أدرك العرب منذ القدم أهمية رياضة المشي فاعتنوا بها ممارسة وتشجيعًا، وقد ساعدهم في ذلك طبيعة أرضهم الجغرافية وأحوالهم الجوية.
إذ تعتبر رياضة المشي رياضة سهلة وبسيطة، يقدر عليها الصغير والكبير، السليم والسقيم، المعافى والمريض، وهي بحد ذاتها ممتعة ومسلية، خاصة إذا اختار ممارسها الوقت والمكان المناسبين.
وتحقق رياضة المشي العديد من الفوائد الصحية لجميع من يمارسها، ومن فوائدها ما يلي:
– تعوّد البدن على الخفة والنشاط وتجعله قابلًا للغذاء، كما تساعد على عملية الهدم والاحتراق، مما يقي الإنسان الإصابة بداء السمنة وتساعد المصابين بها على التخلص منها.
– تنشط ضربات القلب والدورة الدموية، وتعطي الجسم مزيدًا من الحيوية والنشاط، وتخلص الأعضاء الباطنية ومراكز الأعصاب من الاحتقانات الدموية التي قد تؤدي إلى بطء حركة الأعضاء أو تعطلها، فيصاب الجسم بالخمول والكسل ويكون أكثر تعرضًا للإصابة بالأمراض.
– تزيد من قوة الرئتين واتساعهما، فيصل الدم بمقدار أكبر للأوعية الدموية، وهي وقاية – بإذن الله – من الذبحة الصدرية.
– تعمل على تسخين الأعضاء وتحلل الفضلات وإذابتها وإخراجها من منافذها.
– تزيد من المهارات الحركية والنشاط العضلي، وكذلك من التوافق العصبي العضلي العام، كما تزيد من قدرة الجسم على الانتباه الذهني والنشاط في العمل.
– تساعد على تأخير أعراض الشيخوخة عند الذين يمارسونها بصفة مستمرة.
– وفقًا لدراسة نشرتها مجلة (علوم الروماتيزم) المتخصصة، أكد أطباء جراحة العظام أن رياضة المشي خير وسيلة لتخفيف الآلام الناتجة عن التهاب المفاصل العظمي الذي يصيب الركبة.
– تساعد هذه الرياضة على الشعور بالراحة والسعادة، إذ تعدل الحالة النفسية والمزاج إلى الحالة الإيجابية.
– تعالج عسر الهضم والإمساك المزمن، إضافة لتخفيف الغازات والشعور بالانتفاخ والغثيان.
التزم بالتوجيهات
ولكي تحقق رياضة المشي نتائجها الإيجابية لابد من الالتزام بقواعدها وتوجيهات المتخصصين فيها، ومن ذلك: اختيار الوقت والمكان المناسبين لممارسة هذه الرياضة، ومن أنسب أوقاتها بعد صلاة الفجر أو الصباح الباكر، أو قبل غروب الشمس. وينبغي عدم التراخي في المشي، كما ينبغي أن يكون الظهر قبل وأثناء المشي مستقيمًا والبطن إلى الداخل، والرأس مرفوعًا والكتفان إلى الوراء. وينبغي كذلك تحريك المفاصل جيدًا وتوسيع الخطوات.
ومن الأخطاء التي تحدث أثناء ممارسة هذه الرياضة ما يلي:
– المشي على الأمشاط بدلًا من المشي على القدم كاملًا.
– المشي بخطوات بطيئة جدًا أو التوقف أثناء المشي والذي لا يعمل على إثارة القلب فسيولوجيًا.
– المشي وارتداء الملابس الثقيلة والداكنة وخاصة في فصل الصيف.
– تغطية الأنف والفم أثناء المشي.
– المشي مع تحريك الجذع جانبًا أو المشي واتجاه المشطين للخارج بدلًا من الأمام.
– سحب القدمين على الأرض أثناء المشي..
– تناول الأغذية الخفيفة أثناء المشي.
أخيرًا: من أهم الأمور في هذه الرياضة المفيدة والممتعة أن يتعودها الإنسان ويجعل لها برنامجًا يوميًا أو شبه يومي وبدون انقطاع، وأن يستثمر الوقت خلال المشي بقراءة القرآن ومراجعته وذكر الله تعالى أو مناقشة موضوعات مهمة مع رفقاء المشي، وبذا نحقق عددًا من مبادئنا الرياضية والصحية، فكلما كان الجسم سليمًا كان العقل أكثر سلامة، وتربية العقول والقلوب ملازمة لتربية الأبدان، وجرّب من اليوم أن تمارس هذه الرياضة وأنا على يقين أنك إذا مارستها باتباع ما سبق ستكون مدمنًا عليها، ويا حبذا هذا الإدمان.
د. حمد بن عبدالله القميزي