لو نظرنا إلى كل ركن بالمطبخ على حدة وبدأنا بالثلاجة «البراد» مثلًا فسنجد أن حفظ الطعام بها له أصول تتعلق بمكان الحفظ بها مثل أرففها العلوية والباب الذي يحتوي على مكان لوضع البيض..
لكن بعض الدراسات أثبتت أن البيض يتعرض للضوء نتيجة فتح باب الثلاجة وغلقها باستمرار، وما يستتبع ذلك من التغيير المستمر في درجات الحرارة المختلفة يعرض البيض للتلف، وهو ما جعل بعض شركات صناعة الثلاجات تلغي المكان المخصص لحفظ البيض بالباب، ووضع البيض بدلًا من ذلك في علب كرتونية صماء للحفاظ عليه بعيدًا عن الضوء.
وطالما نحن بصدد الحديث عن باب البراد أو الثلاجة فيجب أن نفكر من وجهة نظر الأطفال الصغار الذين دائمًا ما يلاحظوننا ونحن نحضر كل ما لذ وطاب من باب الثلاجة مثل لبن الحليب والعصائر وهو ما يجعلهم يحاولون باستمرار الوصول لذلك المكان، وهو ما يتطلب منا بالتالي تجنب وضع أية أدوية في هذا المكان بخاصة الرف الأسفل لسهولة الوصول إليه من جانب الأطفال، وهم بالطبع لا يستطيعون التمييز بين الدواء والعصير.
ومن المهم عدم وضع علب أو عبوات أو زجاجات كبيرة وثقيلة في باب الثلاجة فعند فتحه بقوة مع وجود أطفال صغار يمكن أن يعرضهم لخطر الإصابة في حالة سقوط العبوة.
لكل طعام مكان
حفظ الطعام في الثلاجة يختلف من مكان إلى مكان بها، فمثلًا الخضراوات الطازجة والأعشاب مثل «الشبت» و«البقدونس» يؤدي حفظها داخل كيس من البلاستيك ووضعها في أحد الأدراج إلى إصابتها بالعطب إما بسبب طول مدة حفظها أو لنسيان هذه المواد، لهذا يمكن وضع معظم هذه الأعشاب في كوب مع قليل من الماء ووضع الكيس البلاستيك فوقها في الأرفف العالية بداخل الثلاجة حتى يمكن رؤيتها كلما فتحنا الباب وحتى يتم حفظها لمدة أطول بهذه الطريقة.
ويجب مراعاة عدم وضع اللحوم أو الطيور غير المطهوة بالأرفف الأعلى حتى لا يتساقط بعض من دمائها على الأرفف السفلى التي عادة ما يوضع بها الخضراوات وغيرها من الأطعمة.
ويجب التدرب على كيفية إذابة المواد المجمدة من المجمد «الفريزر» في الثلاجة ومنها عدم الانتظار حتى آخر لحظة ثم الاضطرار لوضع المواد المجمدة في ماء ليتم إذابته سريعًا، بينما إخراج الطعام من «الفريزر» ووضعه على أحد أرفف الثلاجة قبلها بيوم يعتبر من أفضل الطرق لإذابة اللحوم والطيور المجمدة.
ويمكن وضع قطعة «إسفنجية» مبللة من التي تستخدم في غسيل الأطباق، وإن كان يفضل تخصيص قطعة جديدة لهذا الغرض عن طريق وضعها في كيس من البلاستيك وتركها في «الفريزر» لاستخدامها عندما يصاب أحد الأطفال أو حتى الكبار عوضًا عن وضع قطع ثلج التي غالبًا ما تسيح وتتحول إلى ماء ويصعب السيطرة عليها، بينما وجود «القطعة الإسفنجية» المشبعة بالماء في «الفريزر» يمكن من القيام بالعمل ذاته مع إعادة تجميدها لعدة مرات.
مكان طهي الطعام
وإذا انتقلنا للحديث عن أمكنة طهي الطعام، نجد أن معظم الأفران يتم وضعها عادة أسفل المكان المخصص لطهي الطعام الذي يمكن أن يحتوي على الغاز أو الكهرباء.
ولهذا فمن المهم الحرص على إبعاد الأطفال عن هذا الأمكنة بخاصة إذا كانت تتكون من زجاج يحتوي على إنارة من الداخل فهذا يشد انتباههم ويحفزهم على الرغبة في رؤية ما بداخل الفرن أثناء الطهي.
