أظهرت دراسة أن هناك علاقة هامة بين الزنك، وهو أحد المغذيات الدقيقة الحيوية، وبروتين استشعار يوجد في القناة الهضمية. هذا الارتباط يشير إلى نتائج واعدة للوقاية من أمراض الأمعاء المختلفة، ومنها مرض التهاب الأمعاء(IBD).
تم نشر النتائج في مجلة Nature Communications ، وتعتبر ذات أهمية لأن العديد من الأشخاص يعانون من نقص الزنك.
تركزت الدراسة على دور الزنك وجهاز استشعار يسمى مستقبل الهيدروكربون أريل (AHR)، المسؤول عن استجابة الجسم للمغذيات والأدوية والسموم داخل الأمعاء.
ووجدت الدراسة أن الفئران التي تغذت على نظام غذائي غني بالزنك والمواد الكيميائية الموجودة في الخضروات الصليبية (مثل البروكلي) التي تنشط الـ AHRشهدت راحة كبيرة من أعراض مرض التهاب الأمعاء (IBD). وعلى العكس من ذلك، فإن الفئران التي اتبعت نظامًا غذائيًا فقيرًا بعنصر الزنك لم تحصل على أي فوائد من تنشيط .AHR
ينتشر نقص الزنك بشكل أكبر في المناطق التي تهيمن عليها الأنظمة الغذائية النباتية. يفتح هذا الاكتشاف إمكانيات جديدة لإدارة مرض التهاب الأمعاء (IBD) من خلال المكملات الغذائية التي تحتوي على الزنك والمركبات النشطة بيولوجيًا المشتقة من النباتات التي تحفز AHR، ولا سيما في الخضروات الصليبية.
إحدى الوظائف الأساسية للأمعاء هي العمل كحاجز وقائي ضد العوامل الضارة مثل البكتيريا والفطريات والفيروسات وغيرها من التهديدات المحتملة. وتتألف الطبقة الداخلية للأمعاء من طبقة رقيقة من الخلايا محكمة الغلق.
وتشير الدراسة إلى أن الزنك يساهم في تقوية الوصلات الضيقة في الأمعاء وتعزيز سلامتها. يعتقد أن الزنك يعمل على تنشيط الـ AHR، وهو البروتين المسؤول عن تنظيم التوازن الغذائي والالتهابات في الأمعاء. عندما يكون هناك نقص في الزنك، يمكن أن يتأثر تنظيم AHR ووظيفة الوصلات الضيقة، مما يزيد من احتمالية تطور مشاكل الأمعاء مثل التهاب الأمعاء.
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الزنك عاملاً مهمًا في دعم جهاز المناعة وتعزيز وظائف الخلايا المناعية. ويلعب الزنك دورًا في إنتاج الأجسام المضادة وتنشيط الخلايا المناعية لمكافحة العدوى والالتهابات.
وبناءً على هذه الدراسة، يمكن أن يكون توفير الزنك المناسب من خلال النظام الغذائي أو المكملات الغذائية مفيدًا في دعم صحة الأمعاء والوقاية من مشاكلها مثل مرض التهاب الأمعاء. ومع ذلك، يجب على الأفراد استشارة الطبيب المختص قبل تناول أي مكملات غذائية لتحديد الجرعة المناسبة والتأكد من عدم وجود أي تفاعلات مع الأدوية الأخرى التي يمكن أن يتناولها الفرد.