الصحة والغذاء

لا فائدة من هذه الأقراص

الذين تعرضوا في السابق لسكتة دماغية ثم يتناولون الأدوية الحاوية على تراكيز عالية من الفيتامينات، من أجل الحد من كميات الهوموسستين في دمائهم، إن ذلك لا يعود عليهم بفائدة حيث لا يقيهم من سكتة ثانية.

ففي دراسة تمت على ما يزيد عن 3500 مريض، كان معدل حدوث سكتة ثانية أو مشاكل القلب أو الموت خلال السنتين اللاحقتين هي نفسها عند الذين حصلوا على كميات عالية من حمض الفوليك والفيتامين ب6 والفيتامين ب12 من جهة، وعند الذين تناولوا تراكيز متدنية من هذه الفيتامينات من جهة أخرى.

أما من حيث تأثير الهوموسستين هل تأكد تأثيره الضار على الجسم أم لا، فحسب التقرير الصادر في مجلة إتحاد الأطباء الأمريكان (JAMA)، فإن وجود كميات عالية منها ارتبط بالفعل بنتائج سلبية. فالذين كانوا الأقل احتواء لهذا الحامض الأميني في دمائهم في بداية التجربة كانوا أقل عرضة لسكتة دماغية ثانية لاحقًا، وبنسبة 10%، وكانوا أقل عرضة للموت، بإذن الله، وبنسبة 16%.

الدراسة كانت طويلة المدى حيث تم مراقبة هؤلاء المرضى بضع سنوات. وقد يجد القارئ بعض التناقض بين وجود الهوموسستين بكميات عالية في بداية المراقبة وتأثيرها الضار، ثم لا يكون لانخفاض كمياته فيما بعد أي تأثير نافع، خصوصًا مع وجود الفيتامينات التي تعمل على الحد من مستوياته.

 ويشرح الخبراء ذلك بقولهم: إنه قد يصعب تغيير التأثير الذي يتركه الهوموسستين (Homocysteine) في المراحل المتقدمة من العمر، وأنه يجدر بدء ذلك في العشرينييات من العمر ربما. فبحلول السنوات المتقدمة التي يصاب فيها الشخص عادة بتصلب الشرايين (من أسباب أمراض القلب والسكتة) يكون الوقت قد فات على تدارك الوضع.

للمعلومية فإن الهوموسستين يحوي الكبريت ويعتقد أنه يمارس تأثيره الضار على الشرايين بمهاجمة الغشاء المبطن الداخلي لها.

احتمال آخر لتفسير التأثير هو: أن طائفة من الناس أكثر عرضة للآثار الضارة للهوموسستين من غيرهم. وهذه الطائفة هي التي أظهرت التناقض هنا. هذا الاحتمال سينظر فيه الباحثون في بحوثهم القادمة.

على كل حال فإن تناول كميات كبيرة من الفيتامين الخارجي ليس وسيلة ناجعة للوقاية من سكتات الدماغ والقلب، بل تناول الطعام الحاوي عليه. وهذا ما أكده اتحاد القلب الأمريكي (AHA)، في تعليقه على النتائج. إذ يقول: لا ننصح بتناول حمض الفوليك والمقويات الفيتامينية بشكل واسع النطاق. بل ننصح باتباع نظام غذائي متزن يشمل 5 حصص على الأقل في اليوم من الخضروات والفواكه.

بالطبع لا ننسى التدابير الأخرى التي تقي من سكتات القلب والدماغ ومنها السمنة والتدخين.

مجلة الجمعية الطبية الأمريكية (http://jama.ama-assn.org)

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم