الصحة والغذاء

هل أدوية السكري تقلل نوبات الربو؟

في دراسة حديثة نشرت في دورية JAMA Internal Medicine، قام باحثون في إنجلترا بدراسة تأثير الميتفورمين وأدوية أخرى لمرض السكري من النوع 2 (T2D) على حدوث نوبات الربو. أظهرت نتائج الدراسة وجود ارتباط بين استخدام الميتفورمين وانخفاض بنسبة 30% في تكرار نوبات الربو. كما لوحظ انخفاض إضافي بنسبة 40% في تكرار النوبات لدى المرضى الذين استخدموا أدوية مستقبلات الببتيد الشبيهة بالجلوكاجون (GLP-1RA)، وذلك بغض النظر عن مؤشر كتلة الجسم، ومستوى السكر في الدم، أو نوع الربو.

الميتفورمين والربو

أشارت دراسات سابقة إلى أن الميتفورمين قد يقلل من تكرار نوبات الربو، على الرغم من وجود بعض القيود المتعلقة بعدم التحكم في عوامل الخلط مثل التدخين والحالة السكرية. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت أدوية مستقبلات الببتيد الشبيهة بالجلوكاجون (GLP-1RAs) نتائج واعدة في تخفيف أعراض الربو، وذلك بفضل تأثيراتها المباشرة على الرئة، حيث تساهم في تقليل فرط استجابة الشعب الهوائية وتكرار نوبات الربو. ومع ذلك، لم يتم بعد تقييم التأثير التآزري المحتمل لاستخدام الميتفورمين وGLP-1RAs معًا، ولا تأثيرهما على مختلف أنماط الربو. ولذلك، قام الباحثون في الدراسة الحالية بدراسة العلاقة بين استخدام الميتفورمين وتكرار نوبات الربو، مع الأخذ في الاعتبار الأنماط الأيضية المختلفة وأنواع الربو، وتقييم التأثيرات المحتملة للأدوية المضادة للسكري الأخرى.

عينة الدراسة

تم الحصول على البيانات من قاعدة بيانات Aurum لأبحاث الممارسة السريرية في المملكة المتحدة، وهي مجموعة بيانات إلكترونية للرعاية الصحية وتغطي أكثر من مليوني شخص بالغ. تم تضمين ما مجموعه 2،021،469 مشاركًا فوق سن 17 عامًا ويعانون من الربو، حيث ظهر تشخيص الربو في سجلاتهم الصحية مرتين على الأقل خلال عامين من بدء الدراسة. تم استبعاد المرضى المصابين بداء السكري من النوع 1 أو مرض الانسداد الرئوي المزمن أو مرض الكلى المزمن. تتكون مجموعة مستخدمي الميتفورمين الجدد من الأفراد المصابين بمرض السكري من النوع 2 الذين بدأوا في تناول الميتفورمين.

ولضمان الحصول على نتائج قوية، تم استخدام نهج التثليث: تصميم سلسلة الحالات ذاتية التحكم (SCCS) (n=4,278)، والذي يتحكم في عوامل التداخل الثابتة مثل الجينات والحالة الاجتماعية والاقتصادية، ومجموعة احتمالية عكسية لوزن العلاج (IPTW) (n=8,424)، والتي تناولت تحيز المؤشرات.

تم تعريف التعرض للميتفورمين من خلال الوصفات الطبية المنتظمة (كل شهرين)، باستثناء البدء المتزامن مع الكورتيكوستيرويدات المستنشقة أو استخدام أدوية أخرى مضادة لمرض السكري. تم استخدام النصائح الغذائية كعنصر تحكم في تصميم SCCS من خلال تضمين متغير يمثل التزام المريض بالنصائح الغذائية الموصوفة.

نتائج الدراسة

كانت النتيجة الأولية هي نوبات الربو بعد 12 شهرًا من المتابعة، والتي تم تحديدها من خلال استخدام الكورتيكوستيرويد عن طريق الفم، أو زيارات الطوارئ، أو الاستشفاء، أو الوفاة. وشملت المتغيرات المصاحبة العمر والجنس ومؤشر كتلة الجسم (BMI) والتحكم في نسبة السكر في الدم وشدة الربو وتاريخ التدخين. وتضمنت الأساليب الإحصائية نماذج بواسون ونماذج كوكس التناسبية الموزونة، فضلاً عن التحليلات الطبقية وتحليلات الحساسية. كما قامت الدراسة بتقييم الأدوية المضادة لمرض السكري الإضافية، مثل منبهات مستقبلات GLP-1، وتم التحكم في النتائج السلبية مثل حالات الاستشفاء غير المتعلقة بالربو (مثل الحوادث) للتخفيف من التحيز.

أظهرت الدراسة أن 81.5% من المشاركين لديهم قياس لـ”مؤشر كتلة الجسم”، وكان أكثر من نصفهم يعانون من زيادة الوزن أو السمنة. كما تبين أن 6.9% يعانون من مرض السكري من النوع الثاني، حيث ساهمت السمنة بشكل كبير في انتشار هذا المرض. ومع ذلك، كان تقييم السكر في الدم طويل الأمد منخفضًا، حيث لم يتم قياسه لدى نسبة كبيرة من المرضى الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.

باستخدام تصميم دراسة خاص يسمى “سلسلة الحالات ذاتية التحكم” (SCCS) وطريقة إحصائية تسمى “مجموعة احتمالية عكسية لوزن العلاج” (IPTW)، وجد الباحثون أن الميتفورمين مرتبط بانخفاض كبير في تواتر نوبات الربو. واستمرت هذه النتيجة لمدة عام كامل. كما أكدت تحليلات إضافية، مثل تحليل الحساسية ومخططات كابلان ماير، هذه النتائج.

بالإضافة إلى ذلك، أظهرت أدوية أخرى لمرض السكري تسمى “مستقبلات الببتيد الشبيهة بالجلوكاجون” (GLP-1RA) تأثيرًا إضافيًا في تقليل نوبات الربو. ولم تتأثر هذه النتائج بعوامل مثل الوزن، أو مستوى السكر في الدم، أو شدة الربو.

تعتبر هذه الدراسة مهمة لأنها استخدمت قاعدة بيانات كبيرة وشاملة، وتضمنت تحليلات إحصائية متقدمة للتأكد من دقة النتائج. ومع ذلك، هناك بعض القيود لهذه الدراسة، مثل عدم توفر معلومات كاملة عن جميع الأدوية التي يتناولها المشاركون.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم