واقي الشمس هو المواد التي تمنع امتصاص الجسم لأشعة الشمس، وقد تكون على هيئة ملابس أو نظارات أو مظلات أو مستحضرات كيميائية.
وهناك مستحضرات كيميائية كثيرة الانتشار والاستخدام وأحيانًا دون استشارة طبية، وبالتالي يكون لها آثار سلبية على الجلد الذي يعتبر طبقة رقيقة وحساسة في جسم الإنسان.
وهناك نوعان رئيسيان من المستحضرات الواقية للشمس، كيميائية وفيزيائية، وتقوم الأخيرة بتفتيت وعكس أشعة الشمس. أما الكيميائية فتمتص أشعة الشمس من خلال تفاعل ضوئي وكيميائي. وأهم المواد الفيزيائية هي أوكسيد الزنك ومادة تيتانيم وهي عادة أكثر فعالية من المستحضر الكيميائي، في حين المستحضر الفيزيائي هو مستحضر خامل ولا يسبب عادة أي حساسية جلدية، ولكنه يترك في العادة بعض الألوان على الجلد مما يحرج بعض المستفيدين منه.
ونلاحظ أن الرقم المؤشر على العبوة يدل على درجة الوقاية لذلك المستحضر، فرقم 20 يعني أن المركب يعطينا وقاية 20 مرة أكثر من حالة عدم استخدامه.
لكن توجد وسائل دفاع متعددة في جسم الإنسان، بداية من الطبقة الجلدية السطحية، وهذه تمنع امتصاص أشعة الشمس، ولهذا ربما ينصح المرضى المستفيدون من التقشير الكيميائي بعدم التعرض لأشعة الشمس نهائيًا خلال الأيام اللاحقة.
وكذلك وجود الخلايا الصبغية التي تعطي الجلد مناعة من أضرار الشمس وهذا يفسر زيادة نسبة الأورام الجلدية الناتجة عن أشعة الشمس عند أصحاب الجلد الفاتح. الأنزيمات الموجودة في الجلد وبعض المواد الطبيعية (كمادة البيتاكاروتين) تمتلك دورًا آخر في هذه الوقاية.
أضرار الشمس على الجلد
إضافة إلى الحروق الناتجة عن التعرض الشديد لأشعة الشمس، فهناك أعراض الشيخوخة المبكرة وكذلك بعض الأورام الحميدة والخبيثة. أما الأكثر شيوعاً في بلادنا فهي الكلف والتصبغ الجلدي وخصوصًا في الوجه.
إن أشعة الشمس خلال الساعات الواقعة ما بين العاشرة صباحًا والثانية ظهراً تكون أكثر ضررًا بسبب تركيز الأشعة ذات الموجة المتوسطة .(UVB) ومن ثم، فمن الحكمة تجنب التعرض لأشعة الشمس خلال هذه الأوقات.
ولا تؤثر أشعة الشمس فقط عن طريق التعرض المباشر، بل إن أشعة الشمس قد تصل أيضًا إلى الأجسام عن طريق الانكسار والارتداد من بعض الأسطح المائية أو الرملية. كما يستطيع الزجاج عكس الأشعة ذات الموجة المتوسطة ولكنه يسمح بمرور الأشعة ذات الموجة الطويلة وهي الأقل ضررًا.
وعادة ما تعكس الملابس القطنية البيضاء معظم أشعة الشمس، أما الملابس غير القطنية وخصوصاً السوداء، فإنها لا تعطي الوقاية الكافية.
وإن الآثار الضارة لأشعة الشمس هي نتيجة تراكمية للتعرض للشمس عبر فترات طويلة، فمن الأفضل تفادي التعرض للأشعة حتى ولو كانت لفترة قصيرة عند عدم الضرورة. كما أنه لا يوجد ما يسمى الاسمرار الصحي فتلون الجلد هو نتيجة تأثر الجلد بأشعة الشمس. وينبغي الحذر من التعرض للشمس بين الساعة العاشرة صباحًا والثانية ظهرًا. والحيطة من أشعة الشمس حين وجودنا في المرتفعات الجبلية. كما توجد أدوية ومضادات حيوية قد تسبب في بعض الحالات حساسية ضوئية دوائية مفرطة من أشعة الشمس.
ولا بد هنا من التذكير بأن لأشعة الشمس فوائد ومن الضروري أن نعرض أطفالنا- بطريقة حكيمة- لأشعة الشمس للمساعدة في تكوين فيتامين (د) وتجنب مرض الكساح. والتعرض لأشعة الشمس ضمن الضوابط الطبية يساعد حتى في تجاوز بعض الأزمات النفسية والشعور بالضيق.
وفي الختام إن الخطورة تتعلق بالتعرض المباشر لأشعة الشمس خلال أوقات الذروة وعبر فترات تراكمية طويلة.
د. محمد سعدالدين
الاستشاري في الأمراض الجلدية