كثير من الناس يفضلون الاستحمام بماء دافئ على الاستحمام بالماء البارد. ومع ذلك، فقد أظهرت بعض الدراسات أن استخدام الماء البارد قد يكون مفيدًا للصحة البدنية والعقلية.
الاستحمام بماء بارد يمكن أن يجعل الشخص يشعر بمزيد من اليقظة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى آثاره على الجسم.
فوفقًا للمجلة البريطانية للطب الرياضي توصل تحليل تلوي لأبحاث الغمر في الماء البارد، إلى أن الاستحمام بالماء البارد له العديد من التأثيرات الفسيولوجية على الجسم. وتشمل: زيادة معدل ضربات القلب، ورتفاع ضغط الدم، وارتفاع معدل التنفس.
ووجد أيضًا أن الماء البارد يزيد من عملية التمثيل الغذائي في الجسم لأنه يجب أن يعمل بنشاط أكبر للحفاظ على درجة حرارة ثابتة للجسم. ومع ذلك، نظرًا لأن المدة النموذجية للاستحمام البارد تتراوح من 5 إلى 10 دقائق فقط، يجب ألا يعتمد الشخص على آثاره المعززة لعملية التمثيل الغذائي كأسلوب لفقدان الوزن. وكذلك الاستحمام بالماء البارد ينشط الدورة الدموية مما يخلق شعورًا بالانتعاش واليقظة، ويدفع الشخص إلى أن يكون أكثر نشاطًا بدنيًا.
ويعتقد بعض الباحثين أن الاستحمام بالماء البارد يمكن أن يكون له فوائد لتحسين الحالة المزاجية. تشير مقالة في مجلة Medical Hypotheses إلى أنه نظرًا لأن الاستحمام البارد ينشط الجهاز العصبي السمبثاوي ويزيد من توافر النواقل العصبية مثل النورأدرينالين والإندورفين، فقد يكون الأشخاص أقل عرضة للإصابة بأعراض الاكتئاب بعد الاستحمام البارد.
ويمكن أن يكون لتطبيقات الماء البارد تأثيرات مخدرة موضعية لتخفيف الآلام. إذ يمكن أن يتسبب التعرض للماء البارد في انقباض الأوعية الدموية، مما يساعد في تقليل التورم والوذمة التي تسبب الألم. ويمكن أن يؤدي الماء البارد أيضًا إلى إبطاء وصول الإشارات العصبية إلى مركز المسؤول عن الألم في الدماغ، مما يقلل من إدراك الشخص للألم. ثم أن الغمر في الماء البارد والعلاج بالماء المتباين (باستخدام الماء الساخن أولاً، ثم البارد) يمكن أن يساعد في تعزيز التعافي وتقليل الشعور بالتعب. ويمكن أن يساعد هذا الرياضيين على استخدام تقنيات الماء البارد لتقليل الشعور بالتعب المرتبط بأدائهم البدني.