يتكون الجلد من عدة طبقات تصطف في شكل هرمي، ويتأثر الجلد بعوامل متعددة منها الزمن، والوراثة، والهرمونات، والتعرض للريح والشمس والتغذية. فبمرور السنين يجف الجلد ويترهل ويصاب بالتجاعيد بسبب قلة إفراز الغدد الدهنية وعدم احتفاظ الجلد بالمياه الكافية.
معاناة في الشتاء
وتؤدي الفيتامينات دورًا هامًا في حالة الجلد وصحة أنسجته، ومن ثمَّ فإن نقص فيتامين «أ» على سبيل المثال يؤدي إلى جفاف البشرة وظهور القشور بالجلد، في حين يؤدي نقص فيتامين «ب» المركب إلى خشونة الجلد، ونقص فيتامين «ب12» يؤدي إلى تشقق الشفاه وإصابة اللسان بالالتهابات.
وفي فصل الشتاء فإن أكثر ما تعانيه البشرة من مشاكل هو الجفاف وظهور البثور والقشور، وبالذات مع البرد والصقيع.
ومن أسباب ذلك التدفئة الصناعية التي تعمل على تخفيف الهواء فيتعرض الأنف والبشرة للجفاف بسبب انخفاض الرطوبة، وهو ما يتطلب المحافظة على الجسم رطبًا باردًا، وتجنب استعمال الماء الساخن عند غسل الوجه.
فالماء الحار يطلق مواد كيميائية في الخلايا الموجودة بالقرب من الأوعية الدموية للبشرة، فتعمل على احمرار البشرة وجفافها، كما أن الحرارة تقضي على الزيوت الطبيعية للبشرة التي تحافظ على رطوبة الجسم.
وبصرف النظر عن عمر المرأة، فإن الإصابة بالبشرة الجافة، ليست أمرًا حتميًا.
حافظي على بشرتك
هناك خطوات من شأنها المحفاظة على البشرة، منها أنه يمكن للمرأة أن تحدد نوع بشرتها بأن تقوم بغسلها في المساء جيدًا دون وضع أية مساحيق عليها.
وفي الصباح تضغط على بشرتها بورقة نشاف أو ورق توالت، ثم تأخذ الورقة وتقربها من ضوء قوي لتعرف مدى تكون الدهون عليها، عندها تستطيع تحديد بشرتها هل هي عادية أم دهنية أم جافة، وذلك حسب كمية الدهون التي ظهرت على سطح الورقة.
وتعتبر البشرة الجافة هي أضعف أنواع البشرة، لأنها تكون معرضة للإصابة بالتجاعيد مبكرًا، لذا يجب على صاحبتها المداومة على استخدام منظفات للبشرة السائلة فقط أو الكريمات المغذية.
وهناك وصية شائعة وهي أن شرب كمية كبيرة من الماء يوميًا يستبعد احتمالات الإصابة بجفاف البشرة، وأن خلايا طبقات الجلد الوسطى تعمل على سحب الرطوبة من البشرة إذا ما أصيبت بنقص فيما تحتاجه من ماء، بصرف النظر عما يحتويه الهواء من رطوبة.
إلا أن شرب الماء قد لا يحل المشكلة على المدى القصير، لكن المؤكد أنه يمنع حدوث الجفاف.
ويفضل استعمال جهاز لقياس الرطوبة لداخل المنزل، مع الإبقاء على معدل متوسط الرطوبة في حدود 40 درجة مئوية على الأقل، وتجنب ارتداء الملابس الخشنة الزغبية أثناء الشتاء، واختيار الملابس القطنية لأنها لا تعمل على تجفيف البشرة، واستخدام منظفات غير قوية لغسل الملابس، وصابون رقيق خال من العطر والمواد الحافظة لغسل الوجه.
ويمكن المحافظة على الأجزاء الداخلية من الجسم رطبة عن طريق رشفها بالماء طوال اليوم، واستخدام المنتجات التي تحتوي مواد رطبة طبيعية مثل (ALGIN) وهو نبات بحري، و (الأستين)الذي يطلق عليه كذلك «الكولاجين الطبيعي» القابل للذوبان.
أغذية ومستحضرات مفيدة
وهناك أغذية ومستحضرات مفيدة مثل أحماض الفاهيدروكسي التي توجد في النباتات والأطعمة المصنوعة من منتجات الألبان مثل حامض اللاكتيك في اللبن الزبادي، واللبن الرائب، والعسل والمولاس، وحامض التفاح، والحامض الجلوكوني في الذرة الشامية، وحامض الستريك في «الموالح» وحامض التارتريك في العنب والتوت.
وهناك أيضًا أسلوب تقشير البشرة بصورة منتظمة، ورغم أن التقشير يأتي بخلايا جلدية جديدة إلى السطح إلا أنه من المحتمل أن يعمل على تهييج البشرة، وهو ما يرجع إلى الحموضة النسبية للمحلول المستخدم في إزالة القشور.
وفي حالة الشعور أو ملاحظة أية آثار جانبية يفضل استخدام المواد الطبيعية، ومسح الجسم بليفة أو فرشاة البشرة الجافة، أو مسح الجسم بقليل من ملح الطعام حتى يتوهج، ثم غسله بالماء البارد، ثم تقشير الوجه بتركيبة لطيفة مغذية من نخالة القمح أو الشوفان أو قشر البيض المسحوق وبدرة الحليب، أو بالشوفان فقط.
ولتزييت البشرة يمكن مسح الجسم بأعشاب لسان الثور، أو أزرق الزهر، أو العنب النباتي، أو الزبيب، أو زيت دوار الشمس، حيث إن هذه الأعشاب والنباتات تحتوي على الأحماض الدهنية اللازمة التي تماثل تلك الموجودة في خلايا البشرة.
ويمكن إضافة زيت دوار الشمس أو الأفوكادو إلى الحمام الدافئ – على ألا يكون ماء الحمام ساخنًا، وإنما فاترًا – وتجنب الصابون المزيل للروائح لأنه يعمل على إزالة الكثير من الزيت من سطح البشرة فيتلف تماسك وتناسق خلاياها.
كما يمكن تحسين عمل الدورة الدموية بممارسة الرياضة والتدليك بصورة منتظمة، فكلا هذين النشاطين يزيد من قوة الدورة الدموية الذاهبة إلى البشرة ويحسن من الراحة الذهنية.
أ.د. نبيل سليم علي – أستاذ جراحات التجميل