الليكوبين النباتي هو أكثر مركبات الكاروتينويد وجودًا في نسيج الخصية لدى الذكور، ويتركز بصفة أساسية في غدة البروستاتا، وله دور مهم في صحة وسلامة هذه الغدة العزيزة على الرجال.
وقد وجد أن سرطان البروستاتا أكثر حدوثًا لدى الذكور الذين يقل في أبدانهم الليكوبين. وبالتالي فإن الذكور الأكثر إقبالًا على تناول أغذية الليكوبين أقل عرضة للإصابة بهذا الداء الذي يعد المرض الثاني الأكثر شيوعًا وفتكًا بالذكور من بين أنواع السرطان. ويبلغ أقصى درجات انتشاره فيما بين سن السبعين والثمانين، وتبدأ أعراضه بصعوبة متزايدة في التبول مع قلة في شدة اندفاع تيار البول وكميته. ويأتي في أعقاب ذلك صعوبة تفريغ المثانة التي يتبقى بها قدر أكبر من البول رغم التبول الذي يصير في النهاية لا إراديًا. وتكمن خطورة هذا الداء في تضاعف أعداد المصابين به على نحو مثير.
إن مرضًا على هذه الدرجة من الخبث يستوجب البحث عن دروع مناسبة للحماية. ولحسن الحظ فإن الغذاء الأغنى بالليكوبين كالطماطم والبطيخ يبدو مدافعًا من الطراز الأول ومحاربًا عدوه الأثيم. وذلك بسبب قوة الليكوبين كمضاد للتأكسد. وقد تأكد ذلك من خلال بحوث تجريبية أظهرت أن رجالًا حصلوا على 6.5 ملليجرامات ليكوبين أو أكثر يوميًا قلت لديهم فرصة الإصابة بالسرطان بنسبة 21% موازنة بالذين حصلوا على قدر أقل، فضلاً عن قدرة الليكوبين على إنقاص مستويات أنتجين البروستاتا النوعي، الذي يكشف وجوده بالدماء عن خطر سرطان البروستاتا.
على أن دراسة تمت في جامعة هارفارد على 48 ألف رجل واستمر متابعتها لمدة 6 سنوات، أظهرت أن الرجال الذين يأكلون ما بين 4 و7 وجبات أسبوعيًا تتضمن الطماطم ومنتجاتها تقل لديهم فرصة الإصابة بسرطان البروستاتا بنسبة 20%، موازنة بمن لا يأكلون أي قدر منها. وأن الرجال الذين تناولوا عشر وجبات من أغذية الليكوبين أو أكثر أسبوعيًا قلت فرصة إصابتهم بهذا الداء إلى النصف.
د. فوزى عبدالقادر الفيشاوي – أستاذ علوم تكنولوجيا الأغذية