الصحة والغذاء

كيف نفرق بين الغث والسمين في الطب البديل؟

نستكمل الحديث عن الطب البديل ونتناول في هذا التقرير سبل تقنين الممارسات العلاجية التي تندرج تحت مظلة الطب البديل  ونحدد وسائل التفريق بين الغث والسمين منها،  من خلال طرح أسئلة على عدد من المختصين .

عالم الغذاء: هل ترون أن هناك اختراقًا لمنظومة الطب البديل؟ وما  أبرز هذه الخروقات؟

د.عبدالله البداح استشاري طب الأسرة والمجتمع: بالطبع هناك اختراقات كبيرة للطب البديل وقد يكون من أبرزها ما يحدث في معاهد التجميل والماكياج وهي معاهد خاصة تأخذ تراخيصها من مؤسسة التعليم المهني حيث توجد بعض المقررات في هذه المعاهد تدعي الكوزماتيك وهي تتحدث عن الأساليب الطبيعية للتجميل. كما تستخدم بعض المشاغل خلطات طبيعية بشكل كبير ويجب أن يكون هناك رقابة من وزارة الصحة على مثل هذه الخلطات.

د.عبدالله القشيري: أعتقد أن كثيرًا من الممارسين يأتون من الخارج ويستخدمون المستهلكين كحقول تجارب. وهناك اقتحام لمجال الطب البديل من قبل غير المختصين في ظل غياب الوعي والرقابة والضوابط فحتى الآن لا يوجد قانون صارم يحاكم الدخلاء ومن أمن العقوبة أساء الأدب.

عالم الغذاء: هناك دعايات مكثفة في وسائل الإعلام لبعض ممارسات الطب البديل رغم عدم ثبوت فعالياتها علميًا.. فهل تعتقدون بأهمية وجود دعاية مضادة تواجه هذه الدعايات؟

د.البداح: لا نستطيع أن نقوم بهذا الأمر في الوقت الحالي؛ لأننا نخشى من نسف الممارسة بشكل كامل خاصة أن تشريح الممارسة لمعرفة النافع والضار منها يحتاج إلى أبحاث كبيرة ومكلفة.

عالم الغذاء: في ظل هذا الوضع.. كيف يمكننا أن نفرق بين الشخص المختص والمدعي؟

د.البداح: لابد أن يعلم القارئ أولاً أن من حقه عند الذهاب إلى أي مختص أن يسأل عن خبرته ومرجعيته وأن يكون هناك ترخيص في مكان واضح لممارسته وطرق علاجه وأن يتحرى عن نوع الخلطة أو المركب الذي يتعاطاه خاصة أننا نعيش الآن في ظل ثورة معلوماتية هائلة ويمكننا أن نعرف الكثير عن كل شيء.

عالم الغذاء: نسأل عن حجم مساهمتنا البحثية في مجال الطب البديل؟

د. القشيري: في حقيقة الأمر، نعاني في المملكة العربية السعودية والعالم العربي عمومًا  إشكالية كبيرة تتعلق بالطب البديل وممارساته؛ فمازلنا للآن في وضع المتلقي أي أننا نأخذ ما يتوصل الآخرون إليه من أبحاث ودراسات في مجال الطب البديل. وهذا راجع – من وجهة نظري- لعدة أسباب منها: قصور البحث العلمي في مجال ممارسات الطب البديل سواء في جامعتنا أو مراكزنا التخصصية.

د.نادية عبدالعزيز العيسى: أتفق مع الدكتور القشيري في أننا ما زلنا نمارس دور المتلقي فيما يتعلق بالطب البديل وممارساته رغم أن بعض ممارساته لها أصل في تراثنا وعقائدنا.

وفي هذا الصدد، أؤكد على حاجتنا لإجراء الكثير من الأبحاث كي نثبت فعالية هذه الممارسات. على سبيل المثال، لا يمكن أن نأخذ مثلاً الحبة السوداء ونعالج بها لمجرد ذكر فوائدها العلاجية في الطب النبوي؛ فلكل نبتة مقادير معينة وفوائد وأضرار. وقد قامت إحدى الباحثات السعوديات بأبحاث ودراسات كبيرة ومتعمقة على الحبة السوداء في السويد، استغرقت ثلاث سنوات لإقناعهم بإجراء هذه الأبحاث وقد نشرت ثلاثة أبحاث أثبتت أن للحبة السوداء فاعلية مقارنة بعلاجات أخرى في مجال تحفيز المناعة.

نشر التقرير في مجلة عالم الغذاء /النسخة الورقية 2008م

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم