الصحة والغذاء

الثعلبة البقعية: بين التشخيص والعلاج وآفاق المستقبل

يُعد شهر سبتمبر شهر التوعية بمرض الثعلبة البقعية عالميًا، وهو فرصة لزيادة الوعي حول هذا المرض المناعي الذي يؤثر على حياة الملايين حول العالم. تُعتبر الثعلبة البقعية من الأمراض التي تتسبب في تساقط الشعر على شكل بقع دائرية، والتي يمكن أن تؤثر على فروة الرأس وأحيانًا على أجزاء أخرى من الجسم. ولتسليط الضوء على هذا المرض والتحديات المتعلقة به، تحدثنا مع الدكتورة رؤى الحارثي، استشارية الأمراض الجلدية وأستاذ مساعد، حاصلة على الزمالة الكندية في الأمراض الجلدية، لتشاركنا بعض الحقائق والمعلومات حول المرض وطرق التعامل معه.

الدكتورة رؤى الحارثي، استشارية الأمراض الجلدية وأستاذ مساعد، حاصلة على الزمالة الكندية في الأمراض الجلدية

هل يمكنك تعريفنا بمرض الثعلبة البقعية ومدى انتشاره في السعودية؟

الثعلبة البقعية هي اضطراب مناعي ذاتي يؤدي إلى تساقط الشعر في بقع دائرية صغيرة في فروة الرأس ومناطق أخرى من الجسم. يحدث هذا عندما يهاجم الجهاز المناعي بصيلات الشعر عن طريق الخطأ، مما يؤدي إلى توقف نمو الشعر. وعلى الرغم من أن هذا المرض يمكن أن يصيب الأشخاص من جميع الأعمار، إلا أنه ينتشر بشكل أكبر بين الشباب البالغين، وتختلف شدته من شخص لآخر. في المملكة العربية السعودية، يُقدر معدل الإصابة بالثعلبة بحوالي 5.2%، وهو ما يفوق المعدل العالمي، ويبرز التحديات الاجتماعية والنفسية التي قد تواجه المرضى.

ما هي أبرز التحديات النفسية والاجتماعية التي تواجه مرضى الثعلبة البقعية في السعودية؟

التحديات التي تواجه المصابين لا تقتصر على الجانب الجسدي فقط، بل تمتد إلى الأبعاد النفسية والاجتماعية. في مجتمع يهتم كثيرًا بالشعر كجزء من الهوية الشخصية، فإن فقدانه قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية مثل القلق والاكتئاب. ويزيد من هذا التأثير قلة الوعي المجتمعي بالمرض، مما يعرض المرضى أحيانًا للتمييز أو المواقف المحرجة التي قد تدفعهم إلى العزلة الاجتماعية.

ما هي الأساليب المستخدمة لتشخيص الثعلبة البقعيّة في السعودية؟ وما هي أبرز العلاجات المتاحة؟

يعتمد تشخيص الثعلبة البقعيّة بشكل رئيسي على الفحص السريري. في بعض الحالات، يلجأ الأطباء إلى إجراء خزعة للتأكد من عدم وجود أمراض أخرى. وتشمل العلاجات المتاحة في السعودية الكورتيكوستيرويدات الموضعية أو الحقن، إضافة إلى العلاجات المناعية. وقد شهدت المملكة حديثًا اعتماد علاجات جديدة حصلت على تصريح هيئة الدواء والغذاء وأظهرت فعالية عالية في تحسين الحالة لدى العديد من المرضى.

هل توجد مبادرات أو أبحاث طبية في السعودية لتحسين فهم وإدارة مرض الثعلبة البقعيّة؟

نعم، هناك جهود مستمرة من أجل تحسين رعاية مرضى الثعلبة. تشمل هذه الجهود إنشاء سجلات وطنية لتتبع تطور حالة المرضى واستجابتهم للعلاج، وهو ما يُعد خطوة مهمة لتعزيز معرفتنا بالمرض وتطوير بروتوكولات علاجية أكثر فعالية. ويُعتبر شهر سبتمبر شهر التوعية بالثعلبة البقعيّة عالميًا، حيث يتم تكثيف الجهود لرفع الوعي حول المرض وتثقيف المجتمع حوله.

كيف تطورت أنظمة الدعم لمرضى الثعلبة البقعية في المملكة العربية السعودية؟

تشهد السعودية تحسنًا تدريجيًا في تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لمرضى الثعلبة البقعيّة. تقدم مؤسسات مثل “الجمعية السعودية لأمراض وجراحة الجلد” الدعم اللازم لرفع مستوى الوعي حول المرض وتقديم الدعم النفسي للمصابين. كما توجد مجموعات دعم على وسائل التواصل الاجتماعي توفر منصة للمصابين لتبادل الخبرات والنصائح.

ما هي الإمكانات المُتاحة لتحسين الرعاية الشاملة لمرضى الثعلبة البقعية في المملكة العربية السعودية؟

لتحقيق رعاية شاملة، يجب أن تركز الجهود على عدة محاور، منها رفع الوعي المجتمعي بالمرض في المجتمع بشكل عام ومقدمي الرعاية الصحية. يمكن لحملات التوعية أن تُساهم في تقليل القلق الاجتماعي وتشجيع التشخيص المبكر والمبادرة الفورية بالعلاج.

 كما يجب تعزيز البنية التحتية للرعاية الصحية من خلال التوسع في خدمات التطبيب عن بعد، وزيادة فرص الوصول إلى الاستشارات النفسية. هذا بالإضافة إلى دعم المرضى من خلال مجموعات الدعم وتوفير بيئة تشجعهم على المشاركة والانخراط في المجتمع.

بالإضافة إلى أهميّة التركيز على الأبحاث المستمرة والتعاون مع الخبراء الدوليين لضمان البقاء في طليعة التقدم في إدارة مرض الثعلبة البقعية.

ما هو مستقبل علاج الثعلبة البقعيّة في المملكة العربية السعودية؟

في ظل التطور في البحوث الطبية والتكنولوجيا، يظهر أن المستقبل واعد لعلاج الثعلبة في السعودية. من المتوقع رؤية المزيد من خيارات العلاج الأكثر تخصصًا وفعالية. كما سيكون لتطبيق التطبيب عن بعد ومنصات الصحة الرقمية دورًا كبيرًا في تحسين الوصول إلى الرعاية، وخاصة لأولئك الذين يعيشون في المناطق النائية. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ مُشاركة التجارب مع المرضى عبر المنصات الاجتماعية، من المرجح أن يكون له أثر كبير في التخفيف من القلق المرتبط بالثعلبة البقعيّة، مما يؤدي إلى نتائج نفسية واجتماعية أفضل للمرضى.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم