الصحة والغذاء

41% من السعوديين يعانون من اضطرابات النوم بسبب التدخين والسمنة

كشفت دراسة طبية   صادرة من مركز الأبحاث في مدينة الملك فهد الطبية، اهتمت بقياس نسبة اضطرابات النوم، وأجريت تجاربها على السعوديين من الجنسين، وتم اختيار الأعمار من 18 عاماً وما فوق، من خلال استبيان شخصي يعبأ من هذه الفئة من المجتمع بعد قبولهم الاشتراك تطوعياً.

الاهداف

ومن أهم أهداف الدراسة، تحديد العوامل التي تؤثر على جودة النوم، وعندها سيكون مفيداً التخطيط لبرامج توعوية ووقائية وعلاجية إذا لزم الأمر، وتعتبر نسبة اضطرابات النوم في المملكة شبيهة بنسب الدول المجاورة والقريبة منها من حيث تكوينها الديموغرافي في الأبحاث المشابهة.

ووزعت الاستبانة على حوالي 2000 مواطن بالغ سعودي ممثلين عن سكان الرياض من حيث العمر والعوامل الاجتماعية الأخرى، وقد وافق حوالي 1500 شخص على الاشتراك واستكمال الاستبيان.

وتضمنت أسئلة الاستبانة على آراء المشاركين عن تجربتهم بخصوص صعوبة النوم، والشعور بالتعب إذا كانوا يعانون من أي مرض من الأمراض المزمنة، وتم تحليل المعلومات باستخدام نظام إحصائي خاص بالدراسات الطبية.

وأظهرت النتائج أن نسبة 41 في المائة من الذين اشتركوا أقروا أن لديهم اضطرابات في النوم، وكان معدل عمر المشاركين حوالي 34 سنة، ونسبة الإناث فيهم ناهزت 55 في المائة.

 

وبينت النتائج وجود رابط قوي بين نسبة البدانة والسمنة، ووجود اضطرابات في النوم لدى المشاركين، كما أظهرت النتائج أيضاً علاقة مباشرة بين التدخين واضطراب النوم عند المشاركين.

وكانت النساء المشاركات في البحث أكثر عرضة للإصابة باضطرابات النوم عن الرجال، ولم يؤثر الوضع الاجتماعي أو المستوى التعليمي تأثيراً مباشراً على النوم لدى المشاركين في البحث.

ومن المفاجئ أن غير العاملين يعانون بنسبة أكبر من العاملين من اضطرابات النوم، كما أن الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكري لها علاقة سلبية مباشرة لنوعية النوم وكميته.

إضاقة إلى ذلك، أظهرت الدراسة معلومات قيمة تفيد بأن أكثر من نصف المشاركين ينامون أقل من ست ساعات يومياً، ويخلد معظم هؤلاء إلى النوم متأخراً، وقد يكون ذلك بعد منتصف الليل، وعلق هؤلاء المشاركون بأنهم يعانون من الخمول والتعب والإرهاق عند الاستيقاظ من النوم صباحاً.

وتتمثل أهمية هذه الدراسة في الكشف عن خصائص وعادات النوم في المجتمع السعودي، واضطرابات النوم، وما يترتب عليها من خسائر اقتصادية واجتماعية ونفسية لارتباط قلة النوم بقلة الانتاجية والاكتئاب، وفي الفئة العمرية التي ما زالت في طور التحصيل العلمي يؤثر الأرق تأثيراً مباشراً على مستوى التحصيل العلمي والأكاديمي، كما يؤثر اضطراب النوم على معدل حوادث السيارات، وما يترتب عليها من خسائر جسيمة.

 

التقنيات التكنولوجية

ومن العوامل التي زادت وخمة هذا الاضطراب، هو تقدم التقنيات التكنولوجية، ومنها الهواتف الذكية التي لها علاقة مباشرة بقلة النوم، وأن هذا الاضطراب في النوم يؤثر بشكل مباشر على نوم الأطفال وأدائهم الدراسي.

وبينت الدراسة الحاجة إلى تكوين أفضل لطب النوم في المملكة من ناحية الإرشاد والتوجيه وتقديم العناية والخدمة الطبية اللازمة، وكذلك تدريب العاملين الصحيين في القطاع، إضافة إلى أداء دراسات موسعة تغطي ليس فقط العاصمة الرياض، بل باقي مناطق المملكة لتكوين صورة أشمل عن هذه المشكلة التي تؤثر مباشرة على صحة المواطن السعودي.

ويعد النوم نعمة أنعم الله علينا بها، لا نستطيع الاستغناء عنها، حيث تعتبر حاجة بيولوجية مثلها مثل المأكل والمشرب، وقد تكون أكثر أهمية منها، لذا فإن الحرمان من هذه الحاجة لأي سبب سواء كان إرادياً نتيجة للسهر، أو غير إرادي نتيجة للمعاناة من الأرق، ينتج عن ذلك اضطرابات كثيرة سواء كانت جسمية أو نفسية أو عقلية معرفية أو اجتماعية.

 

النوم وعمل الخلايا

وتوصلت الدراسات على مدى سنوات عديدة إلى علاقة قوية بين نوعية النوم وعمل الخلايا بشكل سليم ودورة دموية صحيحة، إضافة إلى القدرة على التركيز والذاكرة الجيدة، كذلك وظائف الدماغ والهرمونات والمناعة التي تتأثر بشكل مباشر بكمية ونوعية النوم.

وكشفت دراسات ميدانية ومختبرية إلى وجود اتصال مباشر بين اضطرابات النوم والعوامل التي تؤدي إلى التدهور الصحي بشكل عام، وقلة النوم والتعب الناتجان عن اضطرابات النوم، فهما مؤشران مهمان لدراستهما عند الشعوب.

وتتغير عادات النوم حسب العمر والجنس والحالة الاجتماعية، لذا من الصعب تعميم نتائج دراسات اضطراب النوم في البلدان المتقدمة على غيرها من البلدان النامية لاختلاف العادات والتقاليد والأعراق.

 

واستناداً للأسباب المذكورة أعلاه فإن دراسة عادات النوم في المملكة العربية السعودية لها الكثير من الأهمية لتسليط الضوء على هذا الأمر الحيوي في صحة مجتمعنا، وإلى حد علمنا لم تجر دراسات بحثية كافية على نوعية النوم لدى المجتمع السعودي بمراحله العمرية المختلفة.

 

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم