انطلاقا من الاهتمام الذي توليه وزارة الزراعة لمختلف القطاعات الزراعية الواعدة
في المملكة جاء قرار انشاء وحدة متخصصة لأبحاث الزيتون ليشكل خطوة اضافية في سياق هذا الاهتمام والمتابعة .
الوحدة التي تم تشكيلها بالتعاون والتنسيق مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة وضمن مركز أبحاث الإبل والمراعي بالجوف تهدف لتضمين خطة عمل تشمل التعرف على الأوضاع الحالية لإنتاج وتصنيع وتسويق الزيتون وزيته والمشاكل والمعوقات التي تعترض تطوير وتنمية قطاع الزيتون في المملكة وكيفية التغلب عليها والتعرف على البرامج المستقبلية لتطوير الإنتاج والتسويق خاصة وان
قطاع الزيتون يعد من القطاعات الزراعية الواعدة في المملكة العربية السعودية حيث توجهت نسبة كبيرة من المزارعين إلى زراعة الزيتون. مما نتج عنه تزايداً مستمراً في المساحات المزروعة بالزيتون في السنوات الأخيرة. وهذا النمو السريع استوجب خطة عمل مكثفة لتنمية قطاع الزيتون والزيت حسب الطرق العلمية واجتناب النمو الهامشي الذي أدى أحياناً إلى زراعة الزيتون في مناطق بيئية غير ملائمة سواء من حيث خصائص التربة أو المناخ مما يدعم ظاهرة تناوب الحمل التي تبديها أشجار الزيتون خاصة في البيئات غير المناسبة. وقد استشعر المسؤولون بوزارة الزراعة لتلك المشاكل واتجهوا لوضع طرق علمية منظمة لمواجهة تلك المشاكل وذلك بإنشاء الوحدة المذكورة.
أهداف المشروع
يهدف المشروع إلى زيادة إنتاج الزيتون والزيت (تحسين المردودية) لتوفير كميات كبيرة من الزيوت البكر ذات جودة عالية للاستجابة إلى حاجات الاستهلاك المتزايدة. كما يعمل على تشجيع المزارعين للتوسع في الزراعة في إطار مدروس وذلك بالاستغلال الأمثل للظروف المناخية شمال المملكة الملائمة لزراعة الزيتون. والى جانب الهدف العام ثمة اربعة أهداف اساسية يتضمن الاول منها تنمية إنتاج الزيتون وتعريف المناطق المناخية المناسبة لتنمية إنتاج الزيتون، وتشييد وتجهيز منبت شتلات زيتون ،وإنشاء مجمع لأصناف الزيتون. وتطوير برنامج المكافحة المتكاملة للآفات.
واما الهدف الثاني فيتمثل في إرشاد المزارعين بالتقنيات الحديثة في زراعة الزيتون. والثالث ينص على تحسين وتطوير إنتاج زيت الزيتون وتحديث تقنيات عصر الزيت.فيما يركز الهدف الرابع على التسويق من خلال وضع برنامج تسويق للزيتون والزيت.
تنمية إنتاج الزيتون
بدأت الوحدة نشاطها من خلال اجراء دراسة لأشجار الزيتون بالمملكة ومعرفة دقيقة لهيكل الإنتاج ومعرفة الإمكانيات التي يوفرها المناخ ومعرفة الطرق المتبعة في المزارع المختلفة والعوائق التي تحول دون التنمية السليمة.
وتم إجراء مسح عام للتعرف على أصناف الزيتون المتواجدة وتصنيفها وذلك لاختبار النوعية المتميزة والمتأقلمة مع مناخات المملكة.
كما تم استيراد أكثر من 30 صنف زيتون من الدول المشهورة بإنتاج الزيت والزيتون في العالم وتم زراعتها داخل الأرض المخصصة لوحدة أبحاث الزيتون بمركز الإبل والمراعي. ويعتبر هذا الحقل النواة الأولى لمجمع أصناف الزيتون التابع لوحدة أبحاث الزيتون. وتقدر مساحة هذا المجمع بـ 80.000 م2 (8 هك) ويضم أصناف عالمية من إسبانيا وايطاليا واليونان وتونس وسوريا والمغرب والأردن.
وتتم المتابعة البحثية والتي تخص فيزيولوجيا ومورفولوجيا الشجرة. ويتم تدوين الملاحظات عن جميع الأصناف المدخلة لأجل تقييمها ومعرفة مدى ملاءمتها للظروف المحلية في شمال المملكة.
و يعتبر هذا الحقل نموذجي حيث يتم فيه تطبيق كل التقانات الزراعية الحديثة المتطورة على مستوى خدمة الأرض والري والتسميد والتقليم والقطاف مما يؤهله ليكون أداة نموذجية للإرشاد ونشر التكنولوجيا الحديثة المتعلقة بهذا الصنف من المحاصيل الزراعية .
