تقول دراسة جديدة إن تناول الكثير من الكربوهيدرات والقليل من الدهن بإمكانه أن يجعل المرء يفقد من وزنه دون أن يحد من كمية السعرات التي يتناولها ودون ممارسة الرياضة.
والحالة بهذا الإغراء يجدر بنا النظر في تفاصيل الدراسة. ففي دراسة ضمت 34 فردا زائد الوزن بالغا، كان الأفراد إما يلتزمون بهذه الحمية الكربوهيدراتية 3 أشهر ويمارسون رياضة وفق برنامج معد، أو يتناولون خلال تلك الفترة ما كانوا عادة يأكلون من طعام. وعن طريق التأكد من كمية الطعام الذي أبقاه المشتركون من طعام في أطباقهم بعد تناول الوجبة تم حساب السعرات المستهلكة بدقة متناهية. وأهمية الأمر هنا (أي حساب السعرات) هو أن الكثير من الأطباء يشككون في إمكانية الخسارة من الوزن دون الحد من السعرات.
على كل حال فإن التقليل من الدهون والإكثار من الكربوهيدرات يتماشى مع عموم التوجه عالم الطب، الذي يخالف الفكر الآيتكيني (نسبة إلى الدكتور آيتكين)، ذلك الفكر الذي يقول العكس تماما ويشجع على الإكثار من الدهون والحد من الكربوهيدرات. من هنا فإن الدراسة فيها بعدا آخر وأهمية أخرى (سياسية).
إلى النتائج المنشورة في أرشيفات الطب الباطني (Archives of Internal Medicine) في شهر يناير 2004 (http://archinte.ama-assn.org)، فإن الملتزمين بالحمية الكربوهيدراتية خسروا من وزنهم قرابة 3 كيلوغرامات بدون الحد من كميات السعرات (التي يتناولونها عادة) وبدون أية رياضة. وخسروا وحوالى 4.5 كيلوغرامات مع ممارسة قسط من الرياضة 4 مرات في الأسبوع ولمدة 45 دقيقة.
بالطبع سارع بعض المحللين يشككون في إمكانية حصول نقص في الوزن دون الحد من كمية السعرات، ويقولون إن المشتركين حتما تناولوا كميات من السعرات أقل من المعتاد. إلا أن كبير الباحثين وليام إيفانس (William Evans) من جامعة آركنصو للعلوم الطبية (University of Arkansas for Medical Sciences) متمسك بالنتائج ومدلولاتها. وحسب الدكتور فإن السر يكمن في طريقة التمثيل الغذائي في الجسم لكل من الكربوهيدرات والدهون (فهما طريقتان مختلفتان). ويؤكد ربما صحة ما ذهب إليه إيفانس أن المجموعة التي لم تكن تلتزم بحمية الكربوهيدرات العالية كانت تتناول نفس الكمية من السعرات ولكن كانوا يتناولون السجق والبيض والجبنة وشرائح البطاطس المقلية الحليب الكامل الدسم، وكلها أطعمة عالية المحتوى من الدهون. كذلك كانوا يتناولون قدرا أقل من الخضروات والفواكه.
