أمراض المفاصل والعظام من أكثر الأمراض انتشارًا على مستوى العالم، وترتفع نسبة الإصابة بها في مرحلة الشيخوخة، حيث يصاب 80٪ من الأفراد بالتهاب المفاصل والعظام بعد سن الخمسين، وترتفع نسبة الإصابة في النساء بعد سن 45 سنة.
أعراض ومسببات
ويصيب المرض مفاصل اليد والقدم والركبة والحوض، ومن أهم مضاعفاته تآكل غضاريف المفاصل وفقدان وظيفتها في الحركة، وتشمل الأعراض الإحساس بآلام في المفاصل، وبخاصةً عند تحريكها وفور الاستيقاظ من النوم. وتشمل أمراض المفاصل التهاب المفاصل غير الروماتويدي والتهاب المفاصل الروماتويدي والنقرس (داء الملوك).
ومن أهم أسباب الإصابة إجهاد المفاصل والشيخوخة والتغيرات الهرمونية، مثل نقص هرمونات الأنوثة بعد انقطاع الطمث، والعوامل الوراثية والكسور والحساسية والإجهاد النفسي والبدني واستعمال بعض الأدوية.
ومن الأمراض التي يصاب بها عدد كبير من الأفراد مرض هشاشة العظام، وتشير الإحصاءات إلى أن معظم الإصابات تحدث في العمود الفقري وعظام الرسغ والحوض، وترتفع نسبة الإصابة بهشاشة العظام في الخمس سنوات الأولى التي تلي انقطاع الطمث في النساء وبعد سن السبعين في الرجال.
ومن أهم أسباب هشاشة العظام- غير انقطاع الطمث والتقدم في السن- اضطرابات الغدد الصماء مثل زيادة إفراز قشرة الغدة فوق الكلوية والإصابة بمرض كوشنج Cushing`s والتسمم الدرقي وزيادة إفراز الغدة جوار الدرقية ومرض السكر.
ويؤدي نقص بعض العناصر الغذائية وزيادة بعضها دورًا في الإصابة، فمن أهم الأسباب نقص الكالسيوم الذي يحدث بسبب الإقلال من تناول الأغذية الغنية بهذا العنصر (اللبن ومنتجاته والخضراوات والبقول واللحوم والأسماك) ونقص فيتامين د، بسبب عدم تناول الأطعمة الغنية به أو الإقلال منها (يوجد بوفرة في الأسماك وزيت السمك والزيوت النباتية واللبن ومنتجاته، ويتكون في الجسم بالتعرض لأشعة الشمس)، يسبب النقص في الكالسيوم وفيتامين د، الذي يساعد على امتصاص الكالسيوم انخفاض نسبة الكالسيوم بالعظام والإصابة بالهشاشة.
أغذية بناء العظام:
ومن العناصر الغذائية اللازمة لبناء العظام فيتامين أ (الجزر وزيت السمك والزيوت واللبن ومنتجاته) وفيتامين ج (الموالح والجوافة). وفيتامين ب6 (الحبوب والأسماك والموز وفول الصويا)، وب12 (اللحوم والأسماك والدجاج ومنتجات الألبان)، وفيتامين حمض الفوليك Folic acid (الفول والسبانخ والبرتقال)، وفيتامين ك (الخضراوات).
ويفيد في بناء العظام أيضًا، بالإضافة إلى الكالسيوم، الماغنسيوم والنحاس والمنجنيز والفوسفور والزنك.
وهناك عناصر غذائية أخرى تساعد في تكوين العظام، مثل البروتينات والأحماض الدهنية، وخاصةً أحماض أوميجا 3، وأوميجا-6 (في الأسماك وزيت السمك والزيوت النباتية وزيت زهرة البيع).
وقد تؤثر بعض الأطعمة والمشروبات تأثيرًا سلبيًا في صلابة العظام، حيث يكون الإفراط في تناولها سببًا من أسباب هشاشة العظام.
فلقد تبين أن الإفراط في تناول اللحوم يسبب زيادة في فقدان الكالسيوم عن طريق الكلية، وهذا ما تؤكده الدراسة التي أجريت على عدد كبير من النساء النباتيات اللائي يتناولهن الألبان والبيض ولا يتناولن اللحوم، حيث تبين أنهن يفقدن 18٪ من كتلة عظام الجسم على مدى 20 عامًا، أما النساء اللائي يتناولن اللحوم فإنهن يفقدن نحو 35٪ من كتلة العظام.
ويعتبر تناول الأطعمة التي تحتوي على نسب مرتفعة من الصوديوم أو ملح الطعام سببًا من أسباب فقدان الكالسيوم عن طريق الكلية، والإصابة بالهشاشة، ويؤدي الإفراط في تناول السكر إلى نفس النتيجة.
ويؤدي الإفراط في تناول المشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من الفوسفور والمشروبات المحتوية على الكافيين إلى زيادة احتمال الإصابة بهشاشة العظام، حيث تبين أن الأفراد الذين يتناولون أكثر من ثلاثة فناجين قهوة في اليوم تزداد فيهم الإصابة بنسبة 85٪.
ويعتبر تلوث الهواء والماء والغذاء بالمعادن الثقيلة مثل الرصاص والكالسيوم والألومنيوم من أسباب الإصابة بهشاشة العظام.
وهناك أسباب أخرى مثل انخفاض حموضة المعدة في مرحلة الشيخوخة (الحموضة تساعد على امتصاص الكالسيوم) وتناول نوعيات من الأدوية مثل بعض المضادات الحيوية والكورتيزون ومشتقاته والمنومات ومضادات الصرع، والتدخين وعدم ممارسة الرياضة البدنية.
ولذلك فإن من أهم أسباب الوقاية من هشاشة العظام تناول العناصر الغذائية التي أشرنا إليها، والإقلال من تناول الأطعمة والمشروبات التي تعجل بالإصابة، والإقلاع عن التدخين والاهتمام بممارسة الرياضة البدنية.
ومن الأعشاب التي تعالج هشاشة العظام:
· عشب أسنان الأسد، هندباء برية (الطرخشون Dandelion)، وتستخدم خلاصات هذا العشب على هيئة قطرات جرعتها من 10-15 قطرة قبل كل وجبة لتحسين امتصاص الكالسيوم والعناصر المعدنية في الجهاز الهضمي، وبالتالي الوقاية من هشاشة العظام.
· عشب ذنب الخيل: Horsetail: أثبتت الدراسات أن تناول عشب ذنب الخيل على هيئة شاي يوميًا يفيد في زيادة الكثافة العظمية في مرضى هشاشة العظام.
· المريمية: يفيد تناول الميريمية على هيئة شاي يوميًا في الوقاية من هشاشة العظام وبخاصة بعد انقطاع الطمث، كما تفيد في تأخير الشيخوخة.
· فول الصويا: أظهرت البحوث الحديثة أن فول الصويا يحتوي على مركبات تسمى الاستروجينات النباتية Phytoestrogens، وهي مركبات ثبتت فعاليتها في الوقاية من هشاشة العظام في النساء بعد انقطاع الطمث، كما تفيد في علاج الهبات الحرارية Hot Flashes في هذه المرحلة، ولتحقيق هذه الفائدة ينصح بتناول الصويا بمقدار 45 جرامًا يوميًا.
أ.د.عز الدين الدنشاري /أستاذ الأدوية والسموم
كلية الصيدلة، جامعة القاهرة