هناك عشب، أو شراب، يكثر تناوله في المنطقة العربية، ينتمي إلى الفصيلة الخبازية (Hibiscus) ويعرفه بعضهم باسم نبات الجلجل وآخرون باسم التيل، واسمه الشائع هو “الكركديه”، وله خصائص علاجية تتعلق بالدورة الدموية وضغط الدم، وغير ذلك من الفوائد.
شجيرة الكركديه ذات أزهار حمراء جميلة، وتزرع للزينة أو للإنتاج، والجزء المستعمل منها هو السابلات الأوراق التي تحيط بالزهرة، وتكون بعد تجفيفها إما حمراء داكنة أو فاتحة.
ويفيد شراب الكركديه في تخفيض ضغط الدم المرتفع ويزيد من سرعة دوران الدم، ويساعد في تقوية ضربات القلب، ويقتل الميكروبات مما يجعله مفيدًا في علاج الحميات وعدوى الميكروبات لكونه حامضيًا ومنشطًا ومساعدًا للهضم، ولكن يحذر من استخدامه من ذوي الضغط المنخفض.
بعض الدراسات أوضحت أن أزهار الكركديه تفيد في التخلص من حالة فقدان الشهية. كما تساعد في علاج الرشح والاعتلالات التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي والمعدة، ومذيب للبلغم، ومسهل، ومدر للبول وبعض الاختلال في الدورة الدموية. ولأوراقه تأثير مهدئ على عضلات المثانة وضغط الدم. ويخلو شرابه، المستخرج من أزهار النبات من الكافيين.
وتحتوي تلك الأزهار على عدد كبير من الأحماض الثمرية والنباتية، والأنثوساينات (Anthocyans) والمركبات الغضروفية الطبيعة، والفلافانويدات (Flavanoids).
ومن الأحماض النباتية التي يحتوي عليها الكركديه بكميات كبيرة، حمض التارتاريك الذي يعطي المشروب مذاقه اللطيف، كما أن لهذا الحمض خصائص مقاومة للأكسدة.
أما حمض الستريك فيعتبر عاملاً مقاومًا لتكون القروح على الأغشية المخاطية، ومزيلاً للتجمعات الكلسية الصلبة، ومقاومًا للتخثر، ومضادًا للأكسدة، ومقاومًا لتكون الأورام.
وهناك ما يشير إلى أن الكركديه يوقف النزيف. أما ما يحتويه من أحماض ثمرية، فمن المحتمل أن تركيزها العالي في النبات، مع قلة امتصاصها في الدورة الدموية، يجعل لها تأثيرًا مليئًا ومدرًا للبول. ولعل لهذه الخاصة دور في قدرة الكركديه على التخفيف من ضغط الدم، من خلال تنشيط إنتاج الخلايا الدموية الحمراء وتمييع الدم وتغيير حجم السائل.
أما الأنثوساينات، وهي مركبات نباتية طبية، فتعطي أزهار الكركديه لونها الخمري الجذاب، ولهذه المركبات خاصية في الوقاية من السرطان.
وتدخل الفلافونويدات أيضًا في تلوين زهرة الكركديه. وقد يكون له مفعول مقاوم للبكتيريا في القناة الهضمية.
ولبعض المركبات الغضروفية الطبيعة الموجودة في الكركديه أهمية علاجية. فهي عبارة عن سكريات متعددة تتكون في الأساس من سكريات بسيطة وتعد نوعًا من الألياف الذائبة الشهيرة التي تستعمل لعلاج الجروح وتقرحات الجلد. كما تخفف من تقلصات القناة الهضمية وتقلل من حساسية الجهاز الهضمي للأحماض الهاضمة.
ومن الخصائص الأخرى للمركبات الغضروفية تهدئة تقلصات المثانة والنظام البولي عمومًا وكذلك الرحم، والتخفيف من حساسية القناة الهضمية تجاه المثيرات الخارجية.