الصحة والغذاء

هل يحمي لقاح “إنفلونزا المعدة” من السكري؟

يعد فيروس الروتا السبب الرئيسي لالتهاب المعدة والأمعاء الحاد (الإسهال الفيروسي) عند الرضع والأطفال الصغار في جميع أنحاء العالم. وقد انخفضت الوفيات المرتبطة بالتهاب المعدة والأمعاء عند الرضع بشكل كبير منذ ظهور لقاح فيروس الروتا. ولكن الأثر الأكثر لفتًا للنظر للتطعيم كان انخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الأول بنسبة 15% بين الأطفال المطعمين.

التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي، المعروف أيضًا بـ”إنفلونزا المعدة“، هو عدوى تصيب الجهاز الهضمي وتسببها أنواع مختلفة من الفيروسات، مثل فيروس الروتا ونوروفيروس. عادة ما تكون عدوى فيروس الروتا لدى البالغين خفيفة الأعراض أو بدون أعراض، ولكنها قد تكون خطيرة جدًا لدى الرضع والأطفال الصغار وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.

ما هي إنفلونزا المعدة؟

إنفلونزا المعدة هي نوع من عدوى الجهاز الهضمي التي تسببها أنواع مختلفة من الفيروسات، بما في ذلك فيروس الروتا ونوروفيروس. وعلى الرغم من أن عدوى فيروس الروتا لدى البالغين تظل في الغالب بدون أعراض، إلا أنها قد تكون قاتلة لدى الرضع والأطفال الصغار وكبار السن والمرضى الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.

ونظرًا لعدم وجود علاج محدد لإنفلونزا المعدة، فإن التطعيم هو أفضل طريقة لمنع العدوى. هناك نوعان رئيسيان من لقاحات فيروس الروتا (العجلي): الأول يُعطى على ثلاث جرعات في عمر شهرين وأربعة أشهر وستة أشهر، والآخر يُعطى على جرعتين في عمر شهرين وأربعة أشهر. وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يجب إكمال تطعيم الفيروس الروتا (العجلي) قبل أن يبلغ الرضع ثمانية أشهر من العمر.  

وبحسب الدراسات، فإن التطعيم ضد فيروسات إنفلونزا المعدة يقلل بشكل كبير من خطر إصابة الأطفال بمرض خطير واحتياجهم إلى دخول المستشفى. وقد تبين أن التطعيم ضد الفيروس العجلي يقلل من خطر دخول المستشفى بسبب إنفلونزا المعدة أو لأسباب أخرى بنسبة 94% و31% على التوالي.

كيف يرتبط لقاح أنفلونزا المعدة بمرض السكري من النوع الأول؟

كشفت دراسة حديثة شملت 1,474,535 رضيعًا أن الأطفال الذين تلقوا لقاح فيروس الروتا كانوا أقل عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الأول بنسبة 33% مقارنة بالأطفال غير الملقحين. كما أشارت دراسة أسترالية إلى انخفاض بنسبة 14% في حالات الإصابة بهذا المرض بعد إدخال برنامج لقاح فيروس الروتا في عام 2007.

وتشير بعض الدراسات إلى أن خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الأول يكون أقل بشكل خاص لدى الأطفال الذين تلقوا ثلاث جرعات من اللقاح الخماسي، مقارنةً بالأطفال الذين تلقوا جرعتين من اللقاح الأحادي. ويُعزى ذلك إلى أن اللقاح الخماسي يوفر حماية ضد خمسة أنواع من فيروس الروتا، بينما اللقاح الأحادي يقي من نوع واحد فقط.

كان خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الأول لدى الأطفال الذين بدأوا التطعيم ولكنهم لم يكملوا الجرعات مشابهًا لخطر الإصابة لدى الأطفال غير الملقحين. من المهم أيضًا ملاحظة أن بعض الأطفال الذين أكملوا تطعيمهم ضد فيروس الروتا لا يزالون عرضة للإصابة بالسكري من النوع الأول، مما يشير إلى وجود عوامل أخرى تؤثر في تطور المرض.

علاوة على ذلك، هناك دراسات متناقضة لم تجد ارتباطًا بين لقاح فيروس الروتا وخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الأول خلال مرحلة الطفولة والمراهقة. في تجربة أجريت بين عامي 2001 و2003، تم دراسة الأطفال الذين تم تطعيمهم بلقاح روتا تيك أو دواء وهمي. وأظهرت نتائج استبيان أُرسل إلى أولياء أمور المشاركين في عام 2015 أن انتشار مرض السكري من النوع الأول كان متشابهًا في كلتا المجموعتين.

كيف يؤدي فيروس الروتا إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الأول؟

رغم عدم وجود دليل قاطع يثبت علاقة سببية مباشرة بين فيروس الروتا ومرض السكري من النوع الأول، فإن موت الخلايا المبرمج للخلايا بيتا البنكرياسية الناتج عن الفيروس قد يسهم في حدوث هذا المرض. في حالة مرض السكري من النوع الأول، لا تعمل الخلايا بيتا، المسؤولة عن إنتاج الأنسولين، بشكل صحيح، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات الأنسولين في الدم واضطراب التمثيل الغذائي للجلوكوز.

علاوة على ذلك، تحتوي ببتيدات فيروس الروتا على تسلسلات مشابهة لبعض ببتيدات النمط الخلوي التائي في مستضدات جزر البنكرياس الذاتية، مما قد يحفز تفاعل المناعة الذاتية ضد خلايا بيتا. وقد أظهرت الدراسات أن عدوى فيروس الروتا ترتبط بارتفاع مستويات الأجسام المضادة الذاتية لجزر البنكرياس في المصل، وهو ما يرتبط ارتباطًا وثيقًا بظهور مرض السكري من النوع الأول.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم