لهذه الرياضة منطق خاص جدًا، حيث يخضع لاعبوها لنظام صارم في التدريب، وبناء أجسامهم يتلخص في ثلاث كلمات هي: تدرب، كل، نم.
أما نتيجة ذلك فهي ظهور مصارعين متوسط وزن الواحد منهم حوالي 160 كيلوجرامًا. لكن هذا الوزن «فوق فوق الثقيل» لا يحوّل المصارع إلى فيل عاجز عن المناورة في تلك المصارعة، فالتمرين المتواصل، الذي يشغل جوهر حياة هؤلاء المصارعين يجعلهم خفاف الحركة إلى درجة لا تُصدق، حتى إن زمن الجولة الواحدة في هذه المصارعة لا يزيد على دقيقة واحدة.
وبمجرد أن يعلن الحكم عن بدء النزال يندفع فيها المصارعان للاشتباك خلال دقيقة واحدة، يلتحمان كطودين راعدين كل منهما يسعى إلى طرح غريمه أرضًا وإلقائه خارج الحلقة، وإذا طال التحام المتصارعين دون حركة ملموسة يتدخل الحكم لدفعهما إلى تفعيل الصراع.
طبيًا، فإن نظام حياة هؤلاء المصارعين يجعل عضلاتهم غنية بالألياف البيضاء التي تمد العضلة بالطاقة وتجعلها مرنة وقوية وعالية الاحتمال، لكن الإنسان لا يستطيع أن يعيش حياته كلها يمارس هذه الرياضة، فمع التقدم في العمر تتحوّل هذه الأوزان الهائلة إلى أعباء فوق طاقة احتمال أجهزة الجسم، خاصة القلب. لكن ما ينقله الإعلام الياباني والعالمي عن مصارعي السومو لا يخبرنا إلا عن فترة شباب وفتوة هؤلاء المصارعين، أما كهولتهم وشيخوختهم فلا شيء.
السومو رياضة قومية يعتز بها اليابانيون، وقد رعاها الأباطرة «أبناء الشمس» منذ ولادتها قبل 1500 سنة، وسجلت قواعدها في القرن 17، وينتظم مصارعوها في رُتب محددة بصرامة كتلك التي يصنّف بها المجتمع الياباني المحافظ أفراده طبقًا لأصولهم الأسرية وجذورهم الاجتماعية.
الطريف أن اليابانيين يحيطون هذه الرياضة العريقة بتبجيل وشغف يجعلان تذاكر مبارياتها تنفد على الفور، فتمتلئ قاعات السومو وسط العاصمة طوكيو عن آخرها برغم أنها تسع عشرات الآلاف من المتفرّجين، ورغم إذاعة المباريات على الهواء في محطات التلفزيون اليابانية.
رياضة قتالية
تدخل في لعبة السومو بعض الطقوس اليابانية القديمة، ويعتبرها اليابانيون أكثر من مجرد رياضة عادية، فهي تقليد وتراث يجمعون على وجوب الحفاظ عليه.
ويعتمد مبدأ هذه الرياضة على محاولة كلا المصارعين (ريكيشي) إخراج المصارع الآخر من دائرة المصارعة (دوهيو) أو جعل أي جزء من جسمه (غير أسفل قدمه) يلمس الأرض. تعتبر السومو من الفنون القتالية اليابانية الحديثة على الرغم من أن جذورها تعود إلى عدة قرون خلت.