عندما تتراكم البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة المحملة بالكوليسترول (الكوليسترول الضار) بكميات تزيد عن قدرة البروتينات الدهنية عالية الكثافة للتخلص منها.. تقوم الشوارد الحرة بأكسدة الكوليسترول وبالتالي تتهيأ الفرصة لالتصاق هذه الدهون الفاسدة بجدران الشرايين والإصابة بتصلب الشرايين.
يعني هذا أننا لو تمكنا من الحد من عملية أكسدة الكوليسترول ومحاربة الشوارد الحرة التي تعرف باسم عوامل الأكسدة، فإننا سوف ننجح بقدر كبير في الحد من عملية ترسيب الكوليسترول وحدوث تصلب الشرايين.
ويرى العديد من الأطباء والباحثين أن الكوليسترول والبروتينات الدهنية منخفضة الكثافة لا تشكل خطرًا جديًا على الشرايين ما لم يحدث عملية أكسدة لها عن طريق الشوارد الحرة.
فقد أثبتت بعض التجارب التي أجريت على الحيوانات أن الكوليسترول المحمل على البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة لم يحقق أي أذى لجدران الشرايين ما لم يتحول إلى كوليسترول مؤكسد في وجود الشوارد الحرة.
وتستطيع مضادات الأكسدة أن تتصدى لهذه الشوارد الحرة وما تسببه من عملية أكسدة وإفساد للكوليسترول وما يعقبه من تصلب للشرايين.
جهاز دفاعي صلب
من فضل الله علينا ونعمته علينا أنه لم يتركنا فريسة سهلة للشوارد الحرة لتعبث بأجسامنا وتخرب الشرايين.
فلقد سخر لنا جهازًا دفاعيًا للتصدي للشوارد الحرة وما تفعله من كوارث ويعرف هذا الجهاز الدفاعي بمضادات الأكسدة.
ويؤكد العلماء أن مضادات الأكسدة تصلح ما يعادل 99% مما يلحق بأجسامنا من أضرار تسببها الشوارد الحرة وخاصة عملية تصلب الشرايين.
وكل لحظة تمر بنا هناك صراع ومعركة دائمة بين الشوارد ومضادات الأكسدة، فإن تغلبت الشوارد تأكسد الكوليسترول وزادت الفرصة لحدوث عملية تصلب الشرايين وإن فازت مضادات الأكسدة توقفت عملية ترسيب الكوليسترول على جدران الشرايين «تصلب الشرايين».
لكن السؤال هنا: من أين نحصل على هذه المضادات؟
من فضل الله أن طعامنا يحتوي على جيش كبير من مضادات الأكسدة مثل: البيتاكاروتين والألفاكاروتين والليكوبين والليوتين وهي توجد في الفاكهة والخضراوات. وهناك عائلة ضخمة تتكون من أربعة آلاف مضاد للتأكسد تعرف بالفلافونويدات تقبع داخل الفواكه والخضراوات داكنة اللون.
ومن أفضل الخضراوات والفواكه المضادة للأكسدة: السبانخ والثوم والملوخية والخبيزة والرجلة واللفت والفراولة والتوت.
كتيبة الفيتامينات
وفضلاً عن مضادات الأكسدة، فقد ثبت فائدة بعض الفيتامينات في ضبط مستوى الكوليسترول بالدم والحد من تطور عملية تصلب الشرايين وأهم هذه الفيتامينات:
فيتامين نياسين
من المعروف أن هذا الفيتامين من أفراد مجموعة «ب» المركب، ويعتبر من أهم الفيتامينات التي تقلل من مستوى الكوليسترول بالدم، ويقوم بعمله من خلال إبطال مفعول أنزيمات الكبد المسئولة عن إنتاج الكوليسترول.
وفي دراسة تمت بجامعة هارفارد تم خفض مستوى الكوليسترول بمقدار 18% في مجموعة مرضى يزيد عددهم على 100 مريض وذلك بإعطائهم جرعة يومية من النياسين تعادل 1000 ملليجرام.
ومن أهم مصادر النياسين: الخميرة والجزر والبطاطس والطماطم وجنين القمح والفول والسمك واللبن والبيض والفول السوداني ودقيق الذرة.
ويوجد في مجموعة من النباتات والأعشاب مثل: الشطة والبابونج وبذور الشمر والعرقسوس والبقدونس والنعناع. ويمكن تناوله كعقار بجرعة صغيرة في البداية 100مجم يوميًا لتزداد تدريجيًا لتصل إلى 1ـ2 جم يوميًا تقسم على 3 جرعات، ويفضل عدم تجاوز الجرعة المحددة لأنه من الممكن أن يسبب طفحًا جلديًا واضطرابات بالأمعاء.
النياسين وفيتامين هـ
وجد الباحثون أن الجمع بين فيتامين النياسين وفيتامين هـ وفيتامين أ يعطي نتائج أفضل في خفض مستوى الكوليسترول الضار ورفع الكوليسترول الجيد.
فيتامين الكولين
يلعب دورًا هامًا في التمثيل الغذائي للدهون والكوليسترول ويقلل الدهون الزائدة بالكبد. ويتوفر هذا الفيتامين في صفار البيض والليثين والبقول واللحم واللبن والحبوب.
فيتامينات أ، د، هـ، ج
تعتبر من الفيتامينات الهامة المضادة للأكسدة والتي تتصدى للضربات الموجعة للشوارد الحرة التي تؤكسد الكوليسترول وتحوله إلى مادة سامة قابلة للترسب على جدران الشرايين وإحداث تصلب لها.
د.حسن فكري منصور
استشاري التغذية العلاجية