إن الترويج لسلامة الأغذية يُحدث فرقا. فبفضل الجهود التي يبذلها صانعو السياسات، والسلطات المعنية بسلامة الأغذية، والمزارعون،ومشغلو الأعمال التجارية في مجال الأغذية، والطهاة، والعلماء، والمدرسون والتلامذة والمستهلكون، يزيد مستوى الوعي بسلامة الأغذية. وقد سجلت الاحتفالات الأربعة باليوم العالمي لسلامة الأغذية التي أقيمت حتى الآن زيادة في عدد الأنشطة وتأثيرها ومستوى المشاركة فيها.
بإمكان الجميع الاضطلاع بدور فاعل لتفادي الأمراض المنقولة عن طريق الأغذية، ويوفر اليوم العالمي لسلامة الأغذية فرصة
للاحتفال بذلك.
المواصفات الغذائية تنقذ الأرواح
حين تأكلون، كيف تعرفون أن طعامكم أمن؟ لقد غسلتم أيديكم على الأرجح، ونطفتم أوانيكم المطبخية، وقمتم بإعداد الطعام
على درجة الحرارة الملائمة، وطبقتم جميع الممارسات الجيدة المتعلقة بسلامة الأغذية. ولعلكم قرأتم أيضا الملصقات على عبوات
الطعام لمعرفة المكونات التي يحتويها المنتج أو طريقة طبخه. ولعلكم من دون قصد وتقتم بأن كل من شارك في زراعة منتجكم
الغذائي وتجهيزه وتغليفه وتوزيعه وإعداده، إنما قام بذلك بالطرق الصحيحة ليتسنى لكم الاستمتاع بطعامكم من دون أن تصابوا بأي
مرض. لقد كان طعامكم آمنا وكانت ثقتكم في محلها لأن الأشخاص المشاركين في إعداد طعامكم – سواء أكانوا على مقربة من منزلكم
أو في آخر بقاع العالم – قد اتبعوا ممارسات سلامة الأغذية المعتمدة والمتاحة بشفافية في شكل مواصفات، وبعبارة أخرى، تشكل المواصفات الغذائية حجر أساس الثقة لنا جميعا.
وتعد المواصفات الغذائية وسيلة لضمان السلامة والجودة. فهي توفر إرشادات تتعلق بمناولة الأغذية بطرق نظيفة للمزارعين
والمصنعين وهي تحدد المستويات القصوى المسموح بها للمواد المضافة والمواد الملوثة ومخلفات مبيدات الآفات والعقاقير
البيطرية ليكون الاستهلاك آمنا للجميع. كما أن المواصفات تحدد كيفية حساب وزن الأغذية وتعبئتها ونقلها للحفاظ على سلامتها.
وبفضل تطبيق المواصفات على أمور كتوسيم المعلومات التغذوية والمعلومات عن المواد المسببة للحساسية، يستطيع المستهلكون
معرفة ما إذا كان الطعام يلائمهم.
وإن معظم الحكومات والمنظمات تتبنى وتطبق المواصفات الغذائية المستندة إلى عمليات تقييم المخاطر العلمية التي تشمل
المخاطر البيولوجية والكيميائية والفيزيائية. ويمكن أن توضع المواصفات من طرف الحكومات أو المنظمات منفردة، أو من جانب هيئات إقليمية أو حكومية دولية متخصصة في وضع المواصفات وهيئة الدستور الغذائي هي إحدى تلك الهيئات الدولية المعنية بسلامة الأغذية ووضع المواصفات. ويعمل معا في هيئة الدستور الغذائي ممثلون عن 188 بلدا عضوا ومنظمة عضوا واحدة (الاتحاد الأوروبي) للتأكد من سلامة الأغذية ،ويحمل الدستور الغذائي بموجب تفويض لحماية صحة المستهلك وضمان الممارسات العادلة في تجارة الأغذية، وتعمل اللجان
الفنية على وضع نصوص المواصفات والخطوط التوجيهية ومدونات الممارسات بطريقة شفافة وشاملة. وبعد الاستفادة من الاستشارة العلمية التي تقدمها فرق الخبراء العالمية التي تقودها منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية، يتم وضع النصوص وفقا المدخلات من 243 من المنظمات المراقبة، بما في ذلك الجمعيات الصناعية وجمعيات المستهلكين.