امرأة عمرها 52 سنة، عانت من صداع شديد ورشح وسعال. راجعت الطبيب الصيني التقليدي فشخصها كحالة (برودة) ووصف لها علاجًا يتكون من حساء أعشاب صينية مدفئة مع الزنجبيل (سخونة)، لمعادلة زيادة البرودة بزيادة السخونة. وخلال يومين تعافت المرأة تمامًا، مثلما حدث مع ملايين الحالات التي تعالج بنفس الطريقة.
كوكب الإنسان
يصنف الطب الصيني التقليدي البرد في أكثر من نوع. فثمة حالات (برد) ساخنة ناتجة عن فرط تراكم الحرارة الزائدة في الجسم (وهذا إيضاح لمفهوم تحول الشيء إلى نقيضه)، وفي هذه الحالة من (البرد) يصف المعالج أطعمة تمنح برودة كالزبادي والآيس كريم والبطيخ الأحمر والطماطم.
ويوضح الطبيب الصيني (زهنهزن زاهنج) بعض مفاهيم وممارسات الطب الصيني التقليدي بالقول: نستخدم الأطعمة لإعادة التوازن للمناخ الداخلي في الجسد إذا صار شديد الحرارة أو شديد البرودة، فكل طعام له تأثير في درجة حرارة التمثيل الغذائي للجسد، وهي درجة حرارة أخرى غير تلك التي يتم قياسها بالترمومتر.. فدرجة حرارة التمثيل الغذائي هي الطاقة الحرارية المنبعثة في كل مكونات الجسد من هضم الطعام، أي الوقود الذي نلتهمه ويحرقه الجسم.
وهناك أطعمة كالموز والآيس كريم تنتج برودة داخل الجسد، وبعضها كالزنجبيل والدجاج تولد حرارة داخلية. والإفراط في التهام أطعمة مسخنة يصيب الجسم بفرط الحرارة الداخلية ومرض السخونة. وبعض أنواع البرد تكون مصحوبة بآلام أو جفاف الحلق مع الحمى وفرط التعرق بسبب زيادة السخونة الداخلية، ولتصحيح هذا الاختلال ينبغي تعاطي أطعمة تبريد.
تبريد.. تسخين.. وسط
ويقرر الطبيب (ز.هانج) أن الخطوة الأولى في تدبير الأمراض تكمن في إعطاء أطعمة (التوازن) المناسبة. ويقسم الأطعمة في ثلاث فئات: (1) تبريد (ين)، (2) تسخين (يانج)، (3) وسط (بين الين واليانج) وتعتبر مقوية. وتبعًا للحالة يعطى (المضاد) المناسب مع المقويات أحيانًا.
وللوقاية من الأمراض، أي عدم الوقوع في عدم التوازن باختلال البرودة أو السخونة، ينصح (زهانج) بتناول سبعة أنواع مختلفة من الفواكه والخضراوات يوميًا. وهي مفيدة في علاج الحالات البسيطة وتفتح أفقًا في مجال تغذية المرضى في الحالات الأشد، لأن عدم التوازن قد يظهر في شكل يصعب تصنيفه بين أمراض الحرارة والبرودة خاصة في البدايات، كأن يعاني الإنسان من ضيق خفيف وتعب عابر وعدم قدرة على التركيز والغضب لأسباب بسيطة. وفي هذه الحالة ينصح بالراحة مع تناول وجبات متوازنة من ين يانج.
وفي الإطار العملي يضيف خبراء الطب الصيني القديم الوسط المحيط عند تناول الطعام المناسب. ففي الجو المائل إلى الموجب (يانج) وهو الحار والجاف، ينبغي أن نزيد من تناول الأطعمة المائلة إلى السالب (ين). وفي الجو المائل إلى السالب (ين) وهو البارد والرطب علينا أن نزيد من الأطعمة المائلة إلى الموجب (يانج). ولمعرفة العوامل المشتركة التي تجعل هذا الطعام أو ذاك سالبًا أو موجبًا، فإن:
– أطعمة موجبة (يانج): تنمو في جو بارد ورطب، وتكون جافة وقصيرة وصلبة البذور والجذور، وتميل إلى الحموضة والملوحة.
– أطعمة سالبة (ين): تنمو في جو حار جاف، وتحتوي على ماء أكثر، وتنمو أطول وأغزر عصارة، ولها رائحة عطرية قوية.
وهاتان القاعدتان تؤكدان دقة الحكماء القدامى، ففي الصيف الحار (يانج) تمنحنا الأرض البطيخ المرطب وهو (ين). وفي الشتاء البارد (ين) يكثر البرتقال وهو (يانج).
إرشاد وتحذير
هناك علامة إرشادية بسيطة لتطبيق قواعد توازن (ين يانج) وهي أن نفعل ما كان يفعله أجدادنا بالفطرة، أي: نأكل كل ما هو طازج في موسمه وأرضه.
أما التحذير الذي لا غنى عنه فهو التشديد على أن استخدام الأطعمة لاستعادة التوازن (ين ـ يانج) ليست علاجًا للحالات الشديدة والأمراض المزمنة، فهذه في حاجة إلى طبيب سواء كان غربيًا أو شرقيًا.. تقليديًا أو غير تقليدي.
فئات الأطعمة بحسب تصنيف (هانج):
شديدة التبريد | للنوع الساخن من الأرق، حيث تبرد هذه الأطعمة النظام الداخلي للجسد | الآيس كريم، الموز، البطيخ الأحمر،الطماطم،الهليون، القبقب |
مبردة | في حالات الصداع من النوع الساخن حيث تستعيد التوازن الداخلي | الكمثرى، الكيوي، الخيار، الفطر، الباذنجان، الشعير |
متعادلة | في حالات وجع أسفل الظهر الخفيف، تعمل هذه الأطعمة على التقوية | الليمون، التين، التفاح، الجزر، البطاطس، الأرز |
مدفئة | للنوع البارد من حمى القش تدفئ هذه الأطعمة النظام الداخلي | اليقطين «القرع»، الجوز، الكستناء، الكرفس، الرمان، الزنجبيل |
مسخنة | للنوع البارد من الرشح لأنها تسخن النظام الداخلي | الثوم، الفلفل، لحم الديكة |