الصحة والغذاء

المطبخ الجازاني.. فنون ومهارات وأسرار

جازان.. التنوع المدهش

تتميز منطقة جازان بالكثير من العادات والتقاليد الجميلة والمدهشة والأصيلة التي تعكس طبيعة الإبداع لدى أهلها في منطقة تميزت بالثقافة والأدب والتفوق العلمي وغيرها من المجالات الإبداعية.

مجال خاص جدًا

بالإضافة لذلك تكتنز هذه المنطقة موروثات قيمة جدًا، ولعلنا اليوم نخوض في مجال خاص جدًا لدى أهلها، وهو لديهم مميز جدًا خصوصًا في المواسم والمناسبات والأعياد والأفراح، وهو مجال العادات والتقاليد المتعلقة بالأكلات وخصوصًا الشعبية والتراثية، حيث تكتظ المائدة الجازانية بالكثير من الأكلات الشهية والخاصة بالمنطقة وهي غذائية جدًا ومفيدة للغاية.

كما أن الموقع الجغرافي وتنوعه ما بين الجبلي والسهلي والشاطئ كلها ساهمت في تنوع مذهل في هذه الناحية.
وبالرغم من الازدهار الاقتصادي الذي تتمتع به المنطقة كغيرها من المناطق السعودية، إلا أن أهلها لا يستطيعون الاستغناء عن هذه الأكلات التقليدية، حيث تجدها دائما في مناسباتهم التي تجمع عددًا كبيرًا من الناس كمناسبات الختان والأفراح والأعياد، حيث تعتبر تلك الأطباق أساسية في إكرام الضيوف، كما تعتبر من الأطباق الرئيسية في الوجبات اليومية.

أطباق جازان تتبع أهلها أينما حلوا، فقد انتقلت إلى العديد من المناطق الأخرى في السعودية وأصبحت لها مطاعم اشتهرت بها في المدن الكبرى مثل الرياض وجدة والدمام والمدينة المنورة وغيرها.

ويحرص أهل جازان على إبراز أطباقهم المميزة في المواسم والاحتفالات والمهرجانات الكبرى، حيث تشهد هذه المناسبات زخمًا وثراء من هذه الأطباق الشعبية المشهورة وتقوم كل محافظة بتقديم أطباقها الشعبية المشهورة للزوار.

بساطة وغنى

المطبخ الجازاني بسيط الأدوات لكن غني بالتجربة الإنسانية حيث تمتاز المرأة الجازانية بمهارتها الفائقة في إعداد الأكلات وحرصها على رضا أسرتها في هذا المجال.

 ولذا تحرص كل أم أن تكون بناتها وقبل الزواج ملمات بالكثير من الأسرار.

وقد تطورت معدات المطبخ في الفترة الأخيرة كثيرًا بعد أن كانت في الماضي تعتمد على استخدام الأدوات الفخارية والخزفية والتنانير البدائية.

ومن قبل كانت الأمهات والجدات يطبخن جميع أنواع الأكل دون الحاجة لمساعدة أي شخص آخر، ويخبزن ويطبخن مع تشابه الطبخات وأنواع الأكلات في معظم البيوت، وبعضها كما أشرنا يستخدم في طبخه الحطب من نوع الخشب الكبير، فيما يستعمل الخوص أحيانًا للخبز، وأما الخبز الخمير الذرة فيخبز في الميفا (التنور) الذي تجده في كل المنازل، وهو يمثل الفرن الحقيقي في البيت القديم وتطبخ فيه أشياء كثيرة مثل الخبز وعيش الذرة بأنواعه واللحم الحنيذ ومغشات اللحم في القدر الحجري، وغالبًا ما يكون الميفا مصنوعًا من الفخار ويثبت في الأرض بالطين، والبعض يستخدم الأسمنت في تثبيته أيضا ويكون حوله سور أو سياج لمنع تيارات الهواء، ومكان مخصص للحطب .

أما المغش ويسمى بعضه بــ(المدول) فهو إناء حجري يوضع به اللحم والماء والبهارات وقليل من الخضراوات مثل الجزر والبطاطس والطماطم والبصل ويوضع في التنور لمدة زمنية تتراوح بين ساعة أو ساعتين، ومن ثم يخرج من التنور (الميفا)، ويقدم حارًا شهيًا لذيذًا بالمرق واللحم، ويتناول مع أقراص الخمير أو اللحوح أو الدقيق. ومن أشهر الأدوات قديما وحديثًا في الأكل الشعبي في مطبخ جازان إناء (الحيسية) وهو إناء من الفخار تعجن به أقراص الخمير أو البر.

