يحتفل العالم باليوم العالمي لمرضى السكري في الـ 14 من نوفمبر كل عام؛ لتثقيف المجتمع بطرق الوقاية والتصدي لمرض السكري، ومن مضاعفات هذا المرض على الجسم ومنها العين.
وتحتفي الجمعية السعودية لطب العيون ومجموعة الشبكية السعودية بهذه المناسبة، من خلال حملتها للتوعية والتثقيف عبر حساباتها، تحت شعار (احْمِ عائلتَك من داء السكري ومضاعفاته)، مشددة على ضرورة الوقاية من الإصابة بمضاعفات مرض اعتلال الشبكية؛ الذي تشيع الإصابة به لدى مرضى السكري.
وعن أسباب خطورة مضاعفات هذا المرض على العين، أوضح كبير الاستشاريين في أكاديمية طب وجراحة الشبكية ، رئيس المجموعة السعودية للشبكية التابعة للجمعية السعودية لطب العيون الدكتور حسن الذيبي، أن الوقاية والعلاج لاعتلال الشبكية السكري تكمنان في معرفة أن داء السكري من الأمراض المزمنة ذات التشعبات المتعددة الذي تؤثر مضاعفاته على أجهزة الجسم المختلفة، ويعتمد علاجه بالدرجة الأولى على ضبط نسبة السكر ومعدلاته في الدم، وتعدُّ العين جزءاً لا يتجزأ من أعضاء الجسم التي تتأثر بداء السكري المزمن، ومعالجة اعتلالها يعتمد على معالجة المرض بشكل عام.
وبيَّن الدكتور الذيبي أن الإصابة بمرض السكري مع عدم اتباع القواعد الطبية اللازمة للعلاج والتعامل مع هذا المرض – الذي يعدُّ مرض العصر- يؤدي إلى تطور وتسارع مراحل اعتلال الشبكية السكري مع الوقت، وبأعراض غير ملموسة لدى المرضى، إلى مراحل متقدمة يصعب علاجها؛ وتكون سبباً في ضعف الرؤية أو فقدانها.
وأفاد الدكتور حسن الذيبي بأن اعتلال الشبكية السكري هو مرض يصيب ويؤثر على الأوعية الدموية المغذية لشبكية العين؛ نتيجة للارتفاع المستمر والمزمن لمعدل السكر في الدم؛ مما يؤدي إلى اضطراب واعتلال في بنية هذه الأوعية ونفاذيتها، فيسبب زيادة في تسرب وارتشاح السوائل بالمركز البصري (البقعة الصفراء)، بالإضافة إلى قصور في التروية الدموية لأنسجة الشبكية، مع نمو أوعية دموية غير طبيعية قابلة للنزيف، وقد يصاحبه أيضا تكوين ألياف غير طبيعية، تؤدي إلى انفصال بالشبكية، مع حدوث نزيف متكرر بالجسم الزجاجي لاحقاً؛ مما يؤدي إلى ضعف بالإبصار أو فقدانه بشكل نهائي في كثير من الحالات.
وأكد الذيبي أن علاج اعتلال الشبكية السكري ومضاعفاته على العين يرتكز على منع وقوع هذه المضاعفات، وذلك باستخدام العلاج السليم لضبط معدل السكر بالدم، والحمية الغذائية المناسبة، مع تخفيف الوزن ومزاولة الرياضة، وكذلك علاج الأمراض الأخرى التي قد تصاحب مرض السكري، مثل ارتفاع ضغط الدم ونسبة الدهون بالجسم، أما فيما يخص اعتلال الشبكية، فينصح مرضى السكري بالكشف على العين منذ بداية التشخيص بالمرض، ثم متابعة فحص الشبكية لدى أطباء العيون بشكل دوري، الذي يعتمد في مدده على نوعية ومرحلة الاعتلال الشبكي، فكلما كان الاعتلال متقدماً تقصر المدة بين الزيارات حتى تتم متابعة الاعتلال عن كثب، وتحديد مدى حاجة المريض إلى العلاج.
وأشار إلى أن الفحص يعتمد على توسيع حدقة ( بؤبؤ ) العين بالأدوية “القطرات” وفحص قاع الشبكية بشكل دقيق، وقد يخضع المريض لعدة فحوصات عينية، من ضمنها التصوير الطبقي للمركز البصري، لكشف الترشيحات والترسبات الدهنية أو تصوير الشبكية بصبغة الفلورسين لتحديد فاعلية الدورة الدموية في المركز البصري، وتحديد الأماكن التي قد تحتاج إلى العلاج بالليزر.
وأضاف الذيبي بأن العلا الحديث لاعتلال الشبكية السكري، يعتمد على حقن الأدوية المثبطة للرشح بالمركز البصري، ونمو الأوعية الدموية التكاثرية غير الطبيعية داخل العين، أو استخدام كوي الشبكية بالليزر، وفِي الحالات المتقدمة يكون العلاج بعمل جراحي دقيق يتم فيه استئصال الجسم الزجاجي بهدف إزالة النزيف المتكون داخل الجسم الزجاجي الجيلاتين، أو علاج الشبكية المنفصلة لإعادتها للمكان الطبيعي، مع استخدام الليزر داخل العين ودعمها بغاز طبي أو زيت السيليكون، لكى تواصل الشبكية أداء وظيفتها ونقل صورة ما يحدث حول الإنسان إلى الدماغ.وأكد أن الأهم هو منع حدوث المضاعفات الناتجة عن مرض السكري المزمن، وما يصاحبه من اعتلال بالشبكية ، الذي قد يؤدي مع عدم الاهتمام إلى ضعف شديد بالبصر أو العمى الكامل في بعض الحالات، وذلك باتباع النصائح والتعليمات الطبية في هذا المجال، والحرص الدقيق على المحافظة علي معدلات سكر الدم بقدر الإمكان في المستوى والمعدل الطبيعي، الذي لا يعدُّ مستحيلاً مع الإرادة، طالما كان الإنسان حريصاً على نفسه، ويتخذ الإجراءات الكفيلة لمنع حدوث المضاعفات .
وترحِّب الجمعية السعودية لطب العيون بتقديم الاستشارات، عبر حساباتها بالشبكة العنكبوتية SaudiOphtha.