(العكوب) من أبرز تلك الأعشاب الطبيعية التي تنمو بشكل طبيعي في فصل الربيع في مختلف المناطق السورية من البادية وحتى الجبال الساحلية، ذلك النبات الأسطواني الشكل الرفيع مع سماكة متوسطة، الأبيض اللون باستثناء قمته الشوكية الخضراء وذيله الترابي المغلف بأغشية نباتية تختلف ألوانها حسب المنطقة التي يظهر فيها، فالتربة الخصبة تهبه لونها البني فيما تعطيه التربة الرملية لونها الأصفر، إنه (العكوب) كما يطلق عليه الدمشقيون.
ويطلق عليه سكان الداخل السوري (السلبين)، حيث ينادي عليه باعة الخضار الدمشقيون بطريقتهم الفلكلورية المعروفة قائلين (أبيض وبايض يا عكوب الجبل)، الذي يعتبر من أجود وألذ ما تجود به الطبيعة بشكلها العذري، حيث اكتشفه الريفيون وسكان البادية السورية منذ أكثر من مئة عام، ورغم أشواكه الكثيرة قرروا اقتلاعه وتنظيفه من الأشواك وسلقوه على النار وطبخوه مع زيت الزيتون ووجدوا أنه ذو طعم طيب ومذاق لذيذ وبعدها انتشر في مطابخ دمشق وباقي المدن السورية، بطرق طبخ متنوعة إحداها (الزيت والثوم والليمون) وغيرها. ويكون السلبين القادم من التربة الحمراء والسوداء أجود وأغلى من القادم من التربة الرملية ويصعب قلع العكوب من التربة لوجود الأشواك ويجمع في أكياس ويرتفع سعره في بداية الموسم حيث يباع الكيلوجرام حسب جودته ما بين (2 – 6 دولارات أمريكية)، وفي منطقة الجزيرة السورية شمال شرقي العاصمة دمشق يطبخ مع البندورة بشكلها الطازج أو المعجون كما يمكن للمرأة أن تحتفظ بالعكوب في ثلاجتها المنزلية بعد انتهاء موسم أواخر الربيع لتستخدمه في موسم الصيف.
الجدير بالذكر أن التسمية العلمية للعكوب هي (كعوب الأباعر)، أما التسميتان المحليتان له أي السلبين أو العكوب، فيعتقد أنها جاءت من أنه ينسل ويخرج من بين الصخور والترب وتسمية (العكوب) يعتقد أنها جاءت من أنه نبات بري يخرج عقب هطول الأمطار فأطلق عليه العقوب حيث تحولت القاف إلى كاف فصارت (عكوب).
ويعتبر (العكوب) غنيا جدًا بالألياف لذلك هو مفيد للريجيم ومفيد لمرض القولون العصبي والإمساك المزمن ويساعد على الهضم.