كشفت دراسات حديثة أن وزن الطفل عند الولادة يؤثر على قدراته الذهنية ونسبة ذكائه واستيعابه وأدائه التعليمي في مراحل حياته اللاحقة، وأن الأطفال الأقل وزنًا يكونون أقل قدرة على التحصيل العلمي بشكل قد يستمر تأثيره حتى سن البلوغ.
ويقدر الباحثون أنه في سن الخامسة يتحدد نصف الذكاء الفردي، وفي سن الثامنة يتحدد حوالي 80% منه، غير أنه خلال الأشهر الثمانية عشر الأولى من العمر لا يمكن التنبؤ بما ستكون عليه درجة الذكاء اللاحق عند الطفل من خلال إنجازات التعلم.
هذا الأمر لا يعني أنه لا يمكن تنمية الذكاء منذ الطفولة المبكرة للطفل، بل إنه كلما بدأ الإنسان مبكرًا في تنمية الذكاء وبشكل يتناسب مع العمر كان أفضل، مع ملاحظة أن للوراثة والتأثيرات الخارجية كالتغذية الصحية الجيدة دورًا في تنمية الذكاء.
لقد وجد الباحثون أن الأطفال الأكثر وزنًا حققوا نجاحات أفضل في الاختبارات الذهنية حتى سن السادسة والعشرين، وحصلوا على علامات أعلى ومؤهلات أكاديمية أفضل، مشيرين إلى أن هذا التأثير الإيجابي بقي ساريًا حتى مع الأخذ بعين الاعتبار تأثيرات عوامل أخرى مثل جنس الطفل ووضعه الاجتماعي. لكن العلاقة بين الوزن والقدرة الذهنية تضعف مع التقدم في السن.
حقيقة علمية
هذه الحقيقة هي أنه كلما ارتفع المستوى الاجتماعي للأسرة زادت المعاناة وانخفض المستوى الصحي والبنيان الجسماني للأبناء، وقد يكون السبب هو كثرة إطعامها لطفلها رغمًا عنه، في الوقت الذي تشعر فيه الأسرة أن طفلها لم يتناول من الطعام ما يسد احتياجاته بالرغم من توافر الطعام الشهي نتيجة ارتفاع مستوى دخل الأسرة.
وقد تثور الأم لعدم معرفتها بمتطلبات طفلها الغذائية، فهو يلعب ويرفض الطعام، وتحاول الأم إيجاد البدائل التي تعوضه عن امتناعه عن الطعام، بل إنها قد تلاحقه من مكان لآخر من أجل إطعامه ملعقة أو اثنتين من الخضراوات، أو الأرز، أو قطعة لحم، أو كوبًا من اللبن دون جدوى.
وهنا قد تلجأ الأم إلى تقديم الحلوى والشيكولاته للصغير لتعويضه عن نقص التغذية، وهذا خطأ، إذ إنها بذلك تعوده على عدم تناول الطعام المغذي، وبالتالي يصبح عرضة للأمراض، إنها شكوى تعاني منها كل الأمهات.
أساليب بسيطة للترغيب في الأغذية المفيدة
هذه الأساليب يمكن أن ترتكز عليها كل أم لإجبار طفلها على تناول أكبر قدر من الطعام الصحي بأقل جهد من الأم، خاصة خلال فترة الدراسة التي تتطلب قوة التركيز والنشاط والحيوية، وتتخلص هذه التوصيات فيما يلي:
– قدمي لطفلك كمية قليلة من الطعام مقسمة على أجزاء صغيرة، لأن الكمية الكبيرة تجعل الطفل يرفض تناول الطعام.
– حاولي أن تكون الوجبة متعددة الألوان، كأن يكون فيها اللون الأخضر مثل البازلاء أو الفاصوليا الخضراء، واللون البرتقالي في الجزر، بالإضافة إلى طبق السلطة المتنوع الألوان مع شريحة صغيرة من لحم الدجاج أو البتلو.
– هناك أيضًا الهامبرجر الذي يمكنك إعداده في المنزل فهو محبوب للصغار.
– تجميل الطبق وجعل فترة تناول الطعام وقتًا ممتعًا للصغير، وخصصي له مقعدًا يناسبه حجمًا وطولًا على أن يكون إلى جوارك في السفرة.
– لا ترغمي طفلك على تناول كل ما في الطبق، وشجعيه على تذوق كل النوعيات فقد يكتشف الطفل أنه يفضل نوعًا معينًا من الطعام، وهكذا تفاجأ الأم أنه يتناول منه أكثر مما تتوقع.
– لا تقدمي لطفلك كوبًا من اللبن قبل وجبة الغداء مباشرة، إذ أن ذلك سوف يشعر الطفل بالامتلاء، ومن ثم يفقده الشهية لتناول الطعام.
– إذا كان طفلك متقدمًا بعض الشيء في العمر، حاولي أن تشركيه في إعداد الطعام.
– لا تستخدمي الطعام كمكافأة، فإذا قدمت له مثلا «آيس كريم» لأنه تناول طبق الفاصوليا الخضراء، فإنك بذلك تدعمين فكرة أن بعض نوعيات الطعام مثل الآيس كريم أفضل من الخضراوات مثلا.
– كوني نموذجًا طيبًا لطفلك، فالطعام الذي يفضله الوالدان يكون أيضًا مفضلا لدى الأبناء خاصة النوعيات التي يقبل عليها الأب، لذلك من المطلوب أن يتناول الآباء الخضراوات حتى يقبل عليها الأبناء، وليس من المعقول أن يطلب الوالدان من الأبناء تجنب الشكولاته والحلوى في الوقت الذي يقبلان هما على تناولها بنهم وشهية.
وبين الوجبات كثيرًا ما يطلب الصغير نوعيات من الطعام، وقد تلجأ الأم إلى إعطاء طفلها الحلوى كنوع من أنواع التغذية لمده بما يحبه، من هنا يعتاد الطفل تناول مثل هذه النوعيات من الوجبات الخفيفة طوال حياته، وتصبح عادة ملازمة له.
أ. د. نبيل سليم علي – كلية الطب، جامعة الإسكندرية