أظهرت دراسة جديدة نشرت في مجلة Ageing Research Reviews أن الأشخاص الذين يشربون ثلاثة أكواب من القهوة يوميًا يعيشون، في المتوسط، عامين إضافيين بصحة جيدة.
قام فريق من الباحثين في جامعة كويمبرا بالبرتغال بتحليل 85 دراسة حول العالم لتقييم تأثير القهوة على الصحة. وفقًا لهذه الدراسات، يرتبط تناول ثلاثة أكواب من القهوة يوميًا بزيادة في متوسط العمر الصحي.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت دراسات سابقة أن القهوة قد تساهم في الوقاية من النوبات القلبية وتقلل من خطر الإصابة بأمراض الكبد. تشير هذه المراجعة الشاملة إلى أن استهلاك القهوة قد يقلل أيضًا من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر، مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية وأمراض الجهاز التنفسي وبعض أنواع السرطان والسكري والخرف والاكتئاب الشديد والضعف.
لماذا قد يساعد القهوة على إطالة العمر الصحي؟
وفقًا للدكتور رودريجو كونيا، أستاذ علم الأعصاب في جامعة كويمبرا وأحد مؤلفي الدراسة، يمكن لمضادات الأكسدة الموجودة في القهوة أن تقلل من التدهور الكيميائي للخلايا وتعزز قدرتها على التعافي من الآثار الضارة مثل الالتهاب.
وكتب الباحثون أن مكونات القهوة، سواء التي تحتوي على الكافيين أو الخالية منه، قد تساهم في إطالة العمر الصحي، إلا أن الآليات الدقيقة وراء هذا التأثير لا تزال غير مفهومة بشكل كامل. تشير الدراسة إلى أن مزيجًا من أكثر من 2000 مركب حيوي محتمل في القهوة، بما في ذلك البوليفينول، قد يلعب دورًا مهمًا في هذه الفوائد الصحية.
يشير كونيا إلى أن الاستجابة الفردية للقهوة قد تختلف، حيث قد يشعر بعض الأشخاص بتأثيراتها بشكل أسرع من الآخرين. كما تؤثر العوامل الوراثية على مدى استفادة الفرد من فوائد القهوة الصحية.
يعتبر هذا البحث إضافة مهمة إلى المعرفة المتراكمة حول العلاقة بين القهوة والشيخوخة، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتوضيح الآليات الدقيقة وراء هذه العلاقة.
ما كمية القهوة التي يجب شربها؟
قال كيلجور إن تناول كوبين إلى ثلاثة أكواب من القهوة يوميًا قد يرتبط ببعض الفوائد الصحية. ومع ذلك، فإن عملية تحضير القهوة، بما في ذلك التخمير والتحميص، ونوع حبوب القهوة المستخدمة، تؤثر بشكل كبير على محتواها من الكافيين والمواد المضادة للأكسدة الأخرى.
وأشار مؤلفو الدراسة إلى أن هيئة سلامة الأغذية الأوروبية وإدارة الغذاء والدواء الأمريكية تعتبران أن استهلاك ما يصل إلى 400 ملغ من الكافيين يوميًا، وهو ما يعادل حوالي خمسة أكواب من القهوة، آمن لمعظم البالغين الأصحاء. ومع ذلك، ينصح الحوامل والمرضعات والأشخاص الذين يعانون من حالات طبية معينة، مثل اضطرابات القلب أو القلق، باستشارة الطبيب قبل زيادة استهلاكهم للقهوة.
يجب ملاحظة أن الفوائد الصحية للقهوة قد تختلف باختلاف الفئات العمرية. على سبيل المثال، لا ينصح كبار السن بزيادة استهلاكهم للقهوة بشكل مفاجئ، حيث قد يؤدي الإفراط في تناول الكافيين إلى ظهور أعراض مثل الخفقان وارتفاع ضغط الدم والأرق.
بالإضافة إلى القهوة، توجد مصادر أخرى للكافيين مثل الشاي، والمشروبات الغازية، وألواح الطاقة، والشوكولاتة، وبعض الأدوية. يجب مراعاة جميع مصادر الكافيين عند تقدير الاستهلاك اليومي.
على الرغم من أن القهوة والشاي منزوع الكافيين يحتويان على كمية أقل من الكافيين مقارنة بالقهوة العادية، إلا أنهما لا يخلوان تمامًا من هذه المادة المنبهة.