تقنيات حديثة لإكثار الزيتون
يعتبر التكاثر الخضري للزيتون بالعقل الغضة هو الأسلوب الأمثل لإنتاج شتلات الزيتون بأعداد كبيرة تحمل مواصفات الشجرة الأم ويجب أن تمتاز هذه الشتلات الناتجة بأصالة الصنف وخلوها من الآفات والأمراض والدخول في مرحلة الإثمار مبكرًا. لذلك قام المشروع بإنشاء حقل أمهات من أصناف عالمية معروفة المصدر وخالية من كل الأمراض والآفات وذات مواصفات جيدة من حيث كمية الإنتاج ونوعية المنتج.
ولإنتاج هذا النوع من الأشتال تم إنشاء بيت محمي مكيف (المساحة المغطاة 183 م 2) لتجذير العقل الخضرية للزيتون. كما تم تنشيط عملية تجذير العقل في جو مشبع بالرطوبة (85 – 90٪)، وسط درجة حرارة على مستوى أسفل العقل تتراوح بين 20 و25 درجة مئوية. ولتوفير هذه الظروف لا بد من تجهيز البيت المحمي المعد لغرض التجذير بجهاز تسخين مع تحكم في درجة الحرارة المرغوبة. كذلك يتم تجهيز البيت بنظام رذاذ ضبابي مما يمكن من القيام بالتجارب اللازمة لتحسين طرق الإكثار وتدريب المهندسين العاملين في القطاع على تقنيات الإكثار.
وتعتمد هذه الطريقة على زراعة عقل – عمرها أقل من سنة – في وسط زراعي في أحواض التجذير مكون من البرليت. تنقل بعد ذلك الشتلات المتجذرة إلى بيت محمي متخصص لتقسيتها وتراوح هذه التقسية بين 15 و40 يومًا في جو تكون درجات الحرارة والرطوبة الجوية النسبية فيه قريبة من الظروف المناخية في حقول التربية. وتقدم الخدمات الزراعية اللازمة لها من تسميد وري ووقاية حتى تصبح الغراس جاهزة للزراعة في الأرض الدائمة.
تطوير إنتاج وعصر زيت الزيتون
يهدف المشروع الى العمل على تطوير وتحسين تكنولوجيا زيت الزيتون وتحديث الطرق التكنولوجية المستخدمة في صناعة زيت الزيتون وتحديد أفضل الأصناف من الزيتون لإنتاج الزيت وذلك لإنتاج زيت الزيتون المطابق للمواصفات العالمية والمجلس الدولي لزيت الزيتون.
وفي هذا الاطار تم البدء في إنشاء وحدة تجريبية لاستخلاص زيت الزيتون وضبط الجودة وتم تجهيز المختبر بالأجهزة لفحص جودة الزيت. وجاري العمل حاليًا على تزويد المختبر ببعض الأجهزة الأساسية ليتم بعد ذلك تكامل المختبر بجميع الأجهزة اللازمة لعملية تقدير جودة الزيت وتيسير عمل البحوث على الزيت.
كما تم التدريب على معايير جودة زيت الزيتون من نسبة الحموضة وامتصاص الأشعة وكيفية تقديرها حسب المواصفات الدولية للمجلس الدولي للزيت.
ويتم دراسة تأثير فترات النضج على الصفات الطبيعية والكيماوية للزيت وتركيب الأحماض الدهنية.
تأهيل الكوادر الوطنية
يهدف المشروع الى رفع القدرات الوطنية في مجالات متعددة بقطاع الزيتون وتحسين معرفة المهندسين والفنيين العاملين في القطاع بالطرق المثلى لإنتاج الزيتون والزيت وفي هذا السياق :
– تم تنظيم دورات تدريبية خارج المملكة للاطلاع على التجارب الميدانية التي تتحقق في البلدان المتقدمة في إنتاج الزيتون والزيت مثل إسبانيا وتونس والمغرب وتضمنت تدريبًا في مجالات متعددة من حيث الزراعة وتقنيات العصر وخاصيات زيت الزيتون وطرق تحليله في المخابر المختصة.
– القاء محاضرات توعوية وإرشادية مع إعطاء الأولوية للمشاكل الفنية في العناية بغرسات الزيتون.
– استقدام خبراء دوليين مختصين في مجالات متعددة كتقنيات الإكثار. الإدارة المتكاملة لآفات الزيتون. تصنيع الزيتون وتقنية زيت الزيتون وذلك للرفع من القدرات العلمية للمشاركين في هذه الدورات.
– تنظيم ورشات عمل في مجالات مختلفة.
– تنظيم دورات تدريبية وورشات عمل حول التقنيات الزراعية والآفات المرضية والحشرية لشجرة الزيتون وطرق مكافحتها.
– تنظيم أيام حقلية إرشادية بالتعاون مع مديريات الزراعة بمناطق إنتاج الزيتون. – القيام بالكثير من الزيارات لمزارع الزيتون في مناطق الإنتاج حيث تم الوقوف على أهم المشاكل التي تواجه المزارعين وتم إرشادهم على أفضل الطرق من تقليم وتسميد وري ووقاية