وهذه البرامج تأخذ في الاعتبار التغذية الصحية الصحيحة التي تزيد من إنتاجية الموظفين في الشركات التي يعملون بها. وتحوي معظم الشركات الأمريكية مطاعم “كافيتيريا” تديرها وتدعمها ماليًا لتوفير الوجبات الصحية ما يساهم في خفض ترك الموظفين لها ويزيد من إنتاجيتهم. وتحرص هذه الشركات على الوجبات الصحية لأنها تعلم أن غير ذلك سيفقدها موظفيها على المدى البعيد ما يؤثر في التكلفة وبالتالي في إنتاجيتها ومركزها بين المنافسين.
يتضح مما سبق أن التغذية ذات أثر كبير في استقطاب الموظفين وولائهم والتزامهم للشركات التي يعملون بها، لذا توظف الشركات الرائدة هذه الميزة التنافسية للحفاظ على قوتها التنافسية على المديين القصير والطويل.