أشهى الأكلات

في المطبخ الجازاني أصناف كثيرة من الأكلات الشهية والتي تتميز بخصوصية وشعبية جارفة ومن أشهرها:

المغش: ويشتق اسمه من اسم الإناء الذي توضع فيه الأكلة، وهو مصنوع عادة من الحجر يأخذ شكل القدر الصغير، ويطبخ فيه اللحم في التنور، يحتوي بالإضافة إلى اللحم بعض الخضار، كالكوسا والبامية والطماطم، والبطاطا، ويرش غالبًا عليه قليل من الماء والبهارات حسب الرغبة مع ضرورة ملحه، وبعد ساعة تقريبًا يخرج من التنور (الميفا) ليقدم مع العيش أو الأرز ساخنًا.

المرسة: وهي من أشهر الأطباق في المنطقة على الإطلاق، ولها عناية خاصة، وفي الطريقة الشعبية الأصلية يستخدم فيها الدقيق المعصود أو المفتوت والممزوج مع الموز البلدي (الموز الأخضر الجبلي) إن أمكن والمرشوش بالعسل اليمني ويفضل عسل السدر مع السمن البقري. وهو طبق مشهور على مستوى المنطقة يؤكل عادة قبل على الغداء وقبل البدء في أكل أي شيء آخر، وهي وجبة أساسية للضيوف
 العيش أو الخمير (خبز الذرة): وجبة بلدية مشهورة على مستوى المنطقة تتكون من الحب (الذرة الرفيعة) المطحونة على (المطحنة) بشكل جيد، ويخمر بعدها في إناء يقال له (مخمار) بعدها يخبز في التنور ويقدم ساخنًا. ومنه نوع موسمي شهير يسمى الخضير والفرق بينهما أن الخمير يطحن فيه حب الذرة بعد أن اليباس التام، أما الخضير فيطحن وهو مازال طريًا أخضر.

العزبة: وهي أكلة تتكون من خبز الذرة (الخمير) بعد تفتيته ويطبخ على نار هادئة، وتؤكل مع اللبن (الحقنة) البلدي.

المفالت: أكلة جيدة غذائيًا تتكون من الحليب والدقيق الأبيض أو دقيق القمح ويغلى الحليب على النار ويوضع فيه الدقيق بقدر الحاجة، ويقدم محلى أو بدون سكر أو العسل ثم تحرك العجينة على النار حتى تنضج.

الثريث: يتكون من الحليب وخبز الذرة الحلو الذي لا توضع عليه الخميرة حيث يوضع الحليب على النار حتى يغلي ثم يفت الخبز في الحليب ويوضع عليه السكر ويقدم ساخنًا.

الهريسة: تتكون من الحبوب (القمح) ولحم وحبوب الدخن تطبخ في تنور الميفا وتقدم ساخنة على الغداء.

الزومة: تتكون من الدقيق على شكل صومعة وهو الشكل الذي تأخذه في الإناء عند أكلها مع السمن والعسل أو السكر.

العصيدة: تتكون من الدقيق المعجون بالماء الحار مع السكر أو العسل والسمن البقري البلدي.

 الجزايري: وهي وجبة تتكون من السمك المالح المطبوخ مع الماء وهو لذيذ جدًا مع طبق المرسة، ومشهور أيام الأعياد.

المحشوش: وهي أكلة موسمية من اللحم المقطع قطعًا صغيرة والمطبوخ بزيت الشحم ويكون من ذبيحة عيد الأضحى، حيث يقطع باقي اللحم قطعًا صغيرة ويعزل اللحم عن الشحم ويطبخ في إناء (قدر) كبير الحجم يوضع أولًا
الشحم حتى يصبح زيتًا ثم يوضع عليه اللحم حتى ينضح ولا يحترق ويبهر بالقرفة والتوابل الأخرى.

المرزوم: يتكون من خبز الدخن المفتوت جيدًا ومغلي الرائب المبهر بالفلفل والشطة، ويعصد على النار حتى يتماسك جيدًا ومن ثم ينزل ويوضع في صحن ويبقر في وسطه شبه حفرة يصب فيها سمن للائتدام. الحنيذ: وهي وجبة رئيسية من اللحم الذي يوضع بعد تمليحه وتبهيره ويفضل أن يكون قطعًا كبيرة في التنور (الميفا) لينضج جيدًا.

إعداد: محمد عطيف

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم