كثر حديث العلماء وتشعب حول المركبات التي لها نشاط يضاد الأكسدة Antioxidants الحيوية داخل خلايا جسم الإنسان والموجودة في الفواكه والخضراوات وتأثيراتها الوقائية ضد حدوث بعض الأمراض كالسرطان وأمراض في القلب ،وذكرت دراسة علمية حديثة اثنا عشر من ثمار الفواكه تحتوي على نسب جيدة من هذه المركبات ويكون أعلاها ثمار الفراولة ثم يأتي ترتيب الفواكه الأخرى كالتالي البرتقال والعنب الأحمر وثمار الكيوي والجريب فروت القرمزي والعنب الأبيض والموز والبندورة والكمثرى والبطيخ ، ويحتوي البطيخ نحو خمس النشاط الكلي المضاد للأكسدة لثمار الفراولة ، ويكون عصير العنب بين خمسة عصائر فواكه وخضراوات تحتوي على مركبات ذات نشاط مضاد للأكسدة ، ويليه الجريب فروت والبندورة والبرتقال والتفاح ،
ونشر أول تقرير علمي عن الفائدة الوقائية لتناول الفواكه والخضراوات الطازجة ضد حدوث نوبات القلب لمرضى القلب الأكليليCoronary artery disease ،ومن المعروف تكون الجذور الحرة بشكل طبيعي داخل خلايا جسم الإنسان نتيجة عمليات الأيض الغذائي فيها ،وهي ذات قدرة على إحداث تلف في الجزيئات والخلايا بواسطة فعلها المؤكسد ،وكمثال للمركبات التي يمكن أكسدتها هي الدهون كالكولسترول والأحماض الدهنية والبروتينات والأنزيمات والخلايا العصبية والعضلات والأحماض النووية التي تكون جزيئات المركبين الوراثيين د.ن.أ و ر.ن.أ الموجودين في المورثات داخل أنوية الخلايا ،وقد يؤدي التلف الذي تسببه الجذور الحرة المتكونة داخل خلايا الجسم إلى حدوث أمراض مزمنة بما فيها أورام خبيثة ونوبات قلبية نتيجة تصلب شرايين القلب وحدوث السكتة الدماغية نتيجة أمراض وعائية مخية، وتقوم مضادات الأكسدة التي يوفرها الأغذية بمعادلة الجذور الحرة مما له دور هام في الوقاية من حدوث هذه الأمراض ، واكتشف الأطباء أن فيتامين ج و فيتامين ي ومركبات بيتا كاروتين لها نشاط مضاد للأكسدة ، لكن لا يكون استعمالها بشكل منفصل أو كمستحضر صيدلاني لفيتامين واحد منها بنفس الفعالية الوقائية والعلاجية لأمراض القلب والسرطان والسكتة الدماغية ، والحقيقة قد يصاحب استعمال مستحضرات صيدلانية لفيتامين ج زيادة شدة المرض ، وأظهرت البحوث العلمية حتى التسعينيات من القرن الماضي احتواء الخضراوات وثمار الفواكه على مركبات أخرى بالإضافة إلى مضادات الأكسدة لها دور وقائي من حدوث بعض الأمراض ، وهي تشمل عدد من مركبات فلافونيد flavonoidsالتي تضم فلافون Flavones وأيزفلافون وفلافونولFlavonol وأنثوسيانين وكاتشتين Catechin وأيزوكاتشين Isocatechin، وتساهم هذه المركبات إلى جانب تحسين صحة جسم الإنسان ،فيهي تضيف اللون والخواص الأخرى للفواكه والخضراوات ،وتكون مركبات فلافونيد أكثر فائدة من مضادات الأكسدة الأخرى فهي ذات خواص مضادة للالتهابات والحساسية والسرطان وتضاد حدوث نزيف دموي ،ويحاول العلماء منذ سنوات قياس النشاط الكلي المضاد للأكسدة لمختلف الخضراوات والفواكه ،ولا يتوفر في الأسواق مستحضرات صيدلانية تحتوي على مضادات الأكسدة الموجودة في الفواكه والخضراوات ،ولا توجد بشكل متوازن في الأقراص التي تباع منها بأسعار مرتفعة ،ولابد من التأكيد على فائدة إكثار الإنسان من الحصول على الخضراوات والفواكه المحتوية طبيعياً على مركبات مضادة للأكسدة الحيوية للمحافظة على صحته وسلامة جسمه من الأمراض ، ويستطيع تحقيق ذلك بإتباعه إرشادات دليل الهرم الغذائي .