إذا فقد جسمُ الإنسان كمِّية من السوائل تزيد على تلك التي يشربها، يتعرَّض للتجفاف. والتجفافُ هو عدم بقاء كمِّية كافية من الماء في الجسم. تحصل هذه الحالةُ عند حدوث الإسهال الشديد، أو عند الإصابة بأمراض خطيرة جدًا، وعند القيء أو الشعور بتوعُّك شديد يمنع الشخصَ المصاب من تناول الطعام والسوائل.قد يصاب أيُّ شخص مهما بلغ عمرُه بالتجفاف. ويحدث التجفافُ بسرعة أكبر عند الأطفال الصغار، وهو أكثر خطرًا عليهم. إنَّ معظمَ الأطفال الذين يموتون من الإسهال، يموتون بسبب عدم بقاء كمِّية كافية من الماء في أجسادهم. ويموت حوالي مليون ونصف مليون طفل سنويًا حول العالم بسبب التجفاف.
قد يؤدِّي التجفافُ الشديد إلى الغيبوبة أو الموت. يشرح هذا البرنامج التثقيفي كيفية التعرُّف على علامات التجفاف عند الأطفال، وكيفية تعويض السوائل لديهم.
مؤشرات الجفاف
يكون أيُّ طفل مصاب بإسهال شديد معرَّضا لخطر التجفاف. ومن الضروري أن يتعرَّف الجميع على علامات التجفاف وكيفية تفاديه ومعالجته.
العطشُ هو أوَّل علامات التجفاف عادةً. وتشمل العلامات الأخرى ما يلي:
· عدم التبوُّل أو التبوُّل الخفيف، حيث يكون لونُ البول أصفرَ داكن.
· نقص الوزن المفاجئ.
· جفاف الفم.
· انخماص اليافوخ في رأس الأطفال الرُضَّع. واليافوخُ هو منطقةٌ طريَّة في رأس الطفل، واحد في الأمام وآخر في الخلف، حيث تكون عظام الجمجمة غير متعظِّمة. وهذه البقعةُ طرية الملمس، وهي تُغلق تلقائيًا عند بلوغ الطفل السنة الثانية من العمر.
· عينان غائرتان غير دامعتين.
يؤدِّي التجفافُ إلى فقدان الجلد لمرونته ومطاطيَّته. وللتأكُّد من أنَّ الطفل ليس مصاب بالتجفاف، يمكن الإمساك بجلده بين إصبعين ثم نتركه؛ فإذا لم يتراجع الجلد فوراً ويستعيد شكله الطبيعي، فالطفل مصابٌ بالتجفاف.
قد يؤدِّي التجفاف الشديد إلى الغيبوبة أو الموت. ومن علامات التجفاف الشديد ما يلي:
· نبض ضعيف وسريع.
· تنفُّس سريع وعميق.
· حمَّى.
· عضلات ضعيفة ومرتخية.
يجب التصرَّ ف بسرعة عند التعرُّف على أولى علامات التجفاف الشديد، والبدء بإعطاء الطفل الكثير من السوائل ليشربها فورًا. ويسمَّى هذا بتعويض السوائل عن طريق الفم أو الإمهاء الفموي. وإذا لم تتحسَّن صحَّة الطفل، يجب الحصول على رعاية طبِّية فورًا.
تعويض السوائل عن طريق الفم
يجب التصرُّف بسرعة إذا أُصيب الطفل بإسهال مائي. لذلك، ينبغي إعطاؤه الكثير من السوائل ليشربها، كعصيدة الحبوب المخففة بالماء أو الشاي أو الشوربة (الحساء) أو الماء العادي. وإذا كان الطفلُ الرضيع مُصابًا بالإسهال، يجب الاستمرارُ بإرضاعه من الثديين مرارًا قبل إعطائه أيَّ نوع آخر من السوائل.
حالما يستطيع الطفلُ المصاب بالإسهال تقبُّلَ الطعام، يُعطى عدَّة وجبات من الطعام الذي يحبُّه.
هناك شرابٌ خاص لتعويض السوائل يساعد على تفادي التجفاف أو معالجته، خاصَّة في حالات الإسهال الحاد. وهذا الشرابُ هو أفضل سائلٍ يمكن أن تقدِّمه الأم لطفلٍ مُصاب بالتجفاف، لأنَّه يعطيه الماء والأملاح والسكَّر الذي يحتاجه الجسم ليعوِّض نقص السوائل. ويشرح القسمُ التالي كيفية تحضير شراب تعويض السوائل إذا كان غير متوفِّر في صيدلية قريبة.
شراب تعويض السوائل
هناك حاجةٌ إلى أملاح تعويض السوائل عن طريق الفم لتحضير شراب تعويض السوائل، حيث تحتوي هذه الأملاحُ على أنواع السكَّر البسيط والملح والصودا والبوتاسيوم. ويمكن شراءُ هذه الأملاح من الصيدلية أو من محلٍّ تجاري. ولكنَّ إعدادَ هذا الشراب بشكل صحيح في المنزل أقلُ كلفةً وأكثرُ أمنًا، ويمكن إعدادُه بسرعة إذا دعت الحاجة.
يُعطى المصابُ رشفات قليلة من هذا الشراب كلَّ خمس دقائق في الصباح والمساء، حتى يتمكَّن من التبوُّل بشكل طبيعي. ويحتاج الطفلُ الصغير إلى لتر واحد على الأقل يوميًا، أو ما يعادل كوبًا واحدًا من الشراب لكلِّ إسهال مائي. ويجب الاستمرارُ بإعطاء الطفل الشراب مرارًا في رشفات صغيرة، حتَّى إذا تقيَّأ. ولكن، لن يتقيَّأ الطفل كلَّ الشراب الذي شربه.
هناك طريقتان لخلط شراب تعويض السوائل في المنزل:
1- أوَّلاً: مع السكَّر والملح
2- ثانيًا: مع مسحوق حبوب الإفطار والملح.
لإعداد شراب تعويض السوائل مع السكَّر والملح:
1- أوَّلاً: يُستخدم ليتر من الماء العادي.
2- ثانيًا: تُضاف ملعقة صغيرة مسطَّحة من الملح، مع تحريك الخليط.
3- ثالثًا: تُضاف ثماني ملاعق صغيرة مسطَّحة من السكَّر، مع تحريك الخليط.
4- رابعًا: يمكنك إضافة نصف كوب من عصير الفاكهة أو موزة مهروسة.
لإعداد شراب تعويض السوائل مع مسحوق حبوب الإفطار والملح:
1- أوَّلاً: يُستخدم ليتر من الماء العادي.
2- ثانيًا: تُضاف نصفُ ملعقة صغيرة مسطَّحة من الملح، مع تحريك الخليط.
3- ثالثًا: تُضاف ثماني ملاعق صغيرة مسطَّحة من مسحوق الحبوب، مع تحريك المزيج. ويعدُّ الأرز المطحون هو الأفضل، ولكن يمكن استخدامُ مسحوق الذرة المجروشة أو طحين القمح، أو عصير الذرة، أو البطاطس المسلوقة والمهروسة.
4- رابعًا: يُضاف نصفُ كوب من عصير الفاكهة أو موزة ناضجة مهروسة. ويقدِّم العصيرُ والموز البوتاسيوم الضروري للجسم، وقد يساعدان على تقبُّل الطفل للطعام والشراب. إذا ازدادت حالةُ التجفاف سوءًا أو ظهرت علامات خطيرة أخرى، يجب الحصول على رعاية طبِّية فورًا؛ فقد يضطرُّ الأمرُ إلى إعطاء الطفل السوائلَ عن طريق الوريد.