ثمة أشياء تبدو في أعيننا بسيطة متواضعة القيمة.. لكن تأملها بعين الحكمة يكشف لنا عن كنوز ندوس عليها ونحن نمضي في طريقنا نحو المدنية مثقلين بالشحوم ومكتظين بالسكر ومكبلين معويًا ومعنويًا..
ومن تلك الكنوز التي أغفلها بصر الإنسان ولم تغفلها بصيرة النبوة.. كنز التلبينة!!
وهي حساء يُعمل من ملعقتين من دقيق الشعير بنخالته ثم يضاف لهما كوب من الماء، وتطهى على نار هادئة لمدة 5 دقائق، ثم يضاف كوب لبن وملعقة عسل نحل حر.
سميت تلبينه تشبيهًا لها باللبن في بياضها ورقتها.
وقد ذكرت السيدة عائشة، رضي الله عنها، أن النبي علية الصلاة والسلام أوصى بالتداوي والاستطباب بالتلبينة قائلًا: «التلبينة مُجمّة لفؤاد المريض تذهب ببعض الحزن». صحيح البخاري.
ومن المذهل حقًا أن نرصد التطابق الدقيق بين ما ورد في فضل التلبينة على لسان نبي الرحمة وطبيب الإنسانية وما أظهرته التقارير العلمية الحديثة التي توصي بالعودة إلى تناول الشعير كغذاء يومي؛ لما له من أهمية بالغة للحفاظ على الصحة والتمتع بالعافية..
ومن ذلك ما أثبتته الدراسات العلمية من فاعلية حبوب الشعير الفائقة في تقليل مستويات الكولسترول في الدم من خلال عدة عمليات حيوية.