اكتشف العلماء فوائد صحية للعديد من المركبات الموجودة في البصل، منها تأثيرات مضادة للسرطان، وضد تجمع الصفائح الدموية، وإعاقة تكوين الخثرات الدموية في الدم، وضد مركب الهستامين المسبب لللحساسية، وبعضها الآخر له تأثيرات مشابهة لفعالية المضادات الحيوية ضد الجراثيم.
وقد نجح العلماء حديثًا في فصل مركب «بروستاجلاندين أ- prostaglandin a» من البصل الطازج، وهو الاستخلاص الأول من نوعه لهذا الهرمون الذي تضم مركباته عددًا كبيرًا من المواد الفعالة حيويًا، ولها نشاط واسع المدى في جسم الإنسان، ويؤدي وجودها إلى فائدة البصل في الوقاية ضد بعض الأمراض.
مكوناته الغذائية
يستعمل البصل طازجًا أو مطبوخًا أو مجففًا على شكل شرائح في تحضير العديد من أطباق الطعام، ويوفر كل مائة جرام طازج منه ما يلي: 0.7 جم بروتين، و0.1 جم كربوهيدرات، و44 سعرًا حراريًا، و50 وحدة دولية من فيتامين أ، و30 ملجم كالسيوم، و0.5 ملجم حديد، و0.3 ملجم فيتامين ب 1، و0.04 ملجم فيتامين ب 2، و0.2 ملجم حمض النيكوتنيك، و0.8 ملجم فيتامين ج.
ويحتوي كل مئة جرام من سيقان البصل الأخضر وأوراقه على المكونات التالية: 0.9 جم بروتين، و0.2 جم دهن، و8.9 جم كربوهيدرات، و41 سعرًا حراريًا و993 وحدة دولية من فيتامين أ، وهو مصدر جيد للكاروتين «مولد فيتامين أ».
لكن تخزين البصل لفترة طويلة يؤدي إلى فقده جزءًا من محتواه المائي ومن ثم زيادة شدة رائحته، ويستخلص الزيت من القشور المفصولة من البصل في مصانع تجفيفه على شكل رقائق أو مسحوق.
ويحتوي البصل على مجموعتين من المركبات الكيماوية ذات الفوائد الصحية للإنسان، وهي مركبات «فلافونيد – Flavonids»، و«ألكيل سيستئين سلفوكسيد- alkyl cysteine sulphoxides (A.C.S.O.S)». ويعطي مركب «أنثوسيانين» اللون الأحمر القرمزي لبعض أصناف البصل، بينما تعطيها مركبات «فلافونول- Flavonol» اللون الأصفر. كما تعطي مركبات «A.C.S.O.S» البصل نكهته، ويؤدي تكسر هذا المركب بواسطة أنزيم «ألينيز- Alliinase» إلى الشعور برائحة البصل وإسالة الدموع من العيون.
ويحتوي البصل على مركبات أخرى مثل «ثيوسلفينات- Thiosulphinates»، وأحادي وثنائي وثلاثي كبريتيد Sulphide.
ويعطي مركب «أليسين- Allicin» البصل رائحته ومذاقه المميزين، وتمتص الرائحة في الأمعاء ويحملها الدم إلى الرئتين ثم يخرج معظمها مع هواء الزفير وأقلها مع اللعاب في الفم. ويتسبب طبخ البصل أو تحميره في الزيت على النار في تطاير معظم زيته العطري ومن ثم تقل فوائده الطبية.
علاج ارتفاع الضغط
قديمًا ارتبط استعمال البصل في الطب الشعبي بعلاج ارتفاع ضغط الدم الشرياني، وتأكدت هذه الفائدة حديثًا بعد اكتشاف وجود هرمون «بروستاجلاندين أ» في البصل الطازج، ولهذا الهرمون تأثيرات مخفضة لمستوى ضغط الدم عند إعطائه عن طريق الحقن الوريدي، وهو ما يزيد من أهمية البصل في علاج هذه الحالة. لكن إعطاء هذا الهرمون عن طريق الفم – وهو بروتين في تركيبه – يتحلل بفعل العصارة المعدية فيفقد نشاطه الحيوي في الجسم.
ضد الخثرات الدموية
للبصل الطازج أهمية في الوقاية من تكوين الخثرات الدموية في الشرايين، وذلك لقدرته على تقليل تجمع الصفائح الدموية وتحلل الخثرات المتكونة في الدم. وقد تبين أن أحد مركباته يعمل على تثبيط تجمع الصفائح الدموية للإنسان، ولهذا فائدة وقائية في الأشخاص الذين يعانون من أمراض انسدادية وعائية، فيفيد البصل الطازج في تقليل خطر حدوث انسداد خثري في أحد الشرايين الكبيرة التي تغذي عضلة القلب وحدوث الذبحة الصدرية أو انسداد خثري في المخ ومن ثم السكتة الدماغية.
علاج ارتفاع دهون الدم
أكدت دراسات علمية فائدة تناول البصل في الوقاية من ارتفاع دهون الدم، ويفيد ذلك بشكل كبير مرضى القلب والدورة الدموية. وأظهرت تجربة علمية أن الأشخاص الذين لا يتناولون البصل أو الثوم أو يحتوي طعامهم على القليل منهما «أقل من 100 جم من الثوم و200 جم من البصل كل أسبوع»، قد عانوا من ارتفاع في مستوى البروتينيات الدهنية من نوع «بيتا- b-lipoproteins»، مقارنة بالأشخاص الآخرين الذين تناولوا 600 جم من البصل أو500 جم من الثوم أسبوعيًا.
ويشبه البصل الثوم في تأثيراته الوقائية المضادة لارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم الذي قد يترسب على الجدران الداخلية للأوعية الدموية ويسبب تصلب الشرايين. ويفيد إكثار الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع كولسترول الدم من تناوله طازجًا في الحد من ارتفاعه. كما ينصح مرضى القلب الذين يعانون من احتشاء العضلة القلبية والذبحة الصدرية بتناول البصل لتحسين أحوالهم الصحية.
ويفيد تناول البصل الطازج في تخفيف الأعراض المرضية للنزلات المعوية الناشئة عن التلوث الجرثومي للطعام والشراب بسبب محتواه من مركب «أليسين» الفعال.