مثل غيره من الأمراض المزمنة، فإن الطعام المفضل لداء التهاب المفاصل يجب أن يكون مبنيًا على أساس الهرم الغذائي، وهو يعتمد على الإكثار من تناول الخضراوات والحبوب وبذور البقول والفواكه والحصول على أقل كميات من الدهون والحلوى في الطعام.
ويوفر الطعام المتزن غذائيًا للأشخاص البالغين والأطفال ألوانًا متنوعة من الأغذية والحصول على كميات معتدلة منه.
ولا توجد حمية غذائية خاصة بمرض التهاب المفاصل وهو نوع من أمراض مفاصل العظام مصحوبًا بحدوث التهاب أو دونه.
وهناك أسباب عديدة تسبب حدوث التهاب مفاصل العظام inflammatory arthritis، وهي تشمل النقرس والروماتويد Rumatoid، ومرض ليم Lime,s disease، والتهاب المفاصل الناتج عن الإصابة بمرض الدرن وتصبح فيها مفاصل العظام منتفخة وحمراء اللون وطرية tenderوملتهبة.
وتعد الحساسية الغذائية سببًا في حدوث أقل من 5% من أنواع التهاب المفاصل المرتبطة بالجهاز المناعي في الجسم.
ويحدث مرض التهاب مفاصل العظام- وهو من أكثر أنواع التهاب المفاصل شيوعًا- نتيجة تدهور في غضاريف مفاصل العظام، ولا يكون مصحوبًا بحالة التهاب.
ويمكن أن يؤثر التهاب المفاصل على تغذية المريض فتتدخل الخشونة في مفاصل العظام في عملية تحضيره طعامه وفي عملية مضغه للطعام بأسنانه.
وقد يتسبب حصول المريض على الأدوية في إصابته بالغثيان أو الإسهال، وكلاهما يؤثر على معدل امتصاص العناصر الغذائية والحركة الطبيعية لأمعائه.
ويعاني بعض مرضى التهاب المفاصل من زيادة خطر حدوث تسمم نتيجة حصولهم على كميات كبيرة من مستحضرات الفيتامينات والعناصر المعدنية المبنية على طرق غير سليمة في علاج هذا المرض.
ولكن هذا لا يعني أن المصابين بهذا المرض لا يعانون من حالات نقص في الفيتامينات أو الأملاح المعدنية، لكن لا تكون حالات نقص غذائي صفة لأنواع معينة من التهاب المفاصل، ويستطيع الطبيب المختص تحديد هذه العلاقة إن وجدت.
ولما كان التهاب المفاصل حالة مرضية مزمنة، فإن هذا يدفع ضحايا هذا المرض إلى اتباع حميات غذائية غير صحيحة، وربما يستبعد بعضهم تناول بعض الأغذية من طعامهم.
وفي الطب الشعبي ينصح المريض بتناول خل التفاح والعسل وخميرة البيرة وجنين القمح والثوم وزيت كبد الحوت.
وقد يؤدي تناول المريض أغذية معينة دون سواها إلى حصوله على طعام غير متزن غذائيًا واحتمال حدوث حالة نقص غذائي في جسمه.
وفي بعض الأنظمة الغذائية لمرضى التهاب المفاصل يستبعد من طعامهم الفواكه والخضراوات حمضية المذاق وحصولهم على القليل من البروتين من طعامهم.
فمثلًا في نظام غذائي دوج Dog diet يوصي بحصول المريض على أغذية لا تحتوي على مواد مضافة للأغذية كالمركبات الحافظة والملونة، وتجنب تناوله الفواكه واللحم الأحمر والأعشاب ومنتجات الألبان.
ولم تُظهر الدراسات السريرية على عدد كبير من مرضى التهاب المفاصل أي فائدة لاستعمالها في علاج هذا المرض أو تخفيف حدته.
وتؤدي البدانة إلى سوء حالة التهاب المفاصل نتيجة الثقل الزائد الذي يقع على مفاصل العظام التي تحمل جسم المريض.
وقد يكون استعمال زيوت الأسماك المحتوية على أحماض دهنية من نوع أوميجا 3 ذات فائدة للمرضى، لكن يجب تناولها بحذر وبمقادير محدودة خوفًا من أعراضها السيئة على صحة المريض. ويفضل عوضًا عن ذلك تناول المريض الأسماك مرتين إلى ثلاث مرات كل أسبوع.
وقد لوحظت فائدة الصوم لمرضى التهاب المفاصل الروماتيديRheumatoid arthritis لكن ذلك ليس حلًا علميًا على المدى الطويل لهذا المرض. فقد يؤدي الصيام لفترات متباعدة إلى الموت..
وهناك ضرورة لإجراء دراسات علمية مستفيضة للأنظمة الغذائية التي قد تفيد في حدوث نقص بالوزن، مع ضرورة تخطيط النظام بأسلوب يضمن عدم إحداثه حالات نقص غذائي في الجسم.
ويؤثر استعمال المريض الكثير من أدوية التهاب المفاصل على عمليات الأيض الغذائي للفيتامينات والعناصر المعدنية في الخلايا وحدوث فقد في العناصر المعدنية من جسمه، مما يستدعي مراجعته الطبيب لمعرفة الأعراض الصحية الجانبية لاستعماله الأدوية الموصوفة له.
فمثلًا قد يؤدي طول استعمال عقار الأسبرين إلى ظهور حالة فقر الدم نتيجة نقص الحديد بفعل حدوث نزيف معدي ومعوي.
د. محيي الدين لبنية – استشاري التغذية العلاجية