يعتقد معظم الناس أن ارتفاع ضغط الدم حالة تؤثر على كبار السن فقط. لكن ارتفاع ضغط الدم يؤثر في الواقع على الأشخاص من جميع الأعمار، بما في ذلك الأطفال الصغار من نفس الجنس والعمر والطول. ولا يوجد قراءة محددة لقياس ضغط الدم المستهدف، وذلك نظرًا لتغيرات طبيعية لنمو الأطفال. ومع ذلك، عند المراهقين، يُعرَّف ارتفاع ضغط الدم بنفس تعريف البالغين: قراءة ضغط الدم أكبر من 130/80 ملليمترًا زئبق أو مساويًا لها.
وكلما كان الطفل أصغر سنًا، زاد احتمال أن يكون ارتفاع ضغط الدم ناتجًا عن حالة مرضية محددة. يمكن أن يصاب الأطفال الأكبر سنًا بارتفاع ضغط الدم للأسباب نفسها التي يعاني منها البالغون، من ذلك الوزن الزائد، وسوء التغذية، وقلة ممارسة الرياضة.
ويمكن أن تساعد التغييرات في نمط الحياة، مثل اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بشكل أكبر، في تقليل ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال. لكن بالنسبة لبعض الأطفال، قد يكون تناول الأدوية ضرورية.
ما هو ارتفاع ضغط الدم؟
ضغط الدم هو قوة تدفق الدم من خلال الأوعية الدموية. في ظل الظروف العادية، يضخ القلب الدم عبر الأوعية الدموية في جميع أنحاء الجسم وتتسع الأوعية وتتقلص حسب الحاجة للحفاظ على تدفق الدم بشكل جيد .ومع ذلك، في الشخص المصاب بارتفاع ضغط الدم، يندفع الدم بشدة تجاه الأوعية الدموية، مما قد يتسبب في تلف الأوعية الدموية وتضرر القلب والأعضاء الأخرى.
الأعراض
عادةً لا يُسبب ارتفاع ضغط الدم أعراضًا. ومع ذلك، فإن العلامات والأعراض التي قد تشير إلى حالة طارئة لارتفاع ضغط الدم تشمل:
- الصداع.
- النوبات المرضية.
- التقيؤ.
- آلام في الصدر.
- سرعة ضربات القلب أو الخفقان.
- ضيق في التنفس.
إذا ظهرت على طفلك أي من هذه العلامات أو الأعراض، فاطلب الرعاية الطبية الطارئة.
إذا كنت قلقًا بشأن بوجود عامل من عوامل خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم لدى طفلك مثل زيادة الوزن أو البدانة، فتحدَّثْ مع طبيب طفلك.
الأسباب
ارتفاع ضغط الدم في الأطفال الأصغر سنًّا غالبًا ما يكون مرتبطًا بمرض آخر مثل ثقوب القلب، أو أمراض الكلى، أو الأمراض الوراثية، أو أمراض الغدد الصماء «المتعلقة بالهرمونات». أمَّا الأطفال الأكبر سنًّا – خاصةً هؤلاء الأطفال ذوي الوزن الزائد – فهم أكثر عرضة لحدوث ارتفاع ضغط الدم الأوَّلي. يحدث هذا النوع من تلقاء نفسه بدون أسباب كامنة.
عوامل الخطر
تعتمد عوامل خطر ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال على الظروف الصحية والوراثة وعوامل نمط الحياة.
ضغط الدم المرتفع الأساسي (الجوهري)
يحدث ارتفاع ضغط الدم الأساسي من تلقاء نفسه دون سبب محدَّد. يحدث هذا النوع من ارتفاع ضغط الدم بشكل أكبر للأطفال الكبار، وبشكل عام في عمر 6 أعوام وأكبر. تتضمَّن عوامل خطر الإصابة بفرط ضغط الدم الأساسي ما يلي:
- زيادة الوزن أو السمنة.
- تاريخًا عائليًّا للإصابة بضغط الدم المرتفع.
- داء السكري من النوع 2 أو ارتفاع مستوى السكر في الدم أثناء الصيام.
- ارتفاع نسبة الكوليسترول.
- تناول كميات كبيرة من الملح.
- كونكَ ذكرًا
- التدخين أو التعرُّض للتدخين السلبي غير المباشر
- قلة الحركة.
ارتفاع ضغط الدم الثانوي
يحدث ارتفاع ضغط الدم الثانوي بسبب حالة أخرى. وهو أكثر انتشارًا بين الأطفال الصغار. تشمل أسباب ارتفاع ضغط الدم الأخرى:
- مرض الكلى المزمن.
- مرض الكلية متعددة الكيسات.
- مشاكل في القلب، مثل الضيق الشديد (انقباض) في الشريان الأورطي.
- اضطرابات الغدة الكظرية.
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
- ورم القواتم، ورم نادر في الغدة الكظرية.
- تضيق الشريان المؤدي إلى الكلى (تضيُّق الشريان الكلوي).
- اضطرابات النوم، وخاصة توقف التنفس الانسدادي أثناء النوم.
- بعض الأدوية، مثل عقاقير إزالة الاحتقان، ووسائل منع الحمل عن طريق الفم والستيرويدات.
- المخدرات، مثل الكوكايين.
المضاعفات
كما هو الحال في البالغين، إذا استمر ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال حتى سن البلوغ ولم يعالج، فيمكن أن يؤدي إلى آثار صحية خطيرة، مثل: السكتة الدماغية، والنَّوبة القلبية، وفشل القلب، ومرض الكلى.
الوقاية والعلاج
لا يزال الباحثون يحاولون تحديد الطريقة الأكثر فعالية لعلاج ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال. بشكل عام، لا يختلف علاج ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال عن علاجه عند البالغين، إذ يمكن منع ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال عن طريق إجراء نفس التغييرات في نمط الحياة التي يمكن أن تساعد في علاجه، مثل: التحكم في وزن طفلك، وتوفير نظام غذائي صحي قليل الملح (الصوديوم)، وتشجيع الطفل على ممارسة الرياضة.
يمكن أحيانًا السيطرة على ارتفاع ضغط الدم الناجم عن حالة أخرى، أو حتى الوقاية منه، من خلال التعامل مع الحالة التي تسببه.
www.mayoclinic.org
www.webmd.com