الصحة والغذاء

اكتشاف جديد قد يحل لغز الأمراض العقلية

حقق علماء من جامعة مونتريال ومعهد مونتريال للأبحاث السريرية إنجازاً علمياً مهماً في فهم كيفية عمل الدماغ. فقد اكتشفوا أن مجموعة معينة من البروتينات تلعب دوراً حيوياً في تنظيم الاتصالات بين خلايا الدماغ، وهي عملية أساسية للتعلم والذاكرة والسلوك.

تخيل الدماغ كمدينة كبيرة، والخلايا العصبية كبيوت. تقوم هذه البروتينات بدور البريد، حيث تنقل الرسائل بين البيوت المختلفة. عندما تعطل هذه البريدية، قد تحدث مشاكل في الاتصالات، مما يؤدي إلى ظهور أمراض مثل الزهايمر وباركنسون.

يأمل الباحثون أن يساعد هذا الاكتشاف في تطوير علاجات جديدة لهذه الأمراض، حيث يمكن استهداف هذه البروتينات لتقوية الاتصالات بين الخلايا العصبية.

هذا الاكتشاف هو نتيجة سنوات من البحث الدؤوب لفريق بقيادة الدكتور هيديتو تاكاهاشي، الذي عمل بالتعاون مع باحثين من جامعات أخرى. وقد تم نشر نتائج هذا البحث في مجلة (EMBO) العلمية المرموقة.

تعد الأمراض العقلية، مثل القلق والتوحد والفصام، من أكثر التحديات الصحية إلحاحاً في عصرنا. على الرغم من التقدم العلمي، لا يزال فهمنا لأسباب هذه الأمراض محدوداً، مما يعوق تطوير علاجات فعالة.

الوصلات بين خلايا الدماغ، أو ما يعرف بالمشابك العصبية، تلعب دوراً حيوياً في وظائف الدماغ. تخيل الدماغ كشبكة معقدة من الأسلاك، والمشابك العصبية هي نقاط التقاء هذه الأسلاك.  تؤثر أي خلل في هذه الوصلات بشكل مباشر على كيفية تبادل الخلايا العصبية للإشارات، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مختلفة للأمراض العقلية.

اكتشف فريق من الباحثين مركباً بروتينياً جديداً داخل المشابك العصبية، أطلقوا عليه اسم TrkC-PTPσ. هذا المركب يلعب دوراً هاماً في تنظيم نمو وتطور المشابك العصبية، وهي العملية التي تسمح للدماغ بالتعلم والتذكر.  عندما لا يعمل هذا المركب بشكل صحيح، فإن ذلك يؤدي إلى اختلال في الاتصالات بين خلايا الدماغ، مما يساهم في ظهور أعراض الأمراض العقلية.

أظهرت دراسات أجريت على الفئران أن تعطيل هذا المركب يؤدي إلى ظهور سلوكيات غير طبيعية تشبه تلك التي لوحظت في الأشخاص المصابين بالقلق والتوحد. هذا الاكتشاف يفتح آفاقاً جديدة لفهم آليات عمل هذه الأمراض، وربما تطوير علاجات مستقبلية تستهدف هذا المركب البروتيني.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم