ما النصائح التي يقدمها الأطباء للآباء والامهات لتحسين نوعية تغذية أطفالهم ووقايتهم من مرض السرطان؟
د.رشود الشقراوي: ما يقدم للطفل من أغذية وطريقة تجهيزها له تأثير على حياته بعد البلوغ؛ لذا يجب أن تكون تغذية الطفل بعد الفطام، معتمدة على الأطعمة الطازجة قدر الإمكان، وأن تكون متنوعة؛ بحيث تشمل كل العناصر الغذائية التي تساعد على النمو بالكميات المناسبة.
ولا يحب الأطفال بصفة عامة تناول الخضراوات والفواكه، رغم أهميتها لصحتهم، كما أنها تساعد بما تحويه من مواد مضادة للأكسدة على مكافحة الشوارد الحرة التي تؤدي دورًا في الإصابة بالسرطان. لذا يجب على الآباء اتباع تكتيكات معينة لتشجيع أطفالهم على تناول الخضراوات والفواكه، ومنها: توفير الأغذية الصحية مثل الخضراوات والفواكه أمام الأطفال على مدار اليوم؛ بحيث يتناولونها في أي وقت يرغبون. كما يجب أن يكون الآباء قدوة لأطفالهم، وذلك بان يتبعوا أنماط غذائية صحية، أو على الأقل لا يمارسون سلوكياتهم الغذائية غير الصحية أمام أطفالهم. على سبيل المثال
إذا كان الأب يحب تناول المشروبات الغازية، فيجب ألا يتناولها أمام أطفاله.
د. فهد الخضيري: نؤكد ضرورة أن يكون للوالدين دور، وألا يتركوا الطفل يتناول طعامه وفقًا لمزاجه الشخصي. يجب أن يكون هناك نظام غذائي صارم في المنزل، وأن يتم حظر دخول الأطعمة التي تمنع الطفل من تناول الغذاء الطبيعي، مثل أغذية الجانك فوود؛ لأنها تجعل الطفل يرفض الأغذية الصحية.
يجب أن يمنع الآباء أطفالهم، من تناول الحلويات ذات المحتوى العالي من السكريات، والألوان الصناعية؛ فهذه الألوان مواد معقدة يستغرق هضمها في الجسم نحو 13 ساعة، فيبقى الجسم معرضًا لتأثيرها الضار فترة طويلة.
أنا شخصيًا أمنع أطفالي من تناول الآيس كريم، والحلويات الملونة، والوجبات السريعة إلا يوم الأربعاء من كل أسبوع؛ حيث أصطحب الأطفال وأعشيهم في أي مكان، وأسمح لهم بتناول الآيس كريم، لكن أفرض عليهم نظامًا غذائيًا صارمًا بالمنزل باقي أيام الأسبوع.
يجب أن يضحي الآباء، ويخصصوا جزءًا من وقتهم لمتابعة تغذية أطفالهم، لا أن يتركوا الأمر برمته على عاتق الخادمات. هل تعلموا يا سادة، أن كثيرًا من أطفالنا يعانون سوء التغذية، وبمعدلات قد تفوق بعض الدول الإفريقية التي تعاني المجاعات؛ فكثير من أطفالنا، يعانون من السمنة وهشاشة العظام في نفس الوقت. ونشير في هذا الخصوص، إلى أن سوء التغذية يحدث في بعض دول إفريقيا، نتيجة عدم توفر مصادر الغذاء. لكن بلادنا ولله الحمد عامرة بمختلف أنواع الأطعمة والمشروبات، ومع ذلك فإن غذاء أطفالنا غير منوع وغير متكامل؛ فمعظمه شوكولاتات وشيبسيهات وحلويات فقط، لا يوجد حليب ولا خضار ولا معادن ولا ألياف.
د. حسن القعود: أشير في هذا الخصوص، إلى أن كثيرًا من الآباء يشدد على ضرورة تناول الطعام في المنزل؛ لضمان تناول غذاء صحي. لكنني أعتقد أن إعداد الطعام في المنزل، ثم الخروج في نزهة، وتناوله خلالها، لا يخل بقواعد الغذاء الصحي، وإنما يفتح شهية الأطفال لتناول الطعام. وعندي ملاحظة كذلك، تتعلق بطعام أطفالنا في المدارس، فقد منعت المدارس على سبيل المثال بيع المشروبات الغازية في المدارس، لكنها لم تقدم بدائل صحية محببة للطفل. لذا أرى ضرورة تقديم بدائل غذائية صحية ومحببة للطفل للأغذية الضارة التي يحبها الأطفال، أو على الأقل أقل ضرراً من غيرها.
أنا شخصيًا أعد الآيس كريم وغيره من الوجبات السريعة التي يحبها الأطفال في المنزل لكن بمكونات صحية، ويقبل أطفالي على تناولها.
إجلال الجلالي: أؤكد أن دور المدرسة مهم جدًا. وأروي في هذا الخصوص واقعة عايشتها بنفسي؛ فقد كنت في زيارة لإحدى المدارس ، وتضم تلاميذ من المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، وكان جميع التلاميذ موجودين في صالة واحدة وعندما سألتهم حول من تناول إفطاره منهم، فلم يرفع يده سوى بنت صغيرة. فطلبت منهم إخراج الطعام الذي يحملونه في حقائبهم، فأخرج كل الطلاب أكياس رقائق البطاطس المقلية (الشيبسي). سألتهم حول من يتناول منهم غداءهم، فكان النتيجة أن النصف يتناول طعام الغداء، بينما لا يتناول النصف الآخر طعام الغداء مع أهلهم، وإنما ينامون بعد الرجوع من المدرسة وعندما يستيقظون يتناولون أكلات سريعة.
– كيف يمكن تغيير العادات الغذائية عند الآباء التي تنتقل بالضرورة إلى الأبناء؟
د. فهد الخضيري:هذا أمر مهم جدًا، وينبغي أن تقوم بالتوعية به جهات من قبيل هيئة الغذاء والدواء، ومختبرات الجودة والنوعية، وموظفو القطاع التوعوي الصحي، وعددهم قليل للأسف الشديد وجهودهم فردية.