هل تستطيع الحامل والمرضع الصيام في رمضان؟
حرص الإسلام على المسلمة، بحيث لا تضار صحيًا أو يضار جنينها، ولذلك فإن الحمل في المرحلة الأولى، أي في الشهور الثلاثة الأولى، إذا لم يصاحبه مضاعفات كالقيء والغثيان الشديد، ولم تكن هناك أعراض مرضية أخرى، في هذه الحالة يمكنها أن تصوم دون خوف على نفسها أو جنينها.
أما إذا كانت أعراض الوحم شديدة، وصاحبها القيء والغثيان، فإن الأمر يختلف، فالقيء والغثيان اللذان يحدثان في الصباح، قد يتكرران أثناء النهار، ويصاحب هذه الحالة انخفاض في نسبة السكر بالدم، بعد فترة طويلة من السحور، حيث لا تتعاطى أي طعام جديد، ومن ثم فإن الصوم ينقص نسبة السكر في الدم، وبالتالي يؤدي إلى مزيد من أعراض القيء والغثيان، وهنا يحسن الإفطار حتى تزول هذه الأعراض ..
أما مرحلة الحمل الثانية (الشهر الرابع والخامس والسادس)، فإن المرأة في هذه الفترة، لا تشعر عادة بأعراض الوحم المشار إليها سابقًا، وبالتالي تستطيع أن تصوم دون أدنى خوف، ما دامت خالية من أية أمراض أخرى تتعارض مع الصوم .
بقيت المرحلة الأخيرة من الحمل، وفي هذه المرحلة تستطيع معظم النساء أن يصمن إلا إذا حدث الآتي:
– ضعف شديد.
– ضيق في التنفس.
– عدم القدرة على القيام بالمجهود المعتاد، وبعض الأعراض المانعة للصوم تحدث في الغالب نتيجة للزيادة الكبيرة في الوزن أثناء الحمل مما يجهد القلب والكليتين والكبد، لأن الحمل بطبيعة الحال يضاعف عمل هذه الأعضاء.
وهناك نصائح للحامل الصائمة نجملها في الآتي:
أولاً: يجب أن يكون الإفطار محدودًا، لأن امتلاء المعدة قد يسبب ضيقًا في التنفس، وشعورًا بالإجهاد والدوخة وعسر هضم، كما أن الإفراط في الطعام يؤدي إلى التخمة التي قد تساعد على حدوث تسممات الحمل ونزيف ما قبل الولادة.
ثانيًا: الاهتمام بالبروتينات والخضراوات الطازجة والأغذية التي يتوفر فيها الكالسيوم، وعدم الإكثار من الدهون والنشويات التي تزيد الوزن.
وبالنسبة للمرضع فإنها تستطيع أن تتخذ القرار وحدها، فإذا كان لبنها يشبع طفلها، أو يستفيد من إضافة اللبن الصناعي، تستطيع الصوم. أما إذا كان لبنها لا يكفي، وتريد إرضاعه طبيعيًا فهذا حقها، ولها أن تفطر، مع ملاحظة أن اللبن يقل في اليومين الأولين من الصيام ثم يعود إلى طبيعته بعد ذلك.
وعلى المرضع الصائمة أن تهتم بالبروتينات والخضراوات
والفواكه والألبان والسوائل.
من كتاب (الصوم.. والصحة) نجيب الكيلاني