وإذا نظرنا من منظور الأطفال نجد أنهم في الغالب يكونون أقصر من ارتفاع «الكاونتر» أو «البوتاجاز» الذي يوضع عليه الأواني، ومن ثم فإن كل ما يراه الطفل من أسفل هو ما يخرج من حدود هذا «الكاونتر»، فمثلًا إذا وضع السكين واليد المخصصة للإمساك به خارجه قليلًا فكل ما يراه الطفل هو هذا الجزء القليل الذي يدفعه لأن يجذبه ليرى بقيته.
ومثل هذا السلوك بالضبط هو ما يحاول فعله مع الأواني الأخرى التي عادة ما يظهر منها اليد أو جزء بسيط، وعند القلي أو تسخين أشياء في أوعية ذات أيد طويلة مثل «الطاسات» يراعى أن تكون أيديها دائمًا غير خارجة عن إطار الكونتر أو البوتاجاز حتى لا تصطدم دون قصد أثناء الحركة بالمطبخ وتتسبب في وقوع خسائر.
في داخل مطبخك
ومن الفرن والحرارة والنار ننتقل إلى الأدراج المخصصة لحفظ السكاكين، حيث من المعتاد بالنسبة للكثيرين الاحتفاظ بأشياء كثيرة داخل المطبخ، حتى لو كانت غير مستعملة.
وإذا أردت التأكد من ذلك بنفسك– عزيزي القارئ- فما عليك بعد قراءة المقال سوى الذهاب لمطبخك والنظر داخل الأدراج الموجودة به، وسوف تكتشف داخلها إما وجود غطاء لعلبة غير موجودة أصلًا، أو قطعة من جهاز كنت تستخدمه بالمطبخ من قبل واستغنيت عنه الآن، أو جزء من مضرب أو خفاقة بيض أو سكين مكسور اليد أو فتاحة معلبات لا تعمل، وغيرها من الأشياء المشابهة التي أصبحت قطعًا مجزأة نراها في كل مرة نقوم فيها بفتح الأدراج المختلفة، لدرجة أن بعضنا قد يعتبرها جزءًا من مكونات المطبخ أو المكان، فإذا قمنا بعمل جرد سريع للتخلص من هذه الأشياء فسيصبح لدينا بعد دقائق معدودة مساحة أكبر يمكن استخدامها في أشياء أكثر فائدة.
ومن المعتاد كذلك وضع السكاكين جميعا في درج واحد وهو ما يؤدي إلى احتكاك بعضها ببعض بشكل يؤدي إلى تأثر السلاح الخاص بها.
وبدلًا عن ذلك يمكن الإبقاء على ما نحتاج إليه فقط من سكاكين والتخلص من الأخرى غير المستخدمة التي لسنا بحاجة لها.
الإسعافات الأولية
وطالما اتفقنا على أن المطبخ هو أخطر مكان بالمنزل فيجب أن تتوفر به بعض الأدوات التي تستخدم في الإسعافات الأولية، ومراعاة الحذر عند دخوله بخاصة عندما يتعلق الأمر بالأطفال، وتوفير كل أساليب السلامة داخل صندوق مخصص للإسعافات الأولية. ويفضل حفظ «سبراي» خاص بالحروق، وآخر خاص بوقف نزيف الدم عند حدوث قطع لا قدر الله. وفي هذه المناسبة أوصي بضرورة أن تكون السكاكين المستخدمة في المطبخ مسنونة وحادة لتقليل احتمالات التعرض للإصابة، ففي هذا الحالة يزداد الحرص على تفادى الإصابة.
أما إذا كان السكين غير حاد فإنه يتطلب بذل مجهود إضافي في التقطيع، ومن الملاحظ أن معظم الحوادث تقع لهذا السبب، علاوة على أنه في حالة التعرض للإصابة من سكين حاد فغالبًا ما يشعر به الإنسان، بينما يكون غير الحاد أكثر ألمًا. وفي حالة تعرض الجسم لرزاز من الزيت المغلي أو الماء المغلي أو الحروق، فيمكن تجزئة الطماطم ووضعها على مكان الحرق، وبعدها يتم مراجعة الطبيب المختص.