الصحة والغذاء

البنات وأوهام زيادة الوزن.. مظاهر كاذبة

  وكأنه لا يكفيهن ما هن فيه من قلق في سن المراهقة فإن هناك شيئًا إضافيًا يزيد من هذا الإرهاق (النفسي) الذي هن فيه.

  فالذي يبدو الآن هو أن المراهقات يقلقن على أوزانهن كثيرًا، في الوقت الذي لا يوجد ربما ما يستوجب هذا الخوف والقلق في واقع الأمر. ويبدو أن المسألة تدور كلها حول المظاهر.

وجدت دراسة قام بها باحثون من جامعة ديليوير (University of Delaware) أن المراهقات إذا طلب منهن تحديد الشكل الذي يطابق شكل أجسامهن، من مجموعة أشكال فراغية معروضة أمامهن، فإنهن يخترن أشكالاً هي أثقل من أوزانهن الحقيقي وبمعدل 11 رطلًا، في حين كانت هناك زيادة في أوزانهن عن الوزن المثالي لا يزيد عن 3 أرطال.

الدراسة تقول إن البنات بطبعهن يردن أن يخسرن من وزنهن. فهن يشاهدن التلفاز ويعتقدن أن الكاميرا تضيف على وزنهن الحقيقي 10 أرطال على الأقل. الكاميرا ليست مسلطة عليهن ولكنهن يرين أنفسهن أثقل من وزنهن الفعلي (بمقدار هذه الأرطال العشرة مثلاً) وكأنهن آلة التصوير بالفعل مركزة عليهن.

البحث نشرته المجلة الأمريكية للسلوكيات الصحية (American Journal Of Health Behaviour)، إذ يقول، إن البنات يعشن في مجتمع يكيفهن أن ينظرن إلى أنفسهن بطريقة معينة. والذي يطلع على أبحاث مماثلة يرى أن البنات يتكلمن عن ضغوط اجتماعية (مظاهرية) يفرض عليهن أن يتخلصن من (المنحنيات) الإضافية في أجسامهن. بل إنهن يعتقدن أن النحافة تورث السلطة في المجتمع (الغربي على أقل تقدير). وكل ذلك يكيف من نظرة البنات إلى أنفسهن.

بين البنات والأولاد

التصور الخاطئ عن المظهر هي مشكلة منفصلة عن المشاكل الصحية التي ينتجها زيادة الوزن (وكأنها مسألة المظهر مقابل المضمون). وتبلغ مسألة (التصور الخاطئ ومسألة المظهر) عند البنات مبلغًا أن بعضهن يتصورن أن وزنهن يفوق الوزن الطبيعي بمراحل، حتى إنهن يمارسن رياضة إلزامية أو يستعملن المسهلات أو يجوعن أنفسهن عمدًا، للتخلص من هذا الوزن الزائد (الكاذب).

الدراسة أجريت على أكثر من 170 مراهقًا، ما بين الثالثة عشرة والسابعة عشرة، كشفت على التفصيل أن معدل الوزن الذي تصورت البنات أنه وزنهن الحقيقي هو 141 رطلاً، وهو يزيد حتمًا عن وزنهن الفعلي على الميزان الذي بلغ بالمعدل 133 رطلاً فقط. أما الوزن المثالي لهن وبالمتوسط فكان 130 رطلاً.

 من جهة ثانية، فإن الذكور تصورا أنفسهم أيضًا أثقل من وزنهم الحقيقي، ومن واقع اختيارهم للأشكال التي تمثل أوزانهم. ولكن الفرق، حسب استنتاجات الباحثين، أنهم إنما فعلوا ذلك لأنهم يريدون بالفعل أن يكونوا أثقل وزنًا وعضلًا مما هم عليه، عكس ما تريده البنات.

مرحلة خطيرة

الباحثون هنا، وعلى وجه العموم، يراودهم قلق شديد جراء هذه النتائج التي تؤكد أن البنات يراودهن الخوف من السمنة والوزن الزائد في سن مبكرة للغاية، لا تتجاوز السنة الحادية عشرة هذه الأيام.

ففي دراسة ميدانية أجريت سنة 2007 في مدينة جلاسكو الإسكوتلندية مثلاً، تم استطلاع أكثر من 2000 من البنات والأولاد في سنواتهم التي تسبق المراهقة، ووجدت أن نسبة الذكور، بين الحادية عشرة والخامسة عشرة، الذين يراودهم قلق من زيادة وزنهم انخفض من 30% إلى 23%. أما بين صفوف البنات فارتفعت النسبة من 40% إلى 70%، في نفس الفترة الزمنية ونفس الأعمار تقريبًا.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم