دخلت شركة مزارع البحر الأحمر ، وهي شركة متخصصة في مجال التقنية الزراعية ناشئة في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، في شراكة مع الخطوط الجوية السعودية، الناقل الجوي الوطني في المملكة العربية السعودية، لتقديم وجبات مستدامة للمسافرين في صالات المطارات والرحلات على متن أسطولها الجوي.
وتم تأكيد هذا التعاون بتوقيع مذكرة تفاهم بين الشركتين تقدم من خلاله مزارع البحر الأحمر خيارات غذائية عالية الجودة وصحية من مصادر محلية، وفي الوقت نفسه تساعد على تقليل البصمة الكربونية للخطوط السعودية من خلال تقليل اعتمادها على السلع المستوردة. كما ستدعم هذه الخطوة هدف الخطوط الجوية السعودية المتمثل في التحسين المستمر لأدائها البيئي وأن تصبح نموذجًا يحتذى به في مجال الاستدامة بين شركات الطيران الأخرى في العالم.
يشار إلى أن مزارع البحر الأحمر تساعد أيضًا الخطوط السعودية في تطوير قوائم الطعام ومحتوى الفيديو على متن طائراتها لتعريف عملائها بأهمية الاستدامة والفوائد الصحية لهذه الأطعمة المحلية.
وبهذه المناسبة، علق سيمون روبشاند ، الرئيس التنفيذي لشركة مزارع البحر الأحمر في الشرق الأوسط، قائلاً: “إن شراكتنا الجديدة مع الخطوط السعودية هي خطوة أخرى لتوسيع نطاق أعمالنا بشكل كبير من خلال تقديم منتجاتنا الطازجة إلى جمهور واسع ومتميز. ونحن سعداء جدًا بالشراكة مع الناقل الجوي الرئيسي في المملكة العربية السعودية، ونسعى إلى أن نكون أيضاً المزود الوطني الرئيسي للأغذية المستدامة”.
يذكر أن تحالف الطيران العالمي “سكاي تيم” الذي تنتمي له الخطوط الجوية السعودية، طرح على جميع أعضائه المشاركة في تحدي الرحلات التجريبية المستدامة بهدف تحفيز وتسريع الابتكار والتغيير في قطاع الطيران من خلال تشغيل رحلات جوية أكثر استدامة وتقليل الآثار السلبية على البيئة. وهو ما تسعى الى تحقيقه الخطوط السعودية عبر خدمات التموين الخاصة بها والتي ستقدم وجبات خفيفة من الطماطم والخيار والفلفل المنتجة في مزارع البحر الأحمر للمسافرين والركاب.
وحول هذه الخطوة، علّق الكابتن إبراهيم الكشي، الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط السعودية للنقل الجوي:” كان تحدي الرحلات التجريبية المستدامة تحديًا فريدًا ومتميزًا لفريقنا ، الذي استفاد جدًا من هذه التجربة كنقطة انطلاق لمبادرات مستدامة جديدة قادمة”.
شركة ناشئة وطنية تنطلق للعالمية
تأسست شركة مزارع البحر الأحمر في عام ٢٠١٨ من قبل خبير التقنية الزراعية رايان ليفيرس ، الرئيس التنفيذي الحالي للشركة ، والأستاذ مارك تيستر ، عالم النبات المشهور والمدير المساعد لمركز كاوست للزراعة الصحراوية.
وتتركز أنشطة الشركة في تطوير وإنتاج الخضروات المقاومة للملوحة، والزراعة بتقنيات المستنبتات الزجاجية المتطورة لتوفير طريقة أكثر استدامة لإنتاج الغذاء في المناطق المناخية القاسية مثل الشرق الأوسط. وتستخدم الشركة طرقًا زراعية خاصة بالمياه المالحة ، بدلاً من المياه العذبة.
ولديها أنظمة زراعية قابلة للتوسيع وتقنيات مبتكرة لتقليل استهلاك المياه العذبة في الزراعة بنسبة ٨٥-٩٠٪ تجمع بين علوم النباتات، والتبريد المستدام ، وإدارة الضوء والطاقة ، والذكاء الاصطناعي.
مرفق البحث والتطوير الخاصة بمزارع البحر الأحمر في حرم كاوست. المصدر: كاوست
أنتجت مزارع البحر الأحمر في البداية الطماطم المزروعة بالمياه المالحة في المستنبتات الزجاجية التجريبية في مدينة الأبحاث والتقنية داخل الحرم الجامعي في كاوست وباعتها إلى محالّ السوبر ماركت المحلية. وسرعان ما نمت عملياتها بعد جولات استثمارية متعددة بمساعدة مستثمرين سعوديين وشرق أوسطيين وأمريكيين. الأمر الذي أدى إلى زيادة نموها وتسويق منتجاتها الزراعية تجاريًا عالميًا. مما يسلط الضوء على شهية المستثمرين لحلول زراعية مستوحاة محليًا يمكن أن تزيد من إنتاج الغذاء في المناطق التي تعاني من ندرة المياه.
ومن بين المستثمرين الأوائل في مزارع البحر الأحمر كان صندوق كاوست للابتكار، إضافة لـ” واعد فنتشرز” ذراع رأس المال الاستثماري لشركة أرامكو. يقول المهندس فهد العيدي، المدير الإداري لمركز أرامكو لريادة الأعمال “واعد”: “طورت مزارع البحر الأحمر نموذجًا تجاريًا مبتكرًا ومستدامًا، يعالج مشكلة محلية وعالمية تتعلق بالأمن الغذائي وشح الموارد الزراعية “.
شراكات مستدامة
تواصل مزارع البحر الأحمر التزامها بتطوير سلاسل الإمداد الغذائي المستدامة في المملكة العربية السعودية. كما تقوم حاليًا ببناء مزرعة تجريبية داخلية لإطعام الزوار والمقيمين بشكل مستدام كجزء من اتفاقيتها مع شركة البحر الأحمر للتطوير ، المطور لأحد المشاريع السياحية التجديدية الأكثر طموحًا في العالم. ستنتج المزرعة الداخلية مجموعة متنوعة من الخضروات الورقية الطازجة ومحاصيل العنب والخضروات والفاكهة. بعد هذه التجربة ، سيكون لدى مزارع البحر الأحمر خيار توسيع المزرعة إلى ١٠٠ هكتار ، مما يجعلها أكبر مزرعة مستدامة من نوعها في العالم.
