أضافت القارة الجديدة التي وطئها كولومبس إلى (منيو) الدنيا الشوكولاته, طبعًا إلى جانب الطماطم والبطاطس, وبغض النظرعن العادات الغذائية السيئة التي جلبتها الرحلة الجريئة مثل التبغ, فإن مكاسبي – الشخصية – ومع شديد احترام لجهود ونصائح السادة خبراء التغذية واختصاصيي الحمية وأطباء الصحة العامة وسير كل عارضات الأزياء تتمثل في هذا السائل البني اللذيذ الذي يمنح البهجة والسعادة والإحساس بالتفاؤل ويعيد المرء إلى سني الطفولة والصبا والبدايات. قدراليابانيون لسليل شجرة الكاكاو – وهم دوما خير من يقدر - تلك الميزة فمنحوا منتج (نستله) الشهير (كيت كات) اسمه المنحوت من لغتهم، والواشي بالبشر والفأل والحظ الطيب.
وحينما حلت الممثلة الفرنسية الجميلة جولييت بينوشيه في فيلمها الشهير (شوكلاته) بالقرية الرتيبة والكئيبة غيرت طبيعة سكانها ومشاعرهم عبر متجرها الصغير الذي يبيع الشوكولاته بجهود إضافية من ابنتها الصغيرة. وعندما عادت (كادبوري) الإنجليزية بعد سنوات من المقاطعة الرسمية العربية كان منتجها الهش (فليك) أكثر ماتجاوزت به الشركة العملاقة سنوات العزلة في بلاد العرب، في حين تسيدت صفيحة (الراونتي ماكنتوش) الدائرية بقطعها الصغير المغلفة بالألوان الزاهية المشهد إذ لازال أبناء جيلي يحسون ويلحسون حلاوتها في سقف حلوقهم بعد جولات قتال طفولي للحصول على القطعة الزهرية، ولما ملأت الغيرة سويسرا من بلجيكا بسبب تاريخها(الشيكولاتي) الفاخر أنتجت(توبلير – ون) بمثلثاته المميزة المستوحاة تصميمًا من سلسلة جبال الألب، أما الفرنسيون فقد أضافوا لمستهم المميزة عن طريق الحشوات الدائرية لذلك تمسك المصريون باسم (البون بون) اختصارًا مستذكرين لمسة فاخرة من أزمنة بعيدة.
سامي الفليح
