تعتبر الفراولة من الأطعمة الغنية بفيتامين C والألياف ومضادات الأكسدة التي تدعم صحة الجهاز الهضمي وتحمي الخلايا من الأضرار. وعلى الرغم من أنها حلوة المذاق، فإنها تحتوي على كمية قليلة من السكر الطبيعي، مما يجعلها خيارًا أفضل من الحلويات الأخرى التي قد ترفع مستوى السكر في الدم وتزيد من احتمالية الإصابة بالسكري.
مضادة للأكسدة قد تساعد في حماية الدماغ
وتشير بعض الدراسات إلى أن تناول الفراولة بانتظام قد يساعد أيضًا في تحسين الوظائف المعرفية والوقاية من الخرف لدى الأشخاص في منتصف العمر. وقد لاحظ الأشخاص الذين يعانون من ضعف إدراكي خفيف أن ذاكرتهم أصبحت أكثر حدة وأن أدائهم العقلي تحسن عندما أضافوا الفراولة إلى نظامهم الغذائي.
في جامعة سينسيناتي الأمريكية، أجرى الباحثون دراسة لمعرفة ما إذا كانت الفراولة لها تأثير مشابه للتوت الأزرق على الصحة المعرفية. وكان الباحثون قد اكتشفوا في دراسة سابقة، أن التوت الأزرق قد يساعد في الحد من خطر الإصابة بالخرف في المرحلة المتأخرة من العمر لدى الأشخاص في منتصف العمر. ويرجع ذلك إلى مضادات الأكسدة التي تمنح التوت لونه الأزرق الزاهي.
وقال روبرت كريكوريان، أستاذ مساعد في كلية الطب بجامعة سينسيناتي: “تحتوي كل من الفراولة والتوت الأزرق على نوع من مضادات الأكسدة يسمى الأنثوسيانين، والتي تلعب دورًا في العديد من الفوائد الصحية للتوت مثل تعزيز الأيض والإدراك”. وأضاف: “هناك أدلة تدل على أن الأشخاص الذين يتناولون الفراولة أو التوت الأزرق بشكل منتظم يتدهور إدراكهم بوتيرة أبطأ مع التقدم في العمر.”
تحسين وظائف الدماغ
شارك في الدراسة 30 شخصًا يعانون من تدهور إدراكي معتدل، وهي حالة تسبق الخرف وتؤثر على حوالي 12-18% من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، وفقًا لجمعية الزهايمر. وتتمثل الأعراض في نسيان الأحداث والمحادثات والخطط اليومية، وصعوبة في اتخاذ القرارات وتنفيذ المهام.
طُلب من المشاركين في الدراسة أن يمتنعوا عن تناول أي نوع من أنواع التوت لمدة 12 أسبوعًا، باستثناء مسحوق مكمل غذائي يحتوي على كمية مساوية لكوب واحد من الفراولة أو دواء وهمي. وبعد انتهاء الدراسة، وجد الباحثون أن المشاركين الذين تناولوا مسحوق الفراولة كانوا أقل عرضة للتشويش في الذاكرة، وهو نوع من الضعف الإدراكي الذي يجعل من الصعب تمييز الذكريات المتشابهة. كما كان لدى هؤلاء المشاركين مستويات أقل من الاكتئاب، وهو ما يعكس وظيفة تنفيذية أفضل في الدماغ.
تقليل الالتهاب في الدماغ
وأرجع الباحثون التحسن في مجموعة مسحوق الفراولة إلى تقليل الالتهاب في الدماغ. وقال كريكوريان: “القدرات التنفيذية هي الوظائف العقلية التي تسمح لنا بالتخطيط والتنظيم والتركيز وحل المشكلات. وتبدأ هذه القدرات في التراجع مع التقدم في العمر، وتتأثر سلبًا بالالتهابات في الجسم والدماغ. والالتهابات تزداد عندما يكون هناك وزن زائد في منطقة البطن، أو مقاومة للأنسولين، أو السمنة. لذلك، فإن المشاركين في دراستنا، الذين هم في منتصف العمر، ويعانون من زيادة في الوزن، ولديهم مرض السكري، يمكن أن يكون لديهم مستويات عالية من الالتهابات التي تسببت في ضعف إدراكي خفيف. وعلى هذا الأساس، فإن الفوائد التي رأيناها قد تكون ناجمة عن تخفيف الالتهابات في مجموعة الفراولة.”
وتستند الدراسة إلى دراسات سابقة وجدت أن تناول الفراولة والتوت الأزرق بكثرة يحمي من التدهور المعرفي لدى كبار السن.
وكانت مجموعة الدراسة في جامعة سينسيناتي محدودة، لكن كريكوريان وفريقه يخططون لإجراء المزيد من الأبحاث مع عدد أكبر من المشاركين وجرعات متنوعة من مكملات الفراولة.