أدركت المملكة العربية السعودية أهمية تعزيز الصحة النفسية وأنشئت اللجنة الوطنية لتعزيز الصحة النفسية بقرار مجلس الوزراء رقم (104) وتاريخ 3/4/1430هـ والتي تحولت لاحقًا إلى مركز وطني بقرار مجلس الوزراء الموقر رقم (685) وتاريخ 27/11/1440هـ، يهدف إلى صناعة برامج وطنية تسهم في تعزيز الصحة النفسية، وتهيئة حياة أفضل لأفراد المجتمع، وتعزيز المشاركة الإيجابية، ودعم الفئات الأكثر عرضة للاضطرابات النفسية، وذلك من خلال توجيه المجتمع لدعم قضايا الصحة النفسية، وتمكين الفئات المستهدفة وتطوير مهاراتها بما يحقق المفهوم الشامل للصحة النفسية، وتقديم برامج التوعية والتثقيف الصحي في مجال الصحة النفسية، والإسهام في تحسين جودة الخدمات النفسية المقدمة، بالإضافة إلى تطوير برامج وقائية في مجال الصحة النفسية.
ويتولى المركز عدة مهام واختصاصات من خلال مجلس إدارة برئاسة معالي وزير الصحة وعضوية (13) جهة حكومية وخاصة؛ للإسهام في دعم وتيرة عمل المركز والقيام بالمهام المناطة به والتي يأتي من ضمنها المشاركة مع الجهات ذات العلاقة في رسم السياسات الوطنية بمجال تعزيز الصحة النفسية، وتسهيل حصول الفئات المستهدفة على الدعم النفسي والمساندة والخدمات اللازمة، واقتراح وتبني برامج توعية تتمشى مع ما يطرأ من تغيرات اجتماعية، والاستفادة من التجارب الدولية في مجال تعزيز الصحة النفسية، والعمل على توطين الخبرات في هذا المجال، ورصد ومتابعة الظواهر والمشكلات ذات العلاقة بالصحة النفسية، ومساندة الأنشطة والمبادرات التطوعية والمجتمعية في مجال تعزيز الصحة النفسية، بالإضافة إلى التعاون والتنسيق مع الجهات الصحية والتعليمية والبحثية المختلفة في مجال الصحة النفسية سواء داخل المملكة أو خارجها.
وقال د. عبدالحميد بن عبدالله الحبيب مدير عام المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية: عمل المركز منذ إنشائه على العديد من البرامج والمبادرات التي يسعى من خلالها تعزيز الصحة النفسية لدى أفراد المجتمع، بالإضافة إلى تنفيذ برامج ومبادرات نوعية تستهدف العاملين في الجهات الحكومية والخاصة، وكذلك الممارسين الصحيين في مجال الصحة النفسية، علاوة على إبرام عدد من اتفاقيات التعاون النوعيّة لتقديم خدمات وبرامج الدعم النفسي للجهات المستفيدة والوصول لمجتمع يحظى أفراده بصحة نفسية وجودة حياة جيّدة وفقًا لمستهدفات رؤية مملكتنا الغالية 2030.