يقيم المجلس الصحي السعودي ممثلاً بالمركز الوطني للسرطان في فندق كراون بلازا الرياض اليوم؛ ورشة عمل “تقنية العلاج بالخلايا المناعية المحورة (CAR T-Cell)” ، بحضور ومشاركة القطاعات الصحية والقطاعات ذوات العلاقة بمجال الأورام، والمهتمين من القطاع المالي والمستثمرين والشركات والجهات الرقابية في المملكة، وذلك بهدف مناقشة هذه التقنية والتحديات التي تواجهها، حيث تُعد إحدى وسائل العلاج الفعالة للسرطان بجانب العلاج الجراحي والكيماوي والهرموني والإشعاعي والعلاج الموجّه.
وأوضح الأمين العام للمجلس الصحي السعودي الدكتور نهار بن مزكي العازمي، أن تنظيم هذه الورشة يأتي إيماناً من المجلس بأهمية توحيد الجهود وتكاملها والتنسيق بين الجهات المعنية المتعددة في مجال الأورام، والذي سينعكس إيجاباً على الجهود المبذولة لمكافحة هذا الداء في المملكة، حيث يسعى المركز الوطني للسرطان الذي يعد مرجعاً وطنياً ريادياً لمكافحة الأورام ورعاية مرضاه، إلى تطوير إستراتيجيات وطنية للتحكم في الأورام ومكافحتها بالتنسيق بين القطاعات الصحية والجهات ذوات العلاقة في المملكة، ومواكبة أفضل المعايير.
وأشار إلى أن المملكة تعد من الدول القلائل في العالم التي تعمل على اعتماد هذه التقنية لعلاج بعض حالات السرطان، وتم في هذا الشأن تكوين لجنة وطنية لزراعة الخلايا المناعية المحورة (CAR T-Cell) بالمركز الوطني للسرطان بالأمانة العامة للمجلس الصحي السعودي؛ تُعنى بالتنسيق مع الجهات واللجان ذوات العلاقة لدراسة وتفعيل هذه التقنية والاستفادة منها واقتراح الخطط والدراسات اللازمة للتوسع فيها، وذلك لتقييم الأبعاد المختلفة لهذا العلاج الحديث والنظر في الخيارات الممكنة لتوطين هذه التقنية وتوفيرها للمرضى المحتاجين إليها.
من جانبه، قال مدير عام المركز الوطني للسرطان الدكتور مشبب بن علي العسيري: إن هناك أملاً كبيراً لعلاج بعض أنواع السرطان المستعصية، وبعض الأمراض المتعلقة بالجهاز المناعي باستخدام التقنية عن طريق الهندسة الخلوية المعززة للنظام المناعي؛ والتي يتم فيها إنتاج خلايا (التائية) المناعية للمريض “العلاج بالخلايا المناعية المحورة” بعد تعديلها بوسائل التنبيه المناسبة لتتعرف على الخلايا السرطانية التي برمجت لتتعرف عليها، وتقاوم بالتالي السرطان وتقضي عليه بعد ضخها في الدم وبقائها نشطة حازمة داخل الدورة الدموية.
وأضاف أن هذه التقنية الفعالة ستؤدي إلى إنقاذ العشرات من مرضى السرطان حول العالم، ولكن استخدامها لا زال محدوداً للغاية بسبب تكلفتها العالية لإنتاج الخلايا المحورة للمريض الواحد، لأنها عبارة عن برنامج حساس ومعقد للهندسة الحيوية المختبرية باستخدام نواقل فيروسية في بيئة عالية المعايير تشبه هندسة مختبرات هندسة الفضاء وتشبه في جانبها السريري برامج زراعة نخاع العظم.