الصحة والغذاء

لماذا لا يمكن تناول الطعام قبل الجراحة؟

إذا كنت قد خضعت لعملية جراحية في أي وقت مضى، فمن المحتمل أنك تلقيت تعليمات صارمة بالامتناع عن الأكل والشرب لمدة معينة قبل الجراحة. ورغم أن الصيام قد يكون غير مريح، إلا أن هذه التعليمات تهدف إلى ضمان سلامتك وسلاسة سير الإجراء.

يوضح الدكتور كام نوريس، أخصائي التخدير في جامعة يوتا هيلث، أن الخطر الأكبر الذي نواجهه أثناء الجراحة هو “الشفط”، وهو دخول محتويات المعدة إلى الرئتين. عندما نكون تحت تأثير التخدير، تفقد أجسامنا القدرة على حماية مجرى الهواء بشكل طبيعي. لذلك، إذا كانت المعدة ممتلئة، تزداد احتمالية انتقال محتوياتها إلى الرئتين، مما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الالتهاب الرئوي. ولذلك، فإن الصيام قبل الجراحة يقلل بشكل كبير من خطر حدوث مثل هذه المضاعفات.

يمكن أن يؤدي الشفط إلى عدة مشاكل صحية خطيرة، بما في ذلك:

  • الالتهاب الرئوي: وهي عدوى تصيب الرئتين بسبب دخول البكتيريا الموجودة في محتويات المعدة إليها.
  • نقص الأكسجة: وهي حالة تهدد الحياة تحدث عندما لا يحصل الجسم على كمية كافية من الأكسجين.
  • متلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS): وهي حالة خطيرة تؤدي إلى تلف الرئتين وتجعل من الصعب على الجسم الحصول على الأكسجين الذي يحتاجه.

لتجنب أي مضاعفات، من المهم اتباع تعليمات طبيبك بدقة قبل الخضوع لأي عملية جراحية. توصي الجمعية الأمريكية لطب التخدير بأن يستمر المريض في شرب السوائل الصافية مثل الماء والمشروبات الرياضية الخالية من السكريات حتى وقت قريب من موعد الجراحة، وذلك لترطيب الجسم. أما الأطعمة الصلبة، وخاصة الدهنية منها، فيجب تجنبها قبل الجراحة بوقت كافٍ لأنها تستغرق وقتًا أطول للهضم. حتى السوائل التي تحتوي على اللب أو الدهون، مثل الحليب والعصائر الغنية باللب، يجب تجنبها.

في حالات الطوارئ الجراحية، تكون الأولوية هي تقديم الرعاية الطبية اللازمة للمريض في أسرع وقت ممكن. ومع ذلك، فإن خطر حدوث مضاعفات مثل الاستنشاق (دخول محتويات المعدة إلى الرئتين) يظل قائماً. لذلك، يقوم الأطباء باتخاذ إجراءات سريعة لتقليل هذا الخطر.

يشرح الدكتور نوريس أن الأطباء قد يستخدمون جرعات أعلى من الأدوية المسكنة لتسريع عملية التخدير ووضع أنبوب التنفس، مما يقلل من الوقت المتاح لمحتويات المعدة للانتقال إلى الرئتين. كما ينصح المرضى الذين يتناولون أدوية مثل Ozempic، والتي تؤخر عملية هضم الطعام، باتباع إرشادات صيام أكثر صرامة قبل الجراحة، مثل التوقف عن تناول الدواء لمدة أسبوع وتناول السوائل الصافية فقط لمدة 24 ساعة قبل الجراحة.

إذا كان المريض بحاجة إلى إجراء جراحي طارئ ولم يتمكن من الالتزام بفترة الصيام بالكامل، فقد يلجأ الأطباء إلى إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية للتأكد من خلو المعدة من الطعام. هذا الإجراء يساعد في اتخاذ القرار المناسب بشأن إجراء الجراحة بأمان.

لضمان سلامة الجراحة ونجاحها، من المهم جدًا اتباع تعليمات الطبيب بدقة حول الصيام والأدوية قبل الجراحة، سواء كانت مخطط لها مسبقًا أو طارئة.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم