تعرف هشاشة العظام, التي تسمى أيضا بترقق أو تخلخل العظام, بأنها نقص في الكثافة العظمية أو فقدان للمادة العظمية مع وجود خلل في البنية الهندسية الدقيقة للنسيج العظمي, بحيث يصبح العظم هشا وضعيفا وأكثر عرضة للكسر.
وقال الدكتور وليد محمد عواد استشاري جراحة عظام العمود الفقري :
تقسم الهشاشة العظمية إلى هشاشة أساسية من نوعين, وهشاشة ثانوية:
الهشاشة العظمية الأساسية من النوع الأول, وهي ما تحدث بعد انقطاع الطمث لدى السيدات, ونتيجة لنقص الهرمون الأنثوي الأستروجين.
الهشاشة العظمية الأساسية من النوع الثاني, وتسمى الهشاشة العظمية الشيخوخية, وتشاهد في السنوات المتقدمة من العمر لدى الذكور والإناث نتيجة للوهن العام وللنقص في الحركة.
الهشاشة العظمية الثانوية ويمكن أن تحدث في أي عمر, ولدى الجنسين, وتكون نتيجة للإصابة ببعض الأمراض المزمنة, أو نتيجة لتناول بعض الأدوية لفترات طويلة, كمركبات الكورتيزون.
وحول خطورة المرض قال الدكتور عواد :
حصول كسور مجهرية في الفقرات بدون التعرض لإصابات في أغلب الحالات مما تؤدي إلى ألم يظن المريض او المريضة أنه بسبب العضلة ومن ذلك أتت التسمية “المرض الصامت” ولذلك، هنالك فشل في “التغلب على الكسر” والتقليل من المخاطر المرتبطة به في الوقت المناسب. بالإضافة، يصبح خطر الإصابة بكسور جديدة أعلى من دون علاج.
ومن مخاطر الكسور المعروفة: ألم مستمر يقلل من الوظيفة اليومية, تقوس الظهر (حدبة) و قصر الطول, ضغط على قناة الأعصاب يسبب تأثر الحبل الشوكي أو الأعصاب الطرفية حسب موقع الكسر
وردا على سؤال حول كيفية تحديد الاصابة بالمرض قال الدكتور عواد:
هناك مؤشرات تحذيرية كعلامات لهشاشة العظام من بينها فقدان طول الجسم وآلام الظهر. بالإضافة إلى ذلك حصول كسر غير متوقع بسبب تعثر بسيط. عند الكشف على المريض يمكن التأكد من وجود تخلل أو هشاشة في العظام عن طريق الأشعة السينية والتي لا تعطي تشخيصاً دقيقاً. بينما يبين جهاز قياس كثافة العظم مدى التخلخل الحاصل بالنسبة لعمر المريض
وحول مدى انتشار المرض في السعودية واين يتركز وماأسبابه؟ قال :
لا توجد دراسة حديثة لكن وفق دراسة سابقة: يقدر انتشار مرض هشاشة العظام بين النساء بعد سن اليأس واللواتي يبلغن أكثر من 50 عاما، بنسبة 39.5% في المملكة العربية السعودية في حين تقدر نسبة الرجال السعوديين فوق سن الخمسين بنسبة 37.8%.
و هناك دراسة مسحية أخرى أجريت على 500 امرأة بين عمر 52-62 عاماً أظهرت أن 24% من المشاركات مصابات بترقق العظام.
– وحول اثر نوعية الغذاء في زيادة معدلات انتشار المرض قال الدكتور عواد:
أكيد و يتضح بالأمور التالية
البدانة ونقص الحركة، تزيد من إحتمالية حصول ترقق العظام فمن المعروف أن الخلايا العظمية تستشعر الحركة والتحميل لتحفز بدورها على تشكيل عظم قوي ومتين.
نقص فيتامين (د) الذي يؤدي إلى نقص امتصاص الكالسيوم من الأمعاء, وبالتالي نقص في مستوى الكالسيوم في الجسم مما يحفز على زيادة نشاط الغدد جارات الدرقية الذي يؤدي إلى زيادة ارتشاف العظم(بمعنى هدم العظم) لتحرير كميات إضافية من الكالسيوم إلى مجرى الدم.
اضطرابات التغذية خاصة حالات التغذية الفقيرة بمركبات الكالسيوم والفوسفور, بالإضافة إلى الأملاح والفيتامينات الأخرى. كما أن التناول المفرط للأغذية الغنية بأملاح الصوديوم له تأثير سيئ على مستوى الكالسيوم في الجسم, وبالتالي على النسيج العظمي. إن زيادة مستوى الصوديوم في الجسم يؤدي الى زيادة طرحه عن طريق البول, الأمر الذي يؤدي إلى زيادة طرح الكالسيوم عن طريق البول أيضا, وبالتالي نقصه في الجسم, مما يحفز على زيادة تقويض العظم.
الحميات الفقيرة بالبروتينات تؤدي إلى ضعف في تركيب النسيج العظمي وبالتالي إلى الهشاشة العظمية, وفي المقابل, يؤدي التناول المفرط للبروتينات إلى بيئة حمضية تساعد على هبوط مستوى الكالسيوم في الجسم.
التدخين يؤدي إلى نقص الكثافة العظمية بتأثيرات مباشرة وغير مباشرة على النسيج العظمي. كما أن التناول المفرط للمشروبات الغازية يؤدي إلى إزاحة الكالسيوم والتقليل من امتصاصه, مما يساعد على إضعاف النسيج العظمي.
وعن كيفية الوقاية من المرض شدد الدكتور عواد
على الإهتمام بما تم طرحه سابقا و ممارسة الرياضة بإنتظام مع فحص كثافة العظام بشكل دوري كل سنة أو سنتين بعد سن الخمسين .
وأشار لأهمية التوعية لتخفيف انتشار المرض وقال:
جميع فئات المجتمع معنية بالتوعية , و التأكيد على فئة النساء بعد سن اليأس لأنهن أكثر إصابة
وردا على سؤال حول كون هشاشة العظام مرض النساء كما يشاع قال:
هناك دراسة أظهرت أن امرأة واحدة على الأقل من أصل ثلاث وواحد من خمسة رجال فوق سن الخمسين من كسر بسبب مرض هشاشة العظام
ووجه الدكتور عواد رسالة للمجتمع قال فيها:
تركز منهجيات الوقاية من مرض ترقق العظام على العوامل المرتبطة بنمط الحياة، مثل التغذية المتوازنة وممارسة الرياضة بشكل منتظم، ما يساعد في الحفاظ على قوة العظام. من المهم أيضاً إجراء فحوصات دورية لصحة العظام.