اختتمت قمة “أبوت” السنوية الخامسة التي عقدت الأسبوع الماضي أعمالها حيث ركزت على كيفية تحقيق النمو الامثل للأطفال وشارك فيها كبار خبراء التغذية حول العالم.
وتواصل (الصحة والغذاء) تسليط الضوء على أهم ماطرح في هذه القمة .
وتناول اليوم الثاني من القمة قلة التغذية لدى الأطفال: تحديد الطفل “المعرض للخطر”.
وتحدثت في الجلسة الأولى كارين ستيفنس عن استخدام شريط قياس محيط منتصف الذراع العلوي بالنقاط القياسية في الممارسة الطبية ،وتحديد قلة التغذية لدى الأطفال. وكارين هي اختصاصية تغذية مسجلة، اختصاصية معتمدة في تغذية الأطفال، اختصاصية تغذية مرخص لها، مساعد مدير إدارة خدمات التغذية في مستشفى تشلدرنز ميرسي.
وركزت المتحدثة في محاضرتها على وصف مدى صحة نطاقات قياس محيط منتصف الذراع العلوي والنقاط القياسية المستخدمة في قياسه في طب الأطفال، الى جانب مراجعة أهمية تتبع وتقييم القياسات المستخدمة في قياس محيط منتصف الذراع العلوي بالنقاط القياسية عبر الزمن في الممارسة الطبية وقدمت أمثلة على الحالات السريرية التي تم خلالها استخدام شريط قياس محيط منتصف الذراع العلوي بالنقاط القياسية في ممارسة طب الأطفال.
وقالت الباحثة في الجلسة: تم الاعتراف منذ فترة طويلة بقلة التغذية على أنها مشكلة خطيرة وأعيد التأكيد على ذلك مع نشر مؤشرات التوافق حول سوء التغذية في العام 2014. وللمساعدة في رصد قلة التغذية وتشخيصها، أُدرج شريط قياس محيط منتصف الذراع العلوي بوصفه مؤشراً مستقلاً مع توصيات بإدخاله ضمن التقييم الكامل للقياسات الأنثروبومترية لدى جميع المرضى. وتضمنت المؤشرات توصيات صريحة باستخدام الدرجات القياسية. (1) تم استخدام بيانات عملية التطوير والتحقق من شريط قياس محيط منتصف الذراع العلوي من استقصاء الصحة الوطنية وفحص التغذية – مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (1999-2012) لتطوير بيانات الانحراف والوسيط ومعامل التباين المعمم (LMS) لتحديد نقاط قياسية ووضع مخطط لنمو محيط منتصف الذراع العلوي وشريط قياس لمحيط منتصف الذراع العلوي بالدرجات القياسية تضمن نطاقات ملونة للدرجات القياسية للأعمار بين شهرين 18و عاماً. وتم التحقق من صحة بيانات الانحراف والوسيط ومعامل التباين المعمم في مجموعتين مستقلتين. التنفيذ في الممارسة السريرية: نظراً لأن القياسات والدرجات القياسية المستخدمة في قياس محيط منتصف الذراع العلوي تعد ممارسة جديدة فقد قررنا تطبيقها في مستشفى تشلدرنز ميرسي. كانت الخطوات في الآلية التي انتهجناها هي: إنشاء لجنة لسوء تغذية الأطفال، وتقديم تدريب على اختصاص سوء التغذية لدى الأطفال داخل القسم، وتوفير مواد مرجعية مكتوبة حول تصنيفات التغذية، والتدريب على كيفية قياس محيط منتصف الذراع العلوي بطريقة صحيحة، وتقديم دورات تدريب عملي، واختبار قدرات، ومراجعات، وتدريب تنشيطي في عمر 9 شهور. ويتطلب القياس الصحيح لمحيط منتصف الذراع العلوي قياس نقطة منتصف عظم العضد، بين الأخرم ونتوء المرفق، ثم إجراء قياس محيطي والذراع متدلية على جانب الجسم. كما طُلب من جميع الموظفين المشاركة، وكان المطلوب إجراء ما لا يقل عن 10 قياسات لمحيط منتصف الذراع العلوي أسبوعياً؛ حيث جمع كل موظف البيانات وسجل الطول والعمر (بالسنوات والشهور) والجنس وقياس محيط منتصف الذراع العلوي (بالسنتيمتر) وتصنيف التغذية الذي حدده اختصاصي التغذية المسجل. ثم عمل باحثون في المستشفى على تحويل القياسات إلى درجات قياسية وحساب مؤشر كتلة الجسم وتسجيل القياسات في قاعدة بيانات. وجاءت مطالبة جميع الموظفين بالمشاركة لتعزز كفاءة قياس محيط منتصف الذراع العلوي مما سمح لنا بجمع البيانات بسرعة. التطبيق في الممارسة السريرية: قد يصبح قياس محيط منتصف الذراع العلوي جزءاً من التقييمات السريرية من خلال دمجه في الفحص البدني الذي يركز على التغذية. حيث يوضح للأولياء الأمور ومقدمي خدمات الرعاية الصحية قياس محيط منتصف الذراع العلوي مقارنةً بالمعدل القياسي مقابل العمر أو يوضح لهم مدى تحسن الطفل. اضافةً إلى استخدم شرائط قياس محيط منتصف الذراع العلوي لإظهار قياسات المريض للطلاب والمقيمين وتعريفهم بقلة التغذية والإفراط فيها.
قياس محيط منتصف الذراع العلوي له قيمة للمرضى الذين لا يمكن وزنهم أو قياسهم وللمرضى ذوي الاحتياجات الخاصة، لا سيما المرضى المتأثرين بتراكم السوائل أو بخلل في ترسب الدهون أو العضلات. بعد تطبيقها، جاءت التعليقات إيجابية من اختصاصيي التغذية حول استخدام أشرطة قياس محيط منتصف الذراع العلوي وكانت المحاور الإيجابية تتعلق بسهولة الاستخدام، والراحة، وانخفاض تكلفتها، وكونها أداة تقييم يمكن استخدامها في المنازل والمناطق التي لا تتوفر فيها الموازين، وقيمتها بالنسبة لمجموعات سكانية معينة. ومن المتوقع أن تفيد زيادة جمع البيانات من جميع مناطق الولايات المتحدة والعالم في تحديد حدود دنيا أكثر دقة لمؤشرات سوء التغذية. الاستنتاجات الرئيسية: يعتبر سوء التغذية مشكلة صحية خطيرة، وقد يكون شريط قياس محيط منتصف الذراع العلوي أداة قيمة في تحديد قلة التغذية وتشخيصها. وتعد أشرطة قياس محيط منتصف الذراع العلوي بالدرجات القياسية أداة مريحة وغير مكلفة وسهلة الاستخدام في مجموعة متنوعة من المواقع. وقد تكون نطاقات قياس محيط منتصف الذراع العلوي بالدرجات القياسية مفيدة بشكل خاص في مجموعات صحية خاصة مثل التليف الكيسي أو مرضى الكلى. وهناك حاجة إلى مزيد من البيانات لتنقيح الحدود الدنيا لسوء التغذية.