أنت صاحبها
قال رجل من البخلاء لأولاده: اشتروا لي لحمًا، فاشتروه فأمر بطبخه. فلما استوى، أكله جميعه حتى لم يبق في يده إلا عظمة، وعيون أولاده ترمقه، فقال: ما أعطي أحدًا منكم هذه العظمة حتى يحسن وصف أكلها.
فقال ولده الأكبر: أمششها يا أبتيٍ، وأمصها حتى لا أدع للذر فيها مقيلاً.
قال: لست بصاحبها.
فقال الأوسط: ألوكها يا أبت وألحسها حتى لا يدري أحد لعام هي أم لعامين.
قال: لست بصاحبها.
فقال الأصغر: يا أبت أمصها ثم أدقها وأسفها سفًا.
قال: أنت صاحبها وهي لك، زادك الله معرفة وحزمًا.
أضرب بطني
رأى أحد الطفيليين قومًا يسار بهم إلى القتل, وكانوا في هيئة حسنة وثياب فخمة، فظنهم ذاهبين إلى وليمة، فتلطف حتى دخل في لفيفهم، وصار واحدًا منهم. فلما بلغ صاحب الشرطة قال الطفيلي: أصلحك الله، لست والله واحدًا منهم، وإنما أنا طفيلي ظننتهم مدعوين إلى صنيع فدخلت في جملتهم.
صاحب الشرطة: ليس هذا ما ينجيك مني، اضربوا عنقه.
الطفيلي: أصلحك الله إن كنت ولا بد فاعلاً فأمر السياف أن يضرب بطني بالسيف، فإنه الذي ورطني هذه الورطة. فضحك صاحب الشرطة وخلى سبيله.