كشفت دراسة حديثة نشرت في مجلة Nature Microbiology أن نقص الزنك يزيد من خطر الإصابة بالتهاب رئوي ناجم عن بكتيريا Acinetobacter baumannii، وهي بكتيريا شائعة في الالتهابات الرئوية المرتبطة بأجهزة التنفس الصناعي. اكتشف الباحثون أن نقص الزنك يؤدي إلى زيادة إنتاج السيتوكين المؤيد للالتهابات IL-13، مما يزيد من حدة العدوى بـ A. baumannii. وقد أثبتوا أن منع عمل IL-13 قلل من خطر الوفاة في نماذج حيوانية مصابة بالعدوى. وتشير هذه النتائج إلى أن الأجسام المضادة لـIL-13، والتي تمت الموافقة عليها بالفعل لعلاج بعض الحالات، قد تكون علاجًا واعدًا للوقاية من الالتهابات الرئوية الناجمة عن A. baumannii، خاصة لدى المرضى الذين يعانون من نقص الزنك. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات السريرية لتأكيد هذه النتائج.
تشير التقديرات إلى أن حوالي 20% من سكان العالم يعانون من نقص في الزنك، وهو ما يضعف جهاز المناعة ويجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، بما في ذلك الالتهاب الرئوي. وقد صنفت منظمة الصحة العالمية نقص الزنك كأحد الأسباب الرئيسية للعديد من الأمراض والوفيات. المرضى الذين يعانون من نقص الزنك، وخاصة كبار السن والمصابون بأمراض مزمنة، هم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى ببكتيريا A. baumannii، خاصة أولئك المقيمون في المستشفيات أو دور الرعاية. يمثل المرضى المقيمون في المستشفيات، خاصة أولئك الذين يستخدمون أجهزة التنفس الصناعي أو القسطرة، فئة عالية الخطورة للإصابة بالعدوى ببكتيريا A. baumannii. أشار الباحثون إلى أن بكتيريا A. baumannii تطورت لتكون مقاومة للعديد من المضادات الحيوية، مما يجعل مكافحتها أمرًا صعبًا ويجعلها تهديدًا خطيرًا للصحة العامة، خاصة في المستشفيات.
لاستكشاف العلاقة بين نقص الزنك والإصابة ببكتيريا A. baumannii، أجرى الباحثون دراسات على نماذج حيوانية مصابة بنقص الزنك والتهاب رئوي ناجم عن هذه البكتيريا. قادت الدكتورة لورين بالمر، زميلة ما بعد الدكتوراه السابقة في مركز فاندربيلت الطبي والتي تعمل الآن أستاذة مساعدة في علم الأحياء الدقيقة والمناعة في جامعة إلينوي بشيكاغو، هذه الدراسات.
وجد الباحثون أن الفئران التي لديها نقص في الزنك عانت من زيادة في عبء بكتيريا A. baumannii في الرئتين وانتشارها إلى الطحال، مما يشير إلى تدهور الحالة الصحية وتطور المرض. ونتيجة لذلك، ارتفع معدل الوفيات مقارنة بالفئران التي تتناول كميات كافية من الزنك. وأظهرت النتائج أن الفئران التي تعاني من نقص الزنك تنتج كميات أكبر من البروتين الالتهابي IL-13 استجابة للعدوى. وعند إعطاء IL-13 للفئران السليمة غذائيًا، لوحظ زيادة في انتشار البكتيريا إلى الطحال، مما يشير إلى دور هام لـ IL-13 في تسهيل انتشار العدوى. علاوة على ذلك، أظهرت نتائج الدراسة أن استخدام الأجسام المضادة التي تستهدف IL-13 نجح في حماية الفئران التي تعاني من نقص الزنك من مضاعفات العدوى والموت، مما يشير إلى أن حصار عمل IL-13 قد يكون استراتيجية واعدة لعلاج هذه العدوى.
وتضاف هذه النتائج إلى مجموعة متنامية من الدراسات التي تظهر أن نقص بعض العناصر الغذائية يرتبط بإنتاج IL-13 والاستجابة المناعية من “النوع 2”. وأشارت الدراسة إلى أن “IL-13 قد يكون عامل خطر مهم لالتهابات الرئة الانتهازية والمرتبطة بالرعاية الصحية، مما يدعم بشكل أكبر استكشاف IL-13 كهدف للعلاج”. وقد تم إجراء دراسات مكثفة على الأجسام المضادة لـ IL-13 المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء (lebrikizumab وtralokinumab) كعلاجات محتملة للربو الشديد غير الخاضع للسيطرة. وعلى الرغم من عدم إثبات فعاليتها في هذا الصدد، فقد أثبتت التجارب السريرية سلامتها.