الصحة والغذاء

المراهقة.. مرحلة التحدي والفرص

وضعت منظمة الصحة العالمية عدة تعريفات لمرحلة المراهقة منها ما يلي:

– المراهق: هو الفرد ما بين السنة العاشرة والتاسعة عشرة.

– المراهقة المبكرة التي تكون في العمر (10-14)، أما المراهقة المتأخرة فتكون في عمر (15-19).

– فترة الشباب: ما بين السنة العاشرة والسنة الرابعة والعشرين من العمر.

– فترة المراهقة: ما بين بداية البلوغ إلى سن الزواج/ الحمل والولادة.

– فترة التحول ما بين الاعتماد الاجتماعي والاقتصادي الكامل إلى مرحلة الاستقلالية النسبية.

ومن هنا يظهر أن هناك عوامل عديدة تدخل في تحديد المرحلة، وربما يصعب ضبط بعضها في كل المجتمعات خاصة التعريفين الأخيرين. 

وبغض النظر عن التعريف المناسب للمرحلة، إلا أنها وبحق مرحلة التحدي والفرص المتزايدة؛ فالمراهقة تشكل مستوى جديدًا من النمو الكبير والتغير السريع والتطور الجسماني والنفسي والاجتماعي.. لذا فإن تقديم الرعاية الصحية للمراهقين يشكل نوعًا من التحدي حيث يبدون في ظاهر الأمر غير محتاجين لهذا الأمر بينما هم فعلاً محتاجون لرعاية صحية واجتماعية ذات نوعية معينة وشاملة.

إن هذه الفئة الغالية علينا جميعًا تمثل أمام المهتمين مرحلة القوى الكبيرة والفرص المتعددة وذلك لعدة أسباب منها أنهم قوة كمية؛ فهم يمثلون خمس سكان أي مجتمع، وبلغ عددهم في العالم العربي وحده 31 مليون (عام 2000م)، ويتوقع أن يصل العدد إلى 41 مليون في عام 2020م بإذن الله.

كما أن الشباب قلبوا الموازين السكانية للبشرية؛ حيث ازدادت نسبة سكان العالم ما بين سن 15- 24 بمعدل 66%، وفي المقابل كانت الزيادة لجميع الأعمار للسكان 46%. ويلاحظ أن نسبة الشباب تزداد في الدول النامية، وتقل في الدول المتقدمة.  

وفضلاً عما سبق، فإن الشباب يشكلون قوة اقتصادية؛ فهم يشاركون في مجتمعاتهم وأسرهم بصورة واضحة كقوة عاملة. ولهم حق المشاركة لبناء مستقبل واعد للجميع وحق المشاركة في كافة القضايا التي تهمهم وتهم المجتمع وحق الاحترام لحريتهم في التعبير عن أنفسهم.

وأخيرًا يعد الشباب أساس صحة المستقبل؛ لأنهم سن التكوين، كما أن معظم أسباب الوفيات لدى البالغين أصلها في سن المراهقة بل إن 70% من الوفيات المبكرة سببها سلوكيات لدى سن المراهقة.

إن ما يتعلمه المراهق ويعتاده في سن المراهقة ليس من السهولة تغييره والقضاء عليه، كما أن كثيرًا من السلوكيات الخاطئة التي يتبناها الإنسان كالتدخين والمخدرات والعلاقات غير الشرعية كثيرًا ما تكون انطلاقة شرارتها في هذه المرحلة، ومن النادر أن نرى من يبدأ مثل تلك السلوكيات المرفوضة شرعًا وعرفًا وذوقًا قبل أو بعد تلك المرحلة. كما أن تلك السلوكيات المنحرفة والتغيرات تؤثر سلبًا على نظرة الفرد لذاته وثقته بنفسه مستقبلاً.

إضافة إلى أن هذه المرحلة لها مشكلاتها الصحية الخاصة بها كالبدانة ورهاب النحافة وسوء التغذية والحوادث وغيرها.

إن العناية بصحة المراهقين ضرورة لابد منها لأن صحة المراهقين تشكل تناقضًا، فهم أكثر الفئات العمرية صحة، وفي نظر الجميع أن الموت يبدو أنه بعيد عنهم ولا يمكن أن نفكر فيه! ولذا فحظهم في الرعاية الصحية أقل، إلا أنهم على حافة الخطر، بل هم في مكمن الخطر.

إن فترة المراهقة تحتاج إلى فهم أعمق وتعامل خاص من جميع الجوانب العضوية والنفسية والعاطفية والروحانية والاجتماعية.

د. محمد بن عثمان الركبان – أستاذ طب الأسرة

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم