الصحة والغذاء

رمضان فرصة عظيمة لأطفالنا

إذا كانت الأمم تهتم بإعداد الأطفال وتأهيلهم وفق ما تراه من مبادئ وقيم، فحريٌّ بالمسلمين أن يهتموا بأبنائهم أشد الاهتمام تربية وإعدادًا. ومن أهم ما ينبغي الاهتمام به والحرص عليه تعويد الأبناء على أداء فرائض دينهم، وتربيتهم عليها منذ وقت مبكر؛ لكيلا يَشق الأمر عليهم حين البلوغ. ولما كان الصيام أحد هذه الفرائض، فإن شهر رمضان يُعدُّ فرصة عظيمة، ومناسبة فريدة يستطيع الأهل من خلاله أن يعودوا أبناءهم على أداء الصيام خاصة، وتعاليم الإسلام عامة، والتي قد لا يُسعف الوقت في غير رمضان لتعليمها.

ومن المهم أن يقترن الصوم في حياة الناشئة بذكريات مفرحة وسارة، ما يشجعهم ويحفزهم على انتظار شهر رمضان بتلهف وترقب، لما استودع في ذاكرتهم من أحداث مفرحة إبان فترة صومهم الأولى. وينبغي التنبيه في هذا المقام إلى خطأ يرتكبه بعض أولياء الأمور عندما يمنعون أبناءهم الصغار من الصوم بحجة الخوف على صحتهم، أو أنهم لم يبلغوا السن التي يجب عليهم فيها الصوم، لأن في هذا إساءة للأبناء من حيث إرادة الإحسان إليهم. فعلى الأهل أن يتنبهوا لمثل هذه الأمور وأن يستثمروا إقبال أبنائهم على الصوم، بتشجيعهم والأخذ بأيديهم على نهج هذا الدرب.

أهمية تعويد الأطفال على الصيام منذ الصغر

 وذلك كما يلي:

– تهيئة الأطفال نفسيًا للصيام سيجعلهم أكثر استعدادًا وقبولاً لمبدأ الصيام.

– التدريج في الصيام، حيث يتم التغاضي عن أخطاء الأطفال في الصيام في أول مرحلة، فلو شرب مثلاً لا يتم تعنيفه بشدة وإنما حثه على إكمال الصيام شيئًا فشيئًا وهكذا.

– التشجيع المستمر ومدح الطفل الصائم أمام الآخرين، أو الإخبار بأنه استطاع أن يصوم هذا اليوم، أو تكريمه عند الإفطار بالجلوس مع الكبار الصائمين وإظهار الاهتمام به، أو إعداد الأطعمة التي يحبها لأنه صائم.

– إحياء روح التنافس على الصوم والعمل الصالح بين الأطفال ووعدهم بالهدايا لمن يتم صيام رمضان كاملاً.

– ضرورة إشغال الأطفال الصائمين في النهار بما يعود عليهم بالنفع من جهة وحتى ينسوا ألم الجوع والعطش ويمر عليهم الوقت دون إحساس منهم بالجهد والتعب، فتارة يتم إشغالهم بلعب لا يجهدهم أو تكليفهم ببعض الأعمال البسيطة التي يحبونها أو بأخذهم إلى السوق مثلاً، وهذا الأسلوب له أثر في تحمل الطفل ونسيانه الحالة التي يمر بها وبالتالي لا يرى مشقة عظيمة تحول بينه وبين الصيام.

– استخدام الإيحاء الإيجابي في تربيتهم وبأنهم يستطيعون أن يمتلكوا إرادة قوية من خلال صبرهم على الصيام وسيثبتون لأنفسهم والآخرين بأن همتهم عالية عندما يستطيعون إكمال صيامهم كالكبار.

– الاستفادة من ألم الجوع الذي يشعرون به لتذكيرهم بالفقراء والمساكين الذين يصومون ولا يجدون ما يفطرون عليه وحثهم على الصدقة لأمثالهم وعلى شكر نعم الله عليهم.

– عدم الشفقة الزائدة والحنان المفرط لمنع الأبناء من الصيام، لأن ذلك يؤدي إلى حرمانهم من فوائد تربوية عديدة، وقد تؤدي إلى فقدان الثقة بأنفسهم إذا تكرر هذا الأمر كثيرًا، كما أنها تقتل في الطفل روح المبادرة والمغامرة. وفي نفس الوقت يجب ألا يكلف الآباء الأطفال بما لا يطيقون من العبادات ومنها الصيام فإن هذا يؤدي إلى مخاطر صحية وأخرى تربوية.

وينجم عن صيام الأطفال لشهر رمضان العديد من الفوائد التربوية والاجتماعية وأهمها:

– تهذيب النفس وتنمية الأحاسيس وإيقاظ المشاعر مع عوامل ضبط النفس على القيم السلوكية والعادات الحسنة التي تسمو بنفس الإنسان وترتقي به في مدارج الكمال.

– المشاركة الانفعالية والعاطفية ودفع الطفل للإحساس بالآخرين.

– إحساس الطفل بأنه يعيش الأجواء الاجتماعية المرافقة لرمضان مع أسرته ومجتمعه.

– تنمية قوة الإرادة عند الأطفال من تصميمهم على الاستيقاظ وقت السحور لتناوله مع الكبار استعدادًا للصيام وتزداد فرحتهم باصطحابهم إلى المسجد لصلاة الفجر في سكون الليل.

– تعويد الطفل على الصبر والجلد والتحمل، إضافة إلى ما يجسده الصيام في نفس الطفل من صدق الإخلاص لله عز وجل بالبعد عن الكذب والخداع وتخفيف اندفاع نفس الطفل وراء رغباتها.

ويجب تعجيل الإفطار للطفل مع تأخير السحور والإكثار من تناول السوائل، وعدم تقديم أطباق كثيرة للطفل على مائدة الإفطار حتى لا يصاب بالتخمة وينتابه شعور بالكسل، مع الاعتدال في استهلاك السكريات المركزة. ويتعين أن تحتوي وجبة الإفطار على نسبة عالية من الكربوهيدرات لتزويد جسم الطفل بالطاقة لكي تساعده على التحصيل الدراسي الجيد، والبروتينات لأنها مهمة لبناء عضلاته وحمايته من الإصابة بوهن العضلات بعد طول فترة الصيام، ويستحب استخدام الدهون غير المشبعة في طعام الطفل وتقديم السلطة الخضراء على الإفطار له.

أما الحلويات فيمكن تقديمها له بعد 4 ساعات من تناول وجبة الإفطار، ويفضل وضع المكسرات عليها خصوصًا إذا كان الطفل نحيفًا لأنها تحتوي على نسبة عالية من البروتينات والأملاح والفيتامينات، بينما يجب أن تحتوي وجبة السحور ذات الأهمية للطفل على البيض والفول والسلطة الخضراء بالإضافة إلى ملعقتي عسل.